هل وقعت في الفخ أم مازلت حرًا؟ قرأت عن هذا الفخ مرارًا وتكرارًا، كنت أنصت بقلبٍ صاغٍ وصادق لأحاديث الروايات الممتعة عنه فأجد أن كل مَن يقع فيه يأبى الخروج أبدًا، حتى و إن تهيأت أمامه كل سبل النجاة، وكأنه السحر بل أخطر وأمر. لا أدري كيف لفخٍ بهذا العمق والدهاء الشديدين أن يزرع بداخل ضحيته أفراحًا لا تعرف الانطفاء، وحياة لا شقاء فيها. لا أدري كيف يزرع الأمل اليوم فيحصد الورود غدًا. أرى ضحايا هذا الفخ العجيب يحيون في عالم لا يُشبه عالمنا، عالم له لون و رائحة زهور الليلك الأرجوانية. عالم يرأسه الصدق، ويسكنه الأمان، وتتوطن التضحية في كل أركانه البريئة. عالم يقوده العطاء غير المشروط، عالم أبجديته الخيال فلا مجال للواقع الأليم في ذلك الوطن العظيم. عادة ما يمتلك ضحاياه الحاسة السادسة فتجدهم يرون النجوم في وضح النهار! تجدهم يُديرون أحاديث مطولة مع أشياء يصعب على العامة التحدث إليها، فبعضهم يُخبر البحر أسراره الدفينة، وآخرون يرسلون للقمر شكواهم فى كل ليلة. لا أعرف ماذا يفعل ذلك الفخ بالنفس حتى تُصبح مُخدرة إلى هذا الحد المخيف، فلا ترى غير واحدٍ فقط، ولا تسمع إلا نبرة صوته ولا تستشعر إلا تقلبات قلبه و روحه.
هذا العنوان مقصود، نعم نصبوا لنا الفخاخ ووقعنا فيها بل وتغيرنا لنتواكب مع الخطة الموضوعه لنا كما رسمها الأعداء، وكأننا نسير علي قضبان سكك حديدية لا نحيد عنها. تعالوا لنتعرف كيف ساعدناهم وسرنا خلفهم فى عادات تم تصديرها إلينا وتغيرنا لأجلها. بدأت الحكاية عندما عانت انجلترا من ظاهرة جديدة أطلق عليها الداء الإنجليزى، إذ كانت المملكة المتحدة تتصدر دائمًا قوائم الدوريات التى يسقط خلالها ضحايا، واشتهر "الهوليجانز" الإنجليزي بعدائهم ودمويتهم، لدرجة أن 100 شخص لقوا حتفهم فى مباراة بين توتنهام وليفربول عام 1989، بالإضافة إلى حادثة استاد هيسل الشهيرة بين يوفنتوس وليفربول فى بلجيكا والتى قتل خلالها 80 شخصًا عام 1985، ما استدعى تدخل "المرأة الحديدية" مارجريت تاتشر بنفسها لحل الأزمة وترويض الهوليجانز، واستخدمت كل نفوذها كرئيسة لوزراء المملكة المتحدة فى هذا الوقت لإنهاء سيطرة الهوليجانز على الملاعب الإنجليزية. بعد حادثة "هيسل" الشهيرة باشرت "تاتشر" بنفسها وضع القوانين التى تجرّم الشغب فى الملاعب الإنجليزية، وخرج القانون للنور بعد شهرين فقط من الحادثة، بعدما اعتمده مجلس العموم البريطانى ووضع مواد صارمة ضد شغب الملاعب تتراوح مدة الحبس فيها بين ستة أشهر وخمس سنوات، وانفصل قانون شغب الملاعب عن قانون الشغب الجنائى المنصوص عليه فى بريطانيا.