جاءت الشريعة الإسلامية لتُنظم حياة الناس، وحرصت على أن تضع المنهاج ليحيا كل الناس في سلام وأمان؛ ويسأل الكثير من المسلمين عن حكم ترويع المسلم خصوصاً وأنه واحد من الأحكام الشرعيّة المُهمة التي يجب معرفتها حتى يدرك المسلم مراد الله منه، فيتقرب إليه بالصالحات، ويجتنب المنهيات. حكم ترويع المسلم وإخافته مُحرم في الإسلام، بل إنه يأخذ حكم الكبائر؛ لوجود العديد من الأدلة التي تنهى عن ذلك مثل حديث: " لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا ". وعند التأمل في هذا الحديث، نجده يُرشدنا إلى أن المسلم أخو المسلم، وله من الحقوق ما يجعل أخوة الدين أشد من أخوة النسب، ومن حقوق الأخوة ألا يصيب المسلم أخاه بالحزن والجزع أو بالخوف والذعر بأي شكل. حرمة ترويع المسلم بالسلاح – الشيخ صالح الأَسمَري. وفي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما"، أي: يحرم على أي مسلم أن يفزع أو يخوف مسلما مثله، بأي شكل وفي أي حال ولو كان بالمزاح والمداعبة، وبالأحرى فإن تعمد تفزيع المسلمين وإخافتهم تكون أشد حرمة؛ فمن كان مسلما حقا فإنه لا يفعل ذلك. وسبب هذا الحديث أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسيرون معه، أي: يسيرون ليلا، "فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه"، أي: فأخذ الحبل من الرجل النائم مازحا، أو ربط به النائم مازحا معه، ويحتمل أنه ربط بالحبل الرجل النائم، "ففزع"، أي: فزع الرجل الذي كان نائما لما استيقظ من فقده لحبله، أو خاف مما فعل به.
[٩] المراجع ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2616، حديث صحيح. ↑ "الترهيب الشديد من ترويع المسلم" ، اسلام ويب ، 21/6/2009، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2022. بتصرّف. ↑ "ترويع المسلم" ، الألوكة ، 2/6/2017، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2022. بتصرّف. ↑ محمد بن عبد الوهاب، الكبائر ، صفحة 137. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6484، حديث صحيح. لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ولو مازحا - الإسلام سؤال وجواب. ↑ "يحرم نشر ما فيه ترويع للآخرين ولو بقصد المزاح" ، دار الافتاء الأردنية ، 1/7/2021، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2022. بتصرّف. ↑ " يحرم نشر ما فيه ترويع للآخرين ولو بقصد المزاح" ، دار الافتاء الأردنية ، 1/7/2021، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2022. بتصرّف. ↑ د. عبدالله السلطان (2012)، الجناية بالترويع في الفقه الإسلامي ، صفحة 32. عبدالله السلطان (2012)، الجناية بالترويع في الفقه الإسلامي ، صفحة 35-36. بتصرّف.
وينهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أن يروع المسلم أخاه ولو كان مازحاً. عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجلٌ منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه، فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً» [3]. وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه رضي الله عنه أن رجلاً، أخذ نعل رجل فروَّعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن روعة المسلم عند الله عظيمٌ» [4]. حكم ترويع المسلم. وأما من يقوم - فعلياً - بتفزيع المسلم وترويعه بشيء يخيفه فقد باء باللعن والإثم - والعياذ بالله -. عن أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه، حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه» [5]. عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار» [6]. وأما قتال المسلم لأخيه فهو أشد جرماً عند الله، وأعظم وبالاً على مقترفه. عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» [7].
والولي في عرف الشرع هو المؤمن، جاء ذلك مفسرا في كتاب الله، حيث قال: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (64) [يونس] فإذا كان هذا كله [القتل والأذى والترويع] حراما على المسلم، فلا ندري ما حجة هؤلاء الشباب الذين يتعمدون قتل المسلمين في ديارهم، سواء أكانوا مدنيين صغارا وكبار، أو عسكريين يحفظون على الناس أمنهم في المدن والقرى والشوارع والصحارى وهم نائمون؟! لهذا نرفض رفضا قاطعا، ما يقومون به في البلدان الإسلامية، ونخوف من كان منهم يخاف الله واليوم الآخر من قتل المسلمين وترويعهم، وقتل أنفسهم كذلك، فإن أنفسهم ليست ملكا لهم، وإنما هي ملك لله تعالى. ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: عن أبي هريرة قال قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا) [صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، (1/103] وهذه أمثلة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، لكل وسيلة يقتل الإنسان بها نفسه، ويدخل في ذلك التفجيرات [لغير المجاهدين لمن احتل ديارهم من اليهود والصليبيين] من باب أولى.