وفي بحث عن الشرك لابدَّ من ذكر ما يدلُّ على ذلك في القرآن الكريم، فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} [٧] ؛ وذلك لعظم كبيرة الشرك عندَ الله تعالى. [٨] المراجع [+] ↑ {النحل: الآية 36} ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7372، خلاصة حكم المحدث: صحيح ↑ التوحيد حقيقته وأنواعه, ، "، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2985، خلاصة حكم المحدث: صحيح ↑ الشرك بالله وأنواعه, ، "، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3540، خلاصة حكم المحدث: صحيح ↑ {النساء: الآية 48} ↑ أكبر الكبائر, ، "، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف
ولخطورة هذا الموضوع نرى المؤلفَ تتبَّع أسبابه، وبيَّن آثاره وتبعاته وأضراره بصورة شاملة بما تراه في ذلك الكتاب. ولأنه من المقرَّر أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بمصالح الناس الدينية والدنيوية، فالمؤلف في جزء كبير من رسالته يناقِش موقف الشريعة الإسلامية من قضية الشرك بالله تعالى من عدة جوانب. فمِن ذلك توضيح معنى الشرك ، وبيان حقيقته وضوابطه، وكذلك بيان مسالك العلماء في تقسيم الشرك بحسب الظهور والخفاء، ومن ذلك الشرك باعتبار محله وتعلقه بأفعال العباد، فجعله على أقسام ثلاث؛ من: شرك قلبي، وعملي، وقولي، إلى غير ذلك من الأقسام التي تناولَت هذه القضية باعتبارات متنوعة.
وقد قامت دارُ الإيمان بالإسكندرية بطبع هذه الرسالة العلمية القيمة في مجلد ضخم فاق ألف صفحة، بسِعرٍ في مُتناوَل الجميع بطبعة جيدة. وبصراحة فإن هذا الكتاب يُعَدُّ واحدًا من الكتب الشاملة لموضوعها، وتَناوَل كلَّ جزئياته بالبحث والمناقشة، مع تبيين الأدلة على كل جزئية، والحق فيها في جمع المسائل بأدلتها، بالإضافة إلى تعدُّد الأدلة ما بين نقلية قرآنية وحديثية ونقول سلفية، وبين عقلية تخالط العقل والقلب في واحدة من أخطر القضايا التي تحدِّد الحكمة مِن الخلْق ووجود الكون، وهي إفراد الله تعالى بالعبادة. فالمؤلف - سدَّده الله ووفَّقه - قد تتبَّع هذه القضية الخطيرة في حياة البشرية من نواحٍ متعددة؛ فمِن ذلك الاتجاه التاريخي؛ فتتبع نشأة الشرك وتاريخه وتطوره في حياة الناس، وردَّ بعض المزاعم في نسبة الشرك لنبي الله آدم عليه السلام، وغير ذلك من المسائل التي يرد فيها القول، ويذكر الأدلة، ويصحح الأقرب من جهة النقل والعقل، وهذا من المناهج التي تراها في ذلك الكتاب؛ فإن الشيخ حفظه الله تعالى قد تعرَّض في كثير من المسائل لبيان الحكم والعلل والردِّ على المخالف صراحة أو ببيان وجه الصواب في المسألة مدعمًا بالأدلة.
إن أعظم ما عصي به الله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا الشرك به سبحانه ، حتى وصف الله هذا الذنب بالظلم العظيم ، فقال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم} ( لقمان: 13) وما ذلك إلا لما فيه من الجناية العظيمة في حق الخالق جلَّ جلاله. فالله هو الذي خلق ، وهو الذي رزق ، وهو الذي يحيي ، وهو الذي يميت ، ومع كل هذه النعم ، وهذه المنن ، والمشرك يجحد ذلك وينكره ، بل ويصرف عبادته وتعظيمه لغير الله سبحانه.