﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]. بهذه الكلمات الربَّانية النورانية أُعلِنَ ميلاد الإسلام، وأعلن معه ميلاد العلم بجناحيه: القلم والقراءة. ما هو اللحم المقدد. تتضمن هذه الآيات الكريمة: "الدعوة إلى اكتساب العلم بوسائله التي أتاحها الربُّ الخالق للإنسان، ومكَّنه من استعمالها، وهداه إلى كيفية ذلك، وأهم وسائله القراءة لما هو مدوَّن بالكتابة من علوم صحيحة نافعة في الدنيا والآخرة، وتدوين المكتسبات العلميَّة المدركة بالعقول، أو بالحواسِّ الظاهرة والباطنة، أو بالتجربات، أو بالأخبار الصادقة، ومنها الوحيُ المنزَّل من عند الله. وأهم وسائل التدوين الكتابةُ على اختلاف صورها وأشكالها القديمة والحديثة، وأحدثُها الآن الكمبيوتر، ولا يتمُّ ذلك إلا بتعلم صنعة القراءة والكتابة، والعمل على تدوين المكتسبات العلميَّة؛ ليسهل حفظُها ونقلها من سلف إلى خلف، وبهذا تتنامى وتتعاظم جبال المعرفة لدى الناس" [1]. أيها الإخوة، مَن منا يبغي حياةً علمية وفكرية واجتماعية أفضل؟ مَن يسعى أن يكون مؤثِّرًا فعَّالًا بين إخوانه وفي مجتمعه؟ من يَودُّ أن يكون أحد العظماء البارزين والمتميزين في زمانه وما بعده أيضًا؟ مَن يريد أن يعيش في رحاب معرفة متجددة وتطور مستمر؟ إن كل من يسمو إلى هذا وأزيد فسبيلُه هو القراءة.
ولا يخفى أن هذا الخلاف إنما يُتَصَوَّر إذا كان القبر شَقًّا أو لحدًا؛ لأن مدخل القبر يسمح بدخول الميت معترضًا، ويكون مدخل القبر حينئذٍ موازيًا لمرقد الميت، فأما إذا كانت القبور على هيئة الفساقي -كما هي الحال في قبور أهل مصر وغيرهم لطبيعة أرضهم- فإن مدخل القبر يكون أضيق من أن يدخله الميت معترضًا، كما أن المدخل لا يلزم كونه موازيًا لمرقد الميت، ولذلك لا يُتصور الخلاف في الفساقي، ويرجع الأمر إلى السَّل الذي هو مشروع عند الجميع؛ إما ابتداءًا عند الشافعية والحنابلة، وإما عند الحاجة كما هو قول الحنفية وغيرهم. فإذا أُدخِل الميت القبر فإنه يُوضَع على شِقِّهِ الأيمن استِحبابًا، ويجب أن يُوَجَّه وَجهُهُ وصدرهُ وبطنهُ إلى القِبلة، هذا باتِّفاق الأئمة الأربعة، ويَحرُمُ تَوجيهُ الوَجهِ لغير القِبلة؛ كما هو حاصلٌ مِن بعض مَن يدفن في هذا الزمان. كما يستحب الدعاءُ والاستغفارُ للميت بعد الفراغ من الدفن، وسؤالُ التثبيت له؛ لحديث عثمان بن مظعون رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثَبُّتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ» رواه أبو داود والحاكم وصححه.
439 - ما الفرق بين اللحد والشق؟ - YouTube
اقرأ أيضا: حكم تحريك حامل المصحف في صلاة القيام عند القراءة والركوع.. هل يبطل الصلاة؟ كيف ندخل الميت إلى القبر؟ الشافعية والحنابلة يستحبون أن يُدخَل الميت برأسه من عند رجلي القبر، ثم يُسل سلًّا رفيقًا إلى داخل القبر إذا تيسر الأمر؛ بحيث يُدفَن تِجاه القِبلة مُباشَرةً مِن غير حاجَةٍ إلى الدَّوَران به داخل القبر، لِمَا روى الإمام الشافعي في "الأم" عن ابن عـباس رضى الله عنهما قال: "سُلَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وســلم مِن قِبَلِ رأسِه". ما هو اللحد والشق وكيفية وضع الميت في القبر - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. وروى أيضًا عن عمران بن موسى: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُلَّ مِن قِبَلِ رأسه، والناسُ بعدَ ذلك". وروى أبو داود والبيهقي في "سننهما" عن أبي إسحاق قال: "أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد، فصلى عليه، ثم أدخله القبر من موضع رجلي الميت داخل القبر، وقال: هذا من السنة". قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في "الأم":[وأمورُ الموتى وإدخالهم من الأمور المشهورة عندنا؛ لكثرة الموت، وحضور الأئمة، وأهل الثقة، وهو من الأمور العامة التي يُستَغنَى فيها عن الحديث، ويكون الحديث فيها كالتكلف؛ لعموم معرفة الناس بها، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمهاجرون والأنصار بين أظهرنا؛ ينقل العامة عن العامة لا يختلفون في ذلك: أن الميت يُسَلُّ سَلًّا] اهـ.
ولا يرفع القبر فوق هذا القدر لما روى الجماعة إلا البخاري أن عليا رضي الله عنه بعث أبا الهياج الأسدي وقال: ( ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته). وعن القاسم بن محمد قال: (قلت لعائشة: يا أماه، اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء). رواه أبو داود. ويرش الماء على القبر ليثبت ترابه وهو مستحب، قال أبو رافع: (سل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا ورش على قبره ماء) رواه ابن ماجه. وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُشَّ على قبره ماء، رواه الخلال. ما هو اللحد. 6. ويكره البناء على القبر وتجصيصه والكتابة عليه، والتجصيص هو أن يبيض أي يطلى بالجص وهو الجبس ونحوه، ومثله النقش عليه وتزويقه، وقد ذكر ابن عبد الحكم في البناء على القبر إذا أوصى الميت بذلك أن وصيته لا تنفذ، وعليه يجب هدم ما بني على القبور من القباب والسقائف والروضات ما لم تحدث مفسدة بذلك. وأما الكتابة على القبر مثل كتابة آيات من القرآن أو شاهد فيه اسم المتوفى وغير ذلك فيكره عند الجمهور ودليل ذلك ما رواه مسلم عن جابر رضى الله عنه أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يبنى عليه وأن يقعد عليه ـ رواه الترمذي ـ وأن يكتب عليه.