قالت الفتاة: لكن أين السلم بدون درجات؟ قال الحصان: لا أعلم، هذا ليس من شأني لذا وداعاً يا عزيزتي الصغيرة، وانطلق وترك الفتاة وحدها، لذلك وقفت ونظرت إلى الماء حتّى جاء نوع غريب من الأسماك يسبح حتّى قدميها، فأخبرت أكبر سمكة أنّها تبحث عن النجوم في السماء، وعن السلالم التي تصعد إليها، وطلبت أن تخبرها بمكان السلالم، فرفضت السمكة إخبارها، إلا إذا أحضرت لها كلمة من الرجال الطيبين. قالت: نعم، لقد قالوا إنّ الأقدام الأربعة ستجلبني إلى لا أقدام على الإطلاق، وستحملني لا أقدام على الإطلاق إلى السلم بدون درجات، قالت السمكة: حسنًا، كل شيء على ما يرام إذاً، استلقي على ظهري وتمسكي جيداً، وانطلقت السمكة إلى الماء على طول الطريق الفضي نحو القوس اللامع، وكلما اقتربن كان لمعانه أكثر إشراقًا حتّى اضطرت إلى أن تحجب عينيها عن نورها. وعندما وصلن إلى أسفله، رأت أنه طريق واسع ومشرق ينحدر صعودًا وبعيدًا في السماء، وفي النهاية البعيدة منه كانت ترى أشياء مشرقة ترقص حولها، قالت السمكة: الآن، ها أنت ذا وهذا السلم بدون درجات، تسلقيه إذا استطعت، لكن تمسكي سريعًا، وسأضمن أنك ستجدين السلم أسهل من تسلق الدرجات التي في المنزل، فتسلقت الفتاة وهي تتأرجح، لكنّها لم تتقدم خطوة واحدة.
أي أن المكان الذي نحاول أن نرصد منه مواقع النجوم (الأرض) غير ثابت، وبالتالي فاننا بحاجة الى تكنولوجيا متقدمة لأخذ كل هذه المتغيرات بعين الإعتبار "لو تعلمون" لتحديد مواقع النجوم. صورة التقطتها ناسا لمجرة Island Universe N5033 والتي تشبه مجرتنا بشكل كبير علم مواقع النجوم هو علم قديم وأول من حاول تحديد مواقع النجوم هو العالم اليوناني هيباركوس (190 – 120 ق. م. )
اخترع الإنسان أدوات عديدة للملاحة البرية والبحرية، لمعرفة الاتجاهات والطرق، أشهرها البوصلة المغناطيسية، ومع أن البوصلة آلة رخيصة متوافرة يمكنك شراؤها ببضعة جنيهات، ومع أن أكثرنا يحمل هاتفًا ذكيًا به نظام تحديد المواقع والخرائط الإلكترونية، لكنك قد تجد نفسك يومًا في موقف تحتاج فيه لهذه الأدوات فلا تجدها، لذا لا بد لك من العودة إلى الأصل، إلى الطريقة التي اتبعها آباؤنا في معرفة طريقهم في الصحراء بالنجوم، و الاهتداء بالنجم هو معرفة طريقك بالنظر إلى نجوم السماء، وتمييز الاتجاهات شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربا. نجوم السماء لا حصر لها، لكننا لا نراها جميعًا بالعين المجردة، وإنما نرى منها شديد اللمعان، وقد عرف أجدادنا العرب النجوم واهتدوا بها في الليالي لمعرفة الطريق والوقت ومواسم الزراعة والرعي وكذلك أحوال الطقس، وقد زادت معرفة المسلمين في سنين عزهم بعلم الفلك وفرضوا الأسماء العربية للنجوم على من جاء بعدهم، تماما كما فرض الغربيون لغتهم علينا بعد زوال دولة المسلمين، وما تزال الأسماء العربية للنجوم معروفة ومستخدمة عند أهل الفلك بعد تحريفها، ومازالوا يشيرون في كتبهم إلى أصولها العربية. قسم العرب النجوم المرئية إلى 48 مجموعة تسمى كوكبات، وفي بدايات القرن العشرين أعاد أهل الفلك الحديث تقسيمها إلى 88 كوكبة، وأصبح هذا التقسيم معتمدًا في علم الفلك حتى اليوم، وحتى لا أطيل عليك سنكتفي في هذا الدليل الميسر بمعرفة الكوكبات الثلاث القريبة من القطب الشمالي السماوي، وهي كوكبة الدب الأكبر وكوكبة الدب الأصغر وكوكبة ذات الكرسي، كل كوكبة من هذه الثلاث تضم عددا من النجوم لكننا نستطيع بالعين المجردة تمييز الأكثر لمعانا منها، وهذا يكفينا في أي ليلة مظلمة للتعرف على نجم الشمال والذي تسميه العرب "الجدي".