من منا لم يسمع بسلفادور الفنان الإسباني وأحد الرموز الهامة في الفن السريالي؟ أو من منا لم يتأمل لوحات سلفادور دالي الشهيرة أي Melting Clocks، The Persistence of Memory، واللتان تعدان من أشهر أعماله؟ في هذا المقال سنتعرف إلى هذا الفنان العبقري، حياته، نشأته، وأهم أعماله. من هو سلفادور دالي ؟ ولد سلفادور دالي في 11 أيار1904، في مدينة فيغيريس، إسبانيا. حيث بدأ ميله إلى الفن منذ عمر مبكر، ليلتحق بإحدى الأكاديميات في مدينة مدريد. لوحة الحياة الساكنة للفنان سلفادور دالي – e3arabi – إي عربي. في العشرينيات من القرن الماضي، ذهب دالي إلى باريس وبدأ بالتواصل مع كبار الفنانين مثل بيكاسو، ماغريت وميرو، الأمر الذي أدى إلى تشكل أولى ملامح السريالية لدى دالي. اشتهر دالي بلوحة "- The Persistence of Memory" وهي اللوحة التي رسمها عام 1931 والتي يظهر فيها ساعات تذوب ضمن بيئة من المناظر الطبيعية. سلفادور دالي "استمرار الذاكرة" – مصدر الصورة wikipedia لقد أدى صعود الزعيم الفاشي فرانسيسكو فرانكو في إسبانيا إلى طرد الفنان من الحركة السريالية آنذاك، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في الرسم. وقد توفي دالي في مدينة فيغيريس في عام 1989. حياته وزواجه تعرض دالي لكثير من المشاكل أثناء حياته كطفل، حيث تعرض للعنف فضلًا عن المشاكل التي حصلت مع والده، لكنه رغم ذلك بدأ بتعلم الرسم منذ أن كان طفلًا ضمن استوديو خاص به ساعده به والديه آنذاك.
قام دالي بالعديد من الرحلات إلى باريس بين عامي 1926 و1929, حيث التقى بالعديد من الفنانين المؤثرين مثل بابلو بيكاسو والذي أبدا إعجابه به، وخلال هذه الفترة رسم دالي العديد من اللوحات التي أظهرت تأثّرًا واضحًا ب بـ بيكاسو. كما التقى خوان ميرو، الرسام والنحات الإسباني الذي وجه، جنبًا إلى جنب مع الشاعر بول ايلوار والرسام رينيه ماغريت، دالي للمدرسة السريالية. بحلول هذا الوقت، كان دالي يعمل على عدة أنماط مختلفة منها الانطباعية، المستقبلية والتكعيبية. Gallery Images: Dali Salvador صور الفنان سالفادور دالي. أصبحت لوحات دالي مرتبطة بثلاثة مواضيع أساسية وهي: الكون والأحاسيس والرمزية الجنسية والصور الإيديوغرافية. أوصلت هذه التجارب دالي إلى انطلاقته السريالية في عام 1929، وكانت لوحاته تصويرية زيتية تحوي شخصيات وتفاصيل صغيرة ودقيقة. حيث اتبع تقنية كلاسيكية دقيقة، متأثرة بفناني عصر النهضة، وهذا ما كان متناقضًا مع مساحة "الحلم غير الواقعي" التي خلقها بشخصيات خيالية غريبة. كان دالي قبل هذه الفترة قارئًا متعطشا لنظريات سيغموند فرويد للتحليل النفسي، والتي كان لها فضل كبير في الحركة السريالية مما أدى به إلى إطلاق "الطريقة الحرجة للبارانويا"، وهي ممارسة ذهنية للوصول إلى اللاوعي لتعزيز الإبداع الفني.
هناك كان يتصرف كتلميذ نموذجي منعزل يمضي معظم أوقاته في متحف البرادو متأملا لوحات المشاهير، أمثال دييجو فلاثكيث وفرانثيسكو جويا وسورياران فرانشسك، ليعود بعدها ويرسم رسومات تكعيبية لما شاهده في هذه اللوحات، ليكون ذلك بدايته في عالم "المدرسة التكعيبية". لوحات سلفادور دالي السريالية. بعد وقت قصير ثار التلميذ على مفاهيم تلك المدرسة، فأخذ بتبديل الألوان مستبدلا الفاقعة بأخرى داكنة كالأسود والأبيض والأخضر الزيتي والبني، ما أعطاها طابع الحزن الشديد. وجود سلفادور في الأكاديمية لم يستمر طويلا، إذ طُرد منها ومُنع من متابعة الدروس فيها لمدة سنة، لأنه دافع بحرارة عن أحد أساتذته اليساريين ما أثار غضب إدارة الأكاديمية فعاد إلى كتالونيا، حيث أُلقي القبض عليه بسبب أفكاره الثورية وظل في السجن لمدة شهر، ثم أُطلق سراحه لعدم عثور المحققين على أدلة تثبت اشتراكه في إثارة الرأي العام ضد الحاكم الملكي في إسبانيا آنذاك. بعد انقضاء مدة إبعاده عن الدراسة في الأكاديمية في مدريد، عاد إليها مستعيدا شهرته وكانت تلك بداية تعرفه على المدرسة المستقبلية. وفي عام 1924 بدأ دالي يهتم بالمدرسة الميتافيزيقية ومبادئها التي وضعها كل من جيورجيو شبيريكو وكارلوكارا، ولتلك الفترة أثر كبير في حياته، إذ تعرف على المذاهب الفنية كافةً والتقى فنانين عالميين منهم الشاعر فيديريكو غارثيا لوركا، الذي أنجز معه عملاً مسرحياً كان الأول له، ولويس بونييل الذي اختلف معه بسبب آرائه السياسية التي شهدت انقلاباً غريباً من الفكر الثوري إلى البورجوازية الخاضعة لملذات الحياة.
يمكن أن تلهم الصور التي تحمل أسماء معروفة للجميع منذ الطفولة أو تسبب السرور أو الحيرة أو حتى الاشمئزاز ، ولكن لن يبقى أحد غير مبال بعد مشاهدتها.