أيُّها المؤمنونَ: اعْلموا أنَّ أفضلَ الناسِ جبرًا لخواطرِ إخوانِهم ورأفةً ورفقًا بهم, وتجاوزًا عن هفواتِهم والتماسَ الأعذارِ لأخطائِهم والسعيَ في حوائِجهم وحُبِّ الخيرِ لهم، وأشدَّهم حرصًا على إدخالِ السرورِ عليهم؛ هم أصحابُ القلوبِ الرحيمةِ والنفوسِ الطيبةِ الزَّكيةِ, وهؤلاءِ همْ أسعدُ الناسِ قلبًا, والفائزونَ برحمةِ ربِّهم ورضوانِه وجنَّتِه, يقولُ بعضُ أهلِ العلمِ: " مَنْ سارَ بينَ النَّاسِ جابرًا للخواطرِ أَدْرَكَهُ اللهُ في جَوفِ المخاطرِ ".
واستكمل طه، أن الله سبحانه وتعالى توعد من لا يطعم الطعام في كتابه العزيز بالعذاب الشديد، مستشهدًا على كلامه بقول الله تعالى في كتابه العزيز: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34).
، فلهُ الحمدُ -سبحانَه- على فضلِه وعظيمِ جودِه وكرمِه.
المصدر: مصراوى
كل قصص جبر الخواطر على مر التاريخ، تقال بشكل مختلف، وتملك نفس الهدف. كل الأشخاص الذين عانوا في حياتهم من قسوة القلوب عليهم، تجدهم أول الناس المقدمة لجبر الخاطر. حياتك بين الجبر والستر، فجبر الخاطر يجعلك سعيدا، والستر يجعلك مرفوع الرأس.
ومنها: تعزيةُ أهلِ الميِّتِ عندَ فَقْدِ ميِّتهِم, وتَسليتُهم ومواساتُهم وتخفيفُ مصابهِم. ومنها: مواساةُ مَنْ حَصَلَتْ لهُ مصيبةٌ في نفسِه مِنْ مرضٍ أو بلاءٍ في جسدِه، أو في مالِه بفقدِه، أو فَقَدَ أحدًا من أهلِه أو أقاربِه بسببِ موتٍ أو حادثةٍ، أو غيرِ ذلكَ من الابتلاءاتِ. ومنها: شراءُ غرضٍ من بائعٍ متجوُّلٍ في حَرِّ الشمسِ، يسيرُ على قدميهِ باحثًا عن رزقِه؛ مساعدةً له وجبرًا لخاطرٍه. صور عن جبر الخواطر – لاينز. ومنها: قبولُ اعتذارِ المخطئِ، والصَّفْحُ عنه ومسامحتُه. ومنها: السعيُ في قضاءِ حوائجِ الناسِ، وتفريجُ الكروبِ وتيسيرُ الأمورِ. ومنها: البحثُ عن أصحابِ الحاجاتِ وبذلُ المالِ والمساعدةُ لهم؛ تأليفًا لقلوبِهم، وتطييبًا لنفوسِهم، وجبرًا لكسرِ حرمانِهم. هذه بعضُ صورِ جبرِ الخواطرِ وهناك الكثيرُ غيرُها، فاحرصوا عليهَ, ا واعْلموا أنَّكم تُوفَّونَ أجرهَا يومَ تلقونَ ربَّكم فيجازيْكم خيرًا كثيرًا. هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفَى والقدوةِ المجتبى؛ فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ فقالَ -جلَّ وعلا-: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].