وبين فضيلة الإمام الأكبر، أن اسم الله هو البداية في القرآن الكريم، سواء قلنا إن أول آية في المصحف هي بسم الله أو إذا قلنا (الحمد لله)، فكلمة الله موجودة هنا وهنا كبداية، مشددا على أن وجود الإنسان في الدنيا هو وجود مؤقت ممكن أن يؤخذ منه في أي لحظة، وأن عليه التعلق بالموجود الدائم والارتباط به والاعتقاد بأنه أول هالك في هذه الموجودات، ومن ثم يتوجب عليه البحث دائما على من يستند إليه مما لا يعدم ولا يسبقه عدم ولا يلحقه عدم وهو الله سبحانه وتعالى. وأكد فضيلته أن طبيعة الحياة الآن وطغيان الحس وظهور الإلحاد يجعل هذه المعاني وكأنها عالم من الخيال لبعض الناس ممن لا يستوعبون هذا الكلام، لذا فهذا الكلام موجه للمؤمنين الذين يؤمنون بالله وبرسوله، كما فعل نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم" حين خاطب عموم المؤمنين قائلا؛ أصدق كلمة قالها شاعر "ألا كل شىء ما خلا الله باطل.. الا كل شي ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل - لبيد بن ربيعة - حكم. وكل نعيم لا محالة زائل"، إذا يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم المؤمن أن ما خلا الله باطل وأوله هو الإنسان، مشيرا إلى أن حظ العبد من التأله حظا حقيقيا هو أن يعيش في هذا الأمر أنه باطل وأن الكون كله هالك وأنه مجرد استعارة وستنتهي. ويتناول فضيلة الإمام الأكبر أ.
وفي حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم: وأن من لعب بالنرد والشطرنج والجوز والكعاب مقته الله ومن جلس إلى من يلعب بالنرد والشطرنج لينظر إليهم محيت عنه حسناته كلها وصار ممن مقته الله. وهذه الآثار كلها تدل على تحريم اللعب بها بلا قمار ، والله أعلم. وقد ذكرنا في " المائدة " بيان تحريمها وأنها كالخمر في التحريم لاقترانها به ، والله أعلم. قال ابن العربي في قبسه: وقد جوزه الشافعي ، وانتهى حال بعضهم إلى أن يقول: هو مندوب إليه ، حتى اتخذوه في المدرسة; فإذا أعيا الطالب من القراءة لعب به في المسجد. وأسندوا إلى قوم من الصحابة والتابعين أنهم لعبوا بها; وما كان ذلك قط! وتالله ما مستها يد تقي. تأملات في أصدق شعرِ الجاهلية - موقع مقالات إسلام ويب. ويقولون: إنها تشحذ الذهن ، والعيان يكذبهم ، ما تبحر فيها قط رجل له ذهن. سمعت الإمامأبا الفضل عطاء المقدسي يقول بالمسجد الأقصى في المناظرة: إنها تعلم الحرب. فقال له الطرطوشي: بل تفسد تدبير الحرب; لأن الحرب المقصود منها الملك واغتياله ، وفي الشطرنج تقول: شاه إياك: الملك نحه عن طريقي; فاستضحك الحاضرين. وتارة شدد فيها مالك وحرمها وقال فيها: فماذا بعد الحق إلا الضلال وتارة استهان بالقليل منها والأهون ، والقول الأول أصح والله أعلم.
وأخيراً: لم تنتهِ هذه القصّة الرائعة، فلها نهايةٌ قد لا يعلمها الكثير ممن قرأها، وهي أن لبيداً بما كان فيه من الفضل والعقل وتحرّي الصدق، ولأنه تربةٌ صالحةٌ حسنة المعدن، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة وفد قومه بنو جعفر فأسلم وحسن إسلامه، ليشهدَ له شعرُه في الجاهليّة وفي الإسلام على حسنِ أقواله، فرضي الله عنه وأرضاه.
من وجد الله ماذا فقد، ومن فقد الله ماذا وجد، كم أشغلتنا هذه الدنيا فأنستنا ذكر الله، وكم نحن في حاجة ماسة إلى من يذكرنا بالله وإلى من يوقظنا من غفلتنا عن اخرتنا، لن تنفعنا أموالنا ولا أولادنا ولا مساكننا وأملاكنا إلا إذا سخرناها لطاعة الله. في الشطر الثاني يقول الشاعر: (كل نعيم لا محالة زائل) لا أتفق معه فيما ذهب إليه، صحيح دوام الحال من المحال، وكل ما في الدنيا من نعيم لا بد أن يزول يوما، إلا أن هناك نعيم لا يزول أبدا نعيم خالد، نعيم لم يرى مثله، ألا وهو نعيم الجنة الذي يدوم ولا يزول أبدا، اللهم اجعلنا من أهلها. أزرار التواصل الاجتماعي
وكج: إذا لعب بالكجة. قوله تعالى فأنى تصرفون أي كيف تصرفون عقولكم إلى عبادة ما لا يرزق ولا يحيي ولا يميت.
وكان أُميَّةُ بنُ أبي الصَّلتِ أيضًا مِن الشُّعَراءِ الَّذين اشتَمَلَ شِعرُهم على الحِكَمِ والتَّوْحيدِ؛ ولذلك قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وكادَ أُميَّةُ بنُ أبي الصَّلْتِ أنْ يُسلِمَ»؛ لِمَا في شِعرِه مِنَ التَّوْحيدِ ومُقارَبةِ الحقِّ، وكان أُميَّةُ يتَعبَّدُ في الجاهِليَّةِ ويُؤمِنُ بالبَعثِ، وأدرَكَ الإسْلامَ، ولكنَّه لم يُسلِمْ.