فما قامت معركة بين حق وباطل إلا انتصر الحق، ولقد حاول أعداء الإسلام أن يواجهوه سنوات طويلة، ولكنهم عجزوا، ثم تنبهوا إلى أن هذا الدين لا يمكن أن يهزم إلا من داخله، وأن استخدام المنافقين في الإفساد، هو الطريقة الحقيقية لتفريق المسلمين، فانطلقوا إلى المسلمين اسما ليتخذوا منهم الحربة التى يوجهونها ضد الإسلام.... حديث الرسول عن الفتنه. إلى أن قال: وإذا لفت المسلمون نظرهم إلى أنهم يفسدون فى الأرض ، وطلبوا منهم أن يمتنعوا عن الإفساد ، ادعوا أنهم لا يفسدون ، وأى صلاح فى عدم اتباع منهج الله والخروج عليه بأى حجة من الحجج. فهذه صفة أخرى قد أضيفت إلى الصفة الأولى التى سبق الحديث عنها وهى صفة الفساد فى الأرض ، فقد اجتمعت الصفتان فى أهل النفاق ، الذين يسعون فى الأرض فسادا ويبغون فتنة الناس عن فعل الخير والعمل الصالح. فالواجب على المجتمع المسلم أن لا يركن إلى المثبطين الذين يبغون الفتنة للمسلمين ، ويلقون بسمومهم فى المجتمع المسلم ويسعون فى الأرض فسادا ، يريدون أن يخرقوا سفينة المسلمين ، وأن يهلكوا الزرع والنسل ، وهم لا يتوانون عن بث سمومهم ليلا ونهارا ، سرا وإعلانا ، فينبغى على المسلمين أن يحذروهم على دينهم ووطنهم ، وأن يفوتوا الفرصة على أعداء الإسلام والوطن ، الذين يتربصون بنا ليلا ونهارا ، حتى لا يضيع وطننا من بين أيدينا ، ونندم ولات حين مندم.
بل أدرك عليٌ - رضي الله عنه - صواب من قعدوا وتلاؤم لذلك وتمنى لو أطاع مشورة ابنه الحسن في المصير إلى غير ما صار إليه من الرأي. 02 من حديث: (تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي). قال ابن تيمية - رحمه الله -: " والذين قعدوا عن القتال جملة أعيان الصحابة كسعد وزيد وابن عمر وأسامة ومحمد بن مسلمة، وأبي بكرة، وهم يروون النصوص من النبي صلى الله عليه وسلم في القعود عن القتال في الفتنة. وهذا مذهب أهل الحديث وعامة أئمة السنة حتى قال الإمام أحمد: لا يختلف أصحابنا أن قعود علي عن القتال كان أفضل له لو قعد، هذا ظاهر من حاله في تلومه في القتال وتبرمه به، ومراجعة الحسن ابنه له في ذلك، وقوله له: ألم أنهك يا أبت؟ وقوله: لله در مقام قامه سعد بن مالك, وعبدالله بن عمر، إن كان برا إن أجره لعظيم، وإن كان إثما إن خطأه ليسير". ولا شك أن علياً - رضي الله عنه - كان يرى الحق معه، ومع ذلك ينقل أحمد عن أهل الحديث أن يرون الأفضل قُعُوده لو قَعد. وخروجُ الحسينِ - رضي الله عنه - على يزيد كان في طلب حق، فقد كان يريد إعادة الأمر إلى نصابه، ويمنع صيرورة الخلافة إلى ملك عضوض، وهذا ما يُطلق عليه اليوم إعادة الشرعية، لكن ليتأمل كلٌ منا ما آل إليه الأمر بخروجه من الشر وما نُسِج عليه من الباطل.
وذكرت كذلك في مجال بث الفرقة والاختلاف دور المنافقين في إثارة العصبية والتحزب بين المسلمين، وأوردت أمثلة توضح ذلك، كما في قول ابن سلول في غزوة بني المصطلق – وهو يخاطب الأنصار محرضاً لهم ضد المهاجرين: (هذا ما فعلتم بأنفسكم، احللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم! ) وقد ربطت الموضوع بالعصر الحاضر فذكرت نماذج لما يفعله منافقو هذا العصر وأذنابهم من اليهود والنصارى لمحاولة بث الفرقة بين المسلمين عن طريق إثارة العصبية والتحزب بينهم. وفي المجال الثالث من مجالات الفتنة وهو الصد عن سبيل الله – تعالى – ذكرت دور أعداء الله – تعالى – من الكافرين ومن نحا نحوهم من شياطين الإنس، في الصد عن سبيل الله – تعالى -، وحصرت الحديث في هذا المجال حول ثلاثة أمور، يسلكها هؤلاء ليؤدوا مهمتهم في الصد عن سبيل الله – تعالى – فالأمر الأول هو الإغراء والإغواء، وركزت فيه على قضيتين خطيرتين الأولى: محاولة الشيطان إغراء الإنسان وإغواءه وذكرت مثالين لذلك، والثانية: محاولة الزعماء والكبراء من شياطين الإنس إغراء أتباعهم وإغواءهم، وبينت أثر الانقياد لهم بأنه الخسارة في الدنيا، والهلاك في الآخرة.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في معصية الناس للعلماء والحلماء: عن سهل بن سعدٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "اللهم لا يُدرِكني ولا تُدرِكوا زمانًا لا يُتبَع فيه العليم، ولا يُستَحى فيه من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب"؛ رواه أحمد. ومثله خروج ابن الزبير -رضي الله عنهما - على يزيد بن معاوية كان في طلب حق، بل كان - رضي الله عنه - أولى الناس بالخلافة بعد وفاة يزيد، وبايعه بها أهل الحجاز واليمن والعراق ومصر، لكن عدم استكانته لما حل به من ضعف وإصرَارَه على القتال في طلب حقه، رغم قلة حيلته وانهيار دولته وإدبارها، وتعاظم شأن بني أمية وإقبال الأمر عليهم، لم تأت ثمرته إلا وبالاً ونكالاً. قال الذهبي بعد أن ساق خبر دفع ابن الزبير للكتائب وحده: "قلت:ما إخال أولئك العسكر إلا لو شاؤوا لأتلفوه بسهامهم، ولكن حرصوا على أن يمسكوه عنوة، فما تهيأ لهم، فليته كف عن القتال لما رأى الغلبة، بل ليته لا التجأ إلى البيت ولا أحوج أولئك الظلمة والحَجَاج لا بارك الله فيه إلى انتهاك حرمة بيت الله وأمنه فنعوذ بالله من الفتنة الصماء". ظهور الفتن (إسلام) - ويكيبيديا. وخرج عبد الرحمن بن الأشعث ومعه كبارُ التابعين، وهم يطالبون بحق، لكن الخسارة بخروجهم كانت فادحة وما ترتب عليها من الشر كان عظيما.
أنزل الله تعالى منهجا للحياة الطيبة للإنسان على الأرض، وهؤلاء المنافقون بذلوا كل ما في جهدهم لإفساد هذا المنهج، بأن تآمروا ضده وادعوا أنهم مؤمنون به ليطعنوا الإسلام في داخله. الحمد لله رب العالمين ، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله ربه بين يدى الساعة هادياً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً. أما بعد فإن القرآن حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، والنور المبين ، هو رسالة الله الأخيرة وكلمته الباقية ، وهو الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فيه نبأ من قبلنا ، وخبر من بعدنا ، جعله الله عزوجل تبياناً لكل شئ ، قال تعالى { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} [النحل 89] قال الإمام الشافعى رحمه الله: فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفى كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. حديث القرآن عن بغاة الفتنة والمفسدين - المعتز بالله الكامل محمد علي - طريق الإسلام. وقال تعالى { ما فرطنا فى الكتاب من شئ} [الأنعام 38] فكتاب الله قد حوى كل شئ ، وجمع بين دفتيه البيان التام لكل مايحتاجه المجتمع المسلم ، لكن على المسلمين أن يثيروا هذا القرآن ، حتى يعلموا ما أودعه الله من أسرار ، وماجعل فيه من شفاء لكل العلل التى تصيب المجتمع المسلم ، قال تعالى { وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة المؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [الإسراء] إن القرآن الكريم يذكر لنا العلة ودواءها معا ، ويعالج القضية من جميع جوانبها.
أما النوع الثاني من الفتنة ففتنة الشهوات. وقد جمع سبحانه بين ذكر الفتنتين في قوله: ( كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ)(التوبة: من الآية69) أي استمتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتها ، والخلاق هو النصيب المقدر ، ثم قال: ( وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا)(التوبة: من الآية69). فهذا الخوض بالباطل وهو الشبهات. فأشار سبحانه في هذه الآية إلى ما يحصل به فساد القلوب والأديان من الاستمتاع بالخلاق والخوض بالباطل؛لأن فساد الدين إما أن يكون باعتقاد الباطل والتكلم به أو بالعمل بخلاف العلم الصحيح. فالأول هو البدع وما والاها، والثاني: فسق العمل. ثم قال: ففتنة الشبهات تدفع باليقين ، وفتنة الشهوات تدفع بالصبر ، ولذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين ، فقال: ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24). فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين. وبكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة ، وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة والله المستعان.
وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَقَدْ كَبُرَ عَلَيْهِمُ الْأَمْرُ، وَعَظُمَ فِيهِمُ الْخَطْبُ، وَطَفِقُوا يَنْتَحِلُونَ الْأَعْذَارَ الْوَاهِيَةَ، وَيَسْتَأْذِنُونَهُ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْقُعُودِ وَالتَّخَلُّفِ فَيَأْذَنُ لَهُمْ. فنزلت الآيات تعاتب النبي صلى الله عليه وسلم وتبين أن الأولى كان عدم الإذن لهم حتى يتبين للمجتمع المسلم كذب هؤلاء المنافقين وتدليسهم، ثم سلَّت الآيات نبي الله وأصحابه بأن خروج هؤلاء المنافقين، لو خرجوا لم يكن فيه فائدة تعود على الجيش المسلم، بل العكس، فخروجهم لن يزيد المسلمين إلا خَبَالًا، أَيْ: اضْطِرَابًا فِي الرَّأْيِ، وَفَسَادًا فِي الْعَمَلِ، وَضَعْفًا فِي الْقِتَالِ، وَخَلَلًا فِي النِّظَامِ؛ فَإِنَّ الْخَبَالَ كَمَا قَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ الْفَسَادُ الَّذِي يَلْحَقُ الْحَيَوَانَ فَيُورِثُهُ اضْطِرَابًا كَالْجُنُونِ، وَالْمَرَضِ الْمُؤَثِّرِ فِي الْعَقْلِ وَالْفِكْرِ.
كل ما يخص مديرية الأزارق م/الضالع أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى ملتقى أبناء الأزارق يعيد نشاطه مجدداً بعد انقطاع لفترة طويله.. ندعو كل أبناء المديرية والمهتمين لتسجيل عضويتهم في الملتقى والتواصل لنشر كل جديد ومفيد في اقسام الملتقى المتنوعة ملتقى أبناء الأزارق قسم الأدب والفن الزنقل العلاج عدد المساهمات: 135 تاريخ التسجيل: 04/05/2010 العمر: 32 الشاعر يحيى عمر الجمالي اليافعي. مدونة جمال السيد: صوت يافعي: يحيى عمر قال قف يا زين. ابو معجب +ابو مطلق + ابو ناصر.. شاعر شعبي يافعي ولد في - مشالة ( بيت الجمالي) ذو شهرة واسعة في اليمن والجزيرة العربية. قضى شاعرنا الشعبي رحمة الله معظم حياتة في صنعاء وحضرموت ثم هاجر الى الهند حيث زار حيدر أباد الدكن ومدارس وكلكتا – ثم عاد إلى ولاية ( برودة) الهندية وكانت بها جالية يمنية كبيرة من أهالي حضرموت ويافع, فاستقر بها وتزوج. تذكر الروايات المحليه إنه عاش في القرن الحادي عشر الهجري, بعض قصائده تغنى إلى اليوم مسجلة على اسطوانات وأشرطة, وشهرته على كل لسان في اليمن والجزيرة والخليج. توفي في ولاية برودة الهندية وانقطع عقبه.
اندمج المهاجرين اليمنيين مع تفاصيل الحياة الاجتماعية في الهند، وانخرط بعضهم في جيش إمارة "حيدر آباد"، حتى بلغ صالح بن عمر بن عوض القعيطي، رتبة رفيعة في هيئة أركان الجيش، اكتسب خلالها خبرة واسعة وثقافة عسكرية، أهلته لأن يكون الساعد الأيمن لأخيه عوض بن عمر، مؤسس السلطنة القعيطية في حضرموت. هل انتمى يحيى عمر ضمن جيش حيدر اباد؟! ربما.. لكن لا تفاصيل في هذا الشأن، سوى الشعر الذي يجسد حالة الشوق واللوعة، نحو الوطن والحبيب، وهيام الشاعر بالمرأة أينما اتجه. اضفت البيئة الجديدة (الهند)، مؤثرات وسمات جديدة، على شعره، نلحظها، مثلاً: حاضر باش هندي.. براير شاباش.. مثل الشاش أبيض منقرش نقراش.. عقلي طاش.. مسكين أنا ما جهدي.
أصدر منتدى يحيى عمر الثقافي للشعر والفنون الجزء الأول من إنتاجه بعنوان ( غنائيات يحى عمر – أبو معجب) ، كما أصدر الكاتب بدر بن عقيل مؤلفا عنه بعنوان ( رحلة في أشعار يحيى عمر).