الحمد لله. أولًا: الغيب نوعان: 1- غيب مطلق، كمعرفة موعد الساعة، ونزول الغيث، ونحو ذلك؛ وهذا النوع لا يعلمه إلا الله. 2- غيب نسبي، وهو ما غاب عن بعض الخلق عِلْمُه، وبلغ بعضَهم، فهذا إنما يسمى غيبا بالنسبة للجاهل به الذي لا يعلمه، وليس بغيب للذي يعلمه. وهذا الغيب النسبي يمكن للإنسان أن يعرفه إما بطريق الوحي ، أو بالتجربة ، أو بالعلم الحديث ، أو غير ذلك مما يمكن به الاستعلام عما يخفى على كثير من الناس بالطرق الممكنة ، كمعرفة ما في قعر البحار ، وأغوار الأرض ، وأجواء السماء. عالم الغيب فلا يظهر على غيبه. قال ابن تيمية: " وأما ما يعلمه بعض المخلوقين: فهو غيب عمن لم يعلمه، وهو شهادة لمن علمه " انتهى من "النبوات " (2/ 1022). وانظر جواب السؤال رقم: ( 213625)، ( 101968). ثانيًا: أما قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن/26-27. فقد قال ابن كثير: " وقوله: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) هذه كقوله تعالى: ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) [البقرة: 255] ، وهكذا قال هاهنا: إنه يعلم الغيب والشهادة، وإنه لا يطَّلِع أحدٌ من خلقه على شيء من علمه ، إلا مما أطلعه تعالى عليه؛ ولهذا قال: (فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول).
تحياتي.. الآن تحتج عليَّ بهذه الروايتينِ, وأنهم يعلمون الغيب مباشرةً من الله تعالى! طيب هلا قدمت لنا من يفهم هذه الروايات كما تفهمها أنتَ ؟! مَنْ مِنْ علمائنا قال بهذا ؟! أم أنّهم وصفوا من يقول بقولك أنّه من الغلاة!! الرواية تقول أعلمه الله.. أنت أضفت من عندك: أعلمه اللهُ مباشرةً!! القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجن - الآية 27. طيب لأعرض قولي وقولك على كلام علمائنا ولننظر هل يوافقوك أم يوافقوني ( ما رأيك ؟! ) و ماذا يحكمون على من يقول بقولكَ ؟! الشيخ المفيد في ( أوائل المقالات): " وأقول: أن الأئمة من آل محمد (ص) قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونه ، وليس ذلك بواجب في صفاتهم ولا شرطا في إمامتهم ، و إنما أكرمهم الله تعالى به وأعلمهم إياه للطف في طاعتهم والتمسك بإمامتهم ، وتغضب مني حين أقول أنك لا تفهم ما تقرأ!!!! المفيد يقول أن الأئمة يعلمون ضمائر بعد العباد ويعرفون ما يكون قبل كونه - وبالطبع هذا غيب - ثم يقول الله أعلمهم ذلك. والله يقول { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُم ْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء}!!!! فافهم هداك الله! وليس ذلك بواجب عقلا ولكنه وجب لهم من جهة السماع ، ف أما إطلاق القول عليهـم بأنهم يعلمون الغيب ف هو منكر بيّن الفساد لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد وهذا لا يكون إلا لله عز وجل و على قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة ومن انتمى إليهم من الغلاة " أوائل المقالات - ص 67 هل تريدني أن أشرح لك كلام علمائك؟!!
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيس الأنصاري وأما موضوع رواية الأنوار النعمانية فهي خارج الموضوع لأنها تتكلمُ عن الولاية التكوينيّة, كالتي كانت للنبي صلى الله عليه وآله بشق القمر وغيرها مما ذكر القرآن الكريم, وله موضوعٌ آخر, فأعتذرُ عن الأجابةِ عليها.