كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة في قوله: " زمراً " قال: جماعات. وقوله: " حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها " السبعة " وقال لهم خزنتها " قوامها: " ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم " يعني كتاب الله المنزل على رسوله وحججه التي بعث بها رسله إلى أممهم " وينذرونكم لقاء يومكم هذا " يقول: وينذرونكم ما تلقون في يومكم هذا. وقد يحتمل أن يكون معناه وينذرونكم مصيركم إلى هذا اليوم. قالوا: بلى. يقول: قال الذين كفروا مجيبين لخزنة جهنم: بلى قد أتتنا الرسل منا ، فأنذرتنا لقاءنا هذا اليوم " ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " يقول: قالوا: ولكن وجبت كلمة الله أن عذابه لأهل الكفر به علينا بكفرنا به. كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: " ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " بأعمالهم. قوله تعالى: " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا " هذا بيان توفية كل نفس عملها ، فيساق الكافر إلى النار والمؤمن إلى الجنة. والزمر: الجماعات واحدتها زمرة طظلمة وغرفة. وقال الأخفش و أبو عبيدة: ( زمراً) جماعات متفرقة بعضها إثر بعض. تفسير سورة الزمر الآيات من [71-75] - جمهرة العلوم. قال الشاعر: وترى الناس إلى منزله زمراً تنتابه بعد زمر وقال آخر: حتى احزألت زمر بعد زمر وقيل: دفعاً وزجراً بصوت كصوت المزمار. "
وقرأ ابن هرمز: ( تأتكم) بتاء التأنيث; والجمهور: بالياء. ( يتلون عليكم آيات ربكم) أي: الكتب المنزلة للتبشير والنذارة ، ( وينذرونكم لقاء يومكم هذا): وهو يوم القيامة ، وما يلقى فيه المسمى من العذاب ، ( قالوا بلى) أي: قد جاءتنا ، وتلوا وأنذروا ، وهذا اعتراف بقيام الحجة عليهم ، ( ولكن حقت كلمة العذاب) أي: قوله تعالى: ( لأملأن جهنم). ( على الكافرين): وضع الظاهر موضع المضمر ، أي: علينا ، صرحوا بالوصف الموجب لهم العقاب. ولما فرغت محاورتهم مع الملائكة ، أمروا بدخول النار. ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا): عبر عن الإسراع بهم إلى الجنة مكرمين بالسوق ، والمسوق دوابهم ؛ لأنهم لا يذهبون إليها إلا راكبين. ولمقابلة قسيمهم ساغ لفظ السوق ، إذ لو لم يتقدم لفظ وسيق لعبر بأسرع ، وإذا شرطية وجوابها قال الكوفيون: وفتحت ، والواو زائدة; وقال غيره: محذوف. قال الزمخشري: وإنما حذف لأنه في صفة ثواب أهل الجنة ، فدل على أنه شيء لا يحيط به الوصف ، وحق موقعه ما بعد خالدين. انتهى. تفسير قوله تعالى: وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى. وقدره المبرد بعد خالدين سعدوا. وقيل الجواب: ( وقال لهم خزنتها) ، على زيادة الواو ، قيل: ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها). ومن جعل الجواب محذوفا ، أو جعله: ( وقال لهم) ، على زيادة الواو; وجعل قوله: ( وفتحت) جملة حالية ، أي: وقد فتحت أبوابها لقوله: ( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب).
الآية مشكولة تفسير الآية استماع mp3 الرسم العثماني تفسير الصفحة فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة الزمر Az-Zumar الآية رقم 71, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
[1]- الزمر: 71. [2]- الزمر: 73. [3]- الأعراف: 38. [4]- آل عمران: 77. [5]- المؤمنون: 108.
[الزمر 71-72] قال السعدي في تفسيره: لما ذكر تعالى حكمه بين عباده، الذين جمعهم في خلقه ورزقه وتدبيره، واجتماعهم في الدنيا واجتماعهم في موقف القيامة ، فرقهم تعالى عند جزائهم، كما افترقوا في الدنيا بالإيمان والكفر، والتقوى والفجور، فقال: { { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ}} أي: سوقا عنيفا، يضربون بالسياط الموجعة، من الزبانية الغلاظ الشداد، إلى شر محبس وأفظع موضع، وهي جهنم التي قد جمعت كل عذاب، وحضرها كل شقاء، وزال عنها كل سرور، كما قال تعالى: { { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}} أي: يدفعون إليها دفعا، وذلك لامتناعهم من دخولها. ويساقون إليها { { زُمَرًا}} أي: فرقا متفرقة، كل زمرة مع الزمرة التي تناسب عملها، وتشاكل سعيها، يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض. { { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا}} أي: وصلوا إلى ساحتها { { فُتِحَتْ}} لهم أي: لأجلهم { { أَبْوَابُهَا}} لقدومهم وقِرًى لنزولهم. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الزمر - قوله تعالى وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا - الجزء رقم12. { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} مهنئين لهم بالشقاء الأبدي، والعذاب السرمدي، وموبخين لهم على الأعمال التي أوصلتهم إلى هذا المحل الفظيع: { { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}} أي: من جنسكم تعرفونهم وتعرفون صدقهم، وتتمكنون من التلقي عنهم؟.
حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها " جواب إذا ، وهي سبعة أبواب. وقد مضى في ( الحجر). " وقال لهم خزنتها " واحدهم خازن نحو سدنة وسادن ، ويقولون لهم تقريعاً وتوبيخاً " ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم " أي الكتب المنزلة على الأنبياء. " وينذرونكم " أي يخوفونكم " لقاء يومكم هذا قالوا بلى " أي قد جائتنا ، وهذا اعتراف منهم بقيام الحجة عليهم " ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ""لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " [هود: 119]. يخبر تعالى عن حال الأشقياء الكفار كيف يساقون إلى النار وإنما يساقون سوقاً عنيفاً.