وقت وفاة عبد المطلب إن عبد المطلب بن هاشم هلك عن سن عالية مختلف في حقيقتها، قال أبو الربيع بن سالم: أدناها فيما انتهى إلي ووقفت عليه خمس وتسعون سنة. ذكره الزبير، وأعلاها فيما ذكره الزبير أيضًا عن نوفل بن عمارة، قال: كان عبيد بن الأبرص ترِب عبد المطلب، وبلغ عبيد مائة وعشرين سنة، وبقي عبد المطلب بعده عشرين سنة، وكانت وفاته سنة تسع من عام الفيل. سنه الشريف وقت وفاة جده وللنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ثمان سنين، وقيل: بل توفي عبد المطلب وهو ابن ثلاث سنين، وحكاه أبو عمر. أبو طالب بن عبد المطلب - المعرفة. كفالة عمه أبي طالب وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مهلك جده عبد المطلب مع عمه أبي طالب ، وكان عبد المطلب يوصيه به فيما يزعمون، وذلك أن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا طالب أخوان لأب وأم، فكان أبو طالب هو الذي يلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جده فكان إليه ومعه.
اما عن ابناء ابو طالب عم النبي فقد كان عددهم ستة اشخاص، وهم اثنتان من الاناث واربعة من الذكور، الاناث هن جمانة وام هانئ رضي الله عنهما، اما ابنائه الذكور فهم علي، جعفر الطيار، عقيل رضي الله عنهم، وكذلك ابنه طالب لكنه لم يسلم، اي ان جميعهم قد اسلموا باستثناء ابو طالب، وفيما يتعلق بوفاة ابو طالب فقد كانت في السنة العاشرة للبعثة، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا على ذلك، وبعد ذلك توفيت زوجته خديجة وقد كان هذا بعد ان توفي بثلاث ايام، فقد كان هذا الوقت صعبا جدا على النبي وذلك لانه فقد كل من كانوا ينصرونه ويذودون عنه صلوات ربي وسلامه عليه.
وهكذا قال عبد الله بن عباس وابن عمر ومجاهد والشعبي وقتادة: إنها نزلت في أبي طالب، حين عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: لا إله إلا الله. وروى البخاري من حديث عباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار. وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. وفي رواية: تغلي منه أم دماغه. وروى مسلم من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه. وأما سماحه صلى الله عليه وسلم ببقاء فاطمة بنت أسد في عصمة أبي طالب، فإن ذلك كان قبل تحريم بقاء المؤمنات تحت الكفار، لأن أبا طالب مات عام الحزن، وهو قبل الهجرة بثلاث سنين، وتحريم بقاء المؤمنات في عصم الكفار نزل في صلح الحديبية عام ستة من الهجرة. أخرج الشيخان عن المسور ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءت نساء من المؤمنات، فأنزل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ... إلى قوله تعالى: وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ [الممتحنة:10].