لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي معنى الصراط المستقيم س: أريد معرفة معنى الصراط المستقيم، ومن الذين أنعم الله عليهم بهذا الصراط، وما معنى آمين – في سورة الفاتحة ؟ ج: معنى الصراط المستقيم: هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، فقيل: هو القرآن، وقيل: الإسلام، وقيل: هو النبي صلى الله عليه وسلم، والكل حق، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن. والذين أنعم الله عليهم، قال ابن كثير في تفسيره: قال الضحاك عن ابن عباس: (صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين، وذلك نظير ما قال ربنا تعالى: " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " ، ومعنى آمين: اللهم استجب. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
الضالين في السورة المقصود بهم النصارى، وهو الذين أعرضوا عن تعلم العلم ، فضلوا وأضلوا وعبدوا الله بالجهل ونسبة الولد له سبحانه. معنى الصراط المستقيم الصحيح وردت العديد من المعاني والتفسيرات عن معنى الصراط المستقيم الصحيح. قيل إن المقصود بالصراط المستقيم هو القرآن الكريم. كما قيل إن المقصود به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي أرسله الله رحمة للعالمين من الإنس والجن. وأفضل ما قيل في معنى الصراط المستقيم ما قاله الإمام ابن القيم عليه رحمه الله. حيث بين أن الصراط المستقيم هو ذلك الطريق الذي وضحه الله تعالى لعباده من خلال ما أرسله الله من رسل إلى أهل الأرض. وجعل الله هذا الطريق هو وحده الموصل لله ، لا طريق غيره يمكن للعبد أن يصل به إلى رضا مولاه. هذا الطريق المستقيم موضح في شهادة التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله". حيث فيه إفراد الله – سبحانه وتعالى- بالعبادة،كما أن فيه إفراد الرسل بالطاعة والاتباع. كما يتضمن معنى الصراط المستقيم الرضا عن الله، واليقين فيه سبحانه، والصبر على مر المقدور. ومن معاني الصراط المستقيم كذلك التمسك بالسنة النبوية، واتباع الرسول في أمره ونهيه، والدفاع عن دينه، وتقديم الدين على النفس والأهل والولد.
انتهى، من "شرح الطحاوية" للشيخ ابن جبرين، رحمه الله (64/11) الشاملة. وينظر: "شرح فتح المجيد" للشيخ الغنيمان(7/2)الشاملة. والذي يظهر، والله أعلم: أن من ذكر ذلك من أهل العلم، وأدخل الصراط الذي يكون في الآخرة في "معنى" الصراط المستقيم المذكور في هذه الآية، لم يرد أن ذلك هو تفسيره المطابق، وإنما ذكره من باب "الإشارة" و"الاعتبار"، وارتباط السير على صراط الآخرة، وحال المار عليه، بحاله في السير إلى الله في الدنيا، وأخذه في صراطه المستقيم. وقال ابن رجب الحنبلي، رحمه الله: " وروى أبو الزعراء، عن ابن مسعود، قَالَ: ( يأمر الله بالصراط، فيضرب عَلَى جهنم، فيمر الناس عَلَى قدر أعمالهم زمرًا زمرًا، أوائلهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كمر البهائم، حتى يمر الرجل سعيًا، وحتى يمر الرجل مشيًا، وحتى يجيء آخرهم يتلبط عَلَى بطنه، فيقول: يا رب لم أبطأت بي؟ فيقول: "إني لم أبطئ بك، إِنَّمَا أبطأ بك عملك. ). وذلك لأنّ الإيمان والعمل الصالح في الدُّنْيَا: هو الصراط المستقيم في الدُّنْيَا ، الَّذِي أمر الله العباد بسلوكه والاستقامة عليه، وأمرهم بسؤال الهداية إِلَيْهِ، فمن استقام سيره عَلَى هذا المستقيم في الدُّنْيَا ظاهرًا وباطنًا، استقام مشيه عَلَى ذلك الصراط المنصوب عَلَى متن جهنم، ومن لم يستقم سيره عَلَى هذا الصراط المستقيم في الدُّنْيَا، بل انحرف عنه، إما إِلَى فتنة الشبهات أو إِلَى فتنة الشهوات، كان اختطاف الكلاليب له عَلَى متن جهنم بحسب اختطاف الشبهات أو الشهوات له عن هذا الصراط المستقيم، كما في حديث أبي هريرة: "إنها تخطف الناس بأعمالهم" انتهى، من "مجموع رسائل ابن رجب"(4/346-347).
وقال أيضا: " لما كانت النفسُ والهوى داعيين إِلَى فتح أبواب المحارم وكشف ستورها وارتكابها، جعل الله -عز وجل- لها داعيين يزجران مَن يُريد ارتكاب المحارم وكشف ستورهما: أحدُهما: داعي القرآن، وهو الداعي عَلَى رأس الصراط يدعو الناس كلَّهم إِلَى الدخول في الصراط والاستقامة عليه، وأنْ لا يعوجوا عنه يمنة ولا يسرة، ولا يفتحوا شيئًا من تلك الأبواب التي عليها الستور المُرخاة؛ قال اللَّه عز وجل حاكيًا عن عباده المؤمنين أنهم قالوا: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا. والمُراد به القرآن عند أكثر السلف. وقال حاكيًا عن الجن الذين استمعوا القرآن، أنهم لما رجعوا إِلَى قومهم قالوا: إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ. وقد وصف اللهُ نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بأنَّه يدعو الخلق بالكتاب إِلَى الصراط المستقيم؛ كما قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، وقال تعالى: وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ.