تقنية يقودها الحس الفني ولعل الكثيرين يستطيعون تمييز صورة المخرج محمد دحام الشمري وتقنيته المختلفة في إخراج أعماله حتى يصلون إلى مرحلة الجزم في كل مشهد يشاهدونه ويتأكدون أنه من إخراج الشمري، أجاب بابتسامة ''لا أعلم، ولكنه الحس الفني الذي يمز كل مخرج عن الآخر، واللون والإضاءة الذي أعتمد عليهما في إخراج صورة مختلفة''. أما الحديث عن الأصداء التي أحدثتها أعماله الأخيرة، وهي الهدامة، يقول: في الهدامة تجاوزنا اللهجة التراثية القديمة، وكانت أصداء العمل طيبة وردتني من الأردن، وكان محور العمل بسيطا ولم يكن يحوي تلك القضية الجادة والكبرى، وإنما كان يتحدث عن وقائع اجتماعية عاشها المجتمع الكويتي وقصة حب بين عبدالله ومنيرة، وهي مصغرة لقصة روميو وجولييت''. ويستطرد، أما عن مسلسل ''آخر صفقة حب''، فهناك من أحب العمل خصوصا بالنسبة للمشاهدين العرب الذي أثر فيهم كثيرا، فكان من المفترض أن يعرض العام الماضي بعد أحداث غزة، وحرب إسرائيل على لبنان، ولكن تأخر طرحه نتيجة تأخيرات في النص، ولم يعطِ التأثير المناسب على الأقل محليا، وهذا ما أعتبره خطرا، وما أردت إيصاله عن طريق العمل أنه يجب أن تكون هناك عملية تفريق بين الممارسات الشخصية والقومية للقضية، خصوصا للكويت إما بسبب موقف السلطة أو بسبب الغزو العراقي للكويت.
أخرجت أعمالاً مختلفة، ما الطابع الأقرب إلى قلبك؟ يتغير كل فترة، كانت بدايتي مع أعمال الأكشن، وبعد الزواج أحببت الطابع الاجتماعي، وحالياً أشعر بأنني أقرب إلى {الدراما النفسية الاجتماعية} التي تعالج المشاكل الداخلية التي يعانيها المرء. عوامل النجاح والانتقاد ما عوامل نجاح أي عمل فني غير اختيار {الكاست}؟ يتوجّب أن تكون القصة لافتة بالإضافة إلى التفاصيل، ويناسب توقيتها زمن إطلاقها، الاستعانة بممثلين جيدين ومخرج جيد، لأن العمل التلفزيوني يعتمد في الأساس على نص وممثلين. كذلك أن يتمتّع المخرج بدور في تغيير رؤية العمل، وأن تكون له دراية كبيرة في العمل، ويعرف ماذا يريد الجمهور، ويتواصل مع الممثلين. ألا تخشى توجيه الانتقاد إليك بسبب قضية ما طرحتها في أعمالك؟ على العكس! في كل عمل أقدمه ثمة قضية أؤمن بها. لدى اختيار العمل يتوجّب أن تحوز الفكرة إعجابي وتتناسب مع توجهاتي. محمد دحام الشمري. في هذا السياق، أشير إلى أن المقاييس اختلفت بحكم الزمن، فالأمور التي كان ينظر إليها سابقاً بأنها جريئة، أصبحت عادية، وازدادت الجرأة إلى حد الوقاحة في بعض الأفكار والتفاصيل التي تعرض في الدراما. بالتالي، الجرأة لا بد من أن تكمن في الفكرة، أي أن تكون الأخيرة جديدة، وتضرب على الوتر الحساس لتترك تأثيراً في المجتمع وترسم لديه علامات استفهام.
وبالحديث عن محور العمل الأساسي بيَّن أن ''بقايا سنين ماتت'' يتحدث عن العلاقة الإنسانية بين الطبقات، والنظرة الدونية للطبقات الأخرى، ففي البيت هناك شريحتان، واحدة تقوم بالنظر للطباقات الأخرى بتعال، أما الأخرى، فهي تنظر لها بشكل متساو، كما يجسد هذا العمل علاقات حب رومانسية جدلية، وبأشكال مختلفة''. ويصف دحام أجواء العمل ''وجدنا تسهيلات ممتازة لتصوير العمل في البحرين سواء من وزارة الإعلام، أو مستشفيات، والدوائر الحكومية وغيرها، فمواقع التصوير في البحرين قريبة جداً من بيئة الكويت؛ ولأن اللهجة ستكون الكويتية، فقد حاولت ألا أظهر أن المواقع بحرينية نظراً لتشابه تلك المواقع مع المواقع الكويتية، وسنقوم بتصوير بعض المشاهد في الكويت لاحقا، وتصوير الأعمال الخليجية في البحرين مفيد جدا لها؛ لأن الأعمال الكثيرة تولد فنانين، فلقد كانت البحرين تنتج الكثير من الأعمال وعلى ضوئها كانت تولد نجوم، فقد كان مجموعة من الفنانين زملائي في الدراسة وكانوا نجوما حينها''.
كذلك ثمة تفقات يومية لموقع التصوير، وحاجتي إلى {كومبارس} في بعض المشاهد لأضيف بصيصاً من الواقعية على المشهد، أو ممثل أجره عالٍ، وأحياناً قد لا يوافق المنتج بسبب أجره المرتفع، فاضطر إلى الاستعانة بآخر أقل أجراً. هل تسبب مسلسل {ساهر الليل} بخسارتك؟ نعم، رغم أنه حقق صدى جماهيرياً ونسبة مشاهدة عالية. هل ثمة منافسة بينك وبين مخرجين آخرين؟ التنافس طبيعي! وفي مجالنا كمخرجين يكون على التقنية، نتيجة العمل ونجاحه، شكله، كذلك يكون التنافس في الرؤية التي يقدمها المخرج، نوعية الصورة، اختيار الممثلين والقصة، سرعة الإنجاز مع الحفاظ على الشكل والنتيجة النهائية. من هو حمد عبيه قاتل دحام الشمري - موقع المرجع. هل تؤيد أن يعمل المخرج مع الشركة المنتجة نفسها دائماً؟ لا! لكن المنتج الجيد قد يغريني لأنه يوفر لي ثباتاً ومرونة في الاختيار، لكن من الجيد التنوّع بين المنتجين، الممولين، أو المحطات. والأهم أن يجذبني النص أو فكرة العمل أكثر من أن أكون مع المنتج نفسه. هل تفكر في إخراج فيلم سينمائي، بعد تجربتك في {شباب كول} و}طرب فاشن}؟ أسعى إلى تحويل مسلسل {ساهر الليل} إلى فيلم وجاري العمل مع فهد العليوه، وممثلين في المسلسل، ففي السنوات الأربع الأخيرة، كما لاحظتم في مواقع التواصل، والكل يعرف وليس سرا، أن ثمة خلافات مع الممثلين أنفسهم في {ساهر الليل}، ومن ناحية التمويل لن نواجه مشكلة لأن الاسم جذاب.