الرئيسية إسلاميات حياة الرسول 07:45 م الأحد 07 ديسمبر 2014 جولة في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم بقلم – هاني ضوَّه: كثير منا يحلمون بقصر مشيد أو شقة مجهزة بأحدث الأجهزة والأدوات، ويسعون لذلك ويبذلون الجهد من أجل تحقيق هذا الأمر، ولكن المتأمل لحياة نبينا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وكيف كان منزله المبارك لخجل من تفكيره هذا لما سيجد فيه من زهد وتواضع فهو سيد الزاهدين رغم أنه لو أراد أن تكون له الجبال ذهبًا لكانت. فتعالوا نتجول سويًا في منزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتحديدًا بيت السيدة عائشة رضي الله عنها لنرى كيف كان.. كانت حجرة أمنا عائشة رضي الله عنها تقع في شرقي المسجد النبوي الشريف، وكان بابه من هذه الحجرة واقعًا داخل المسجد النبوي على جهة الغرب، وكأن المسجد النبوي صار فناء لها. أما مساحة الحجرة فكانت 6 أو 7 أذرع أي حوالي 3 أمتار ونصف، بنيت جدرانها من الطين، وسقفها من جريد النخل، وكان السقف قصير يستطيع أن يلمسه كل شخص واقف، ومن الخارج كان مليث بمسوح الشعر لكي تكون وقاية من المطر. بيت الرسول صلي الله عليه وسلم في الجنه. وباب حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند السيدة عائشة كان جزء واحد من مصنوع من خشب العرعر –أحد أنواع الأشجار- أو خشب الساج –وهو شجر استوائي ذو أخشاب صلبة-، وكان في جنب الحجرة مشربة أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم لمدة شهر عندما آلى زوجاته.
الحمد لله. أولاً: ثبت في السنَّة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم أمَّ إخوانه الأنبياء في رحلته إلى بيت المقدس. 1. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (... وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّى فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّى أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي: نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ. رواه مسلم ( 172). 2. عن ابن عباس قال: فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي فَالْتَفَتَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ. بيت الرسول صلي الله عليه وسلم مزخرف. رواه أحمد ( 4 / 167) وفي إسناده كلام ، لكن يشهد له ما قبله. ثانياً: اختلف العلماء هل كانت تلك الصلاة قبل عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء أم بعد أن هبط منها ، والراجح: الأول.
وأنها الآثار بمعناها الواسع. وقد تمحى الآثار إلا هذه المآثر فإنها تعتبر مآثر محرمة على الاندثار، لنفاستها وبركتها حيث قال رضي الله عنه كما روى ذلك ابن هشام في السيرة: بطيبة رسم للرسول ومعهد منير وقد تعفو الرسوم وتهمد ولا تمتحى الآيات عن دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد وواضح آثار وباقي معالم وربع له فيه مصلى ومسجد بها حجرات كان ينزل وسطها من الله نور يستضاء ويوقد ظللت بها أبكي الرسول ما سعدت عيون ومثلاها من الجفن تُسعد فبوركت يا قبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد نعم بكى حسان رضي الله عنه وبكى الصحابة عندما رأوا هذه الحجرات. جولة في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم | مصراوى. وهذه المآثر وهذه المعالم كلما دخلوا مسجد (صاحب الحجرات) أليس الأجدر بنا أن نسعد أبناءنا وبناتنا وأنفسنا بهذه الحجرات وما حوت، كما سعد بها الصحابة، ومساحة كل حجرة من هذه الحجرات مساحة بسيطة جداً ( 3. 5* 5م) تقريباً تزيد أو تنقص قليلاً، فقد روى الإمام البخاري في الأدب المفرد عن داود بن قيس قال: رأيت الحجرات من جريد النخل مغشّى من خارج بمسوح الشعر، واظن عرض البيت من باب الحجرة نحوا من ستة أو سبعة اذرع، وأحرز البيت من الداخلي عشرة اذراع. ويصفها لنا الحسن البصري وهو الذي رُبِّى في حجر أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: كنت أدخل بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام مراهق وأنال السقف بيدي، وكان لكل بيت حجرة وكانت حجرة من أكسية من خشب عرعر، ويتميز فرشها بالبساطة حيث يفرش بعضها بالحصر (وهو بساط من سعف النخل) واثر ذلك في جنب الرسول صلى الله عليه وسلم، وله صلى الله عليه وسلم سرير من جريد النخل مرمول بشرط أي منسوج بشريط.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -: قال عياض: يحتمل أن يكون صلَّى بالأنبياء جميعاً في بيت المقدس ، ثم صعد منهم إلى السماوات مَن ذُكر أنه صلى الله عليه وسلم رآه ، ويحتمل أن تكون صلاته بهم بعد أن هبط من السماء فهبطوا أيضاً.... والأظهر: أن صلاته بهم ببيت المقدس كان قبل العروج. " فتح الباري " ( 7 / 209). ثالثاً: يجب على المسلم أن يعتقد أن الحياة البرزخية لا تجري عليها سَنن الحياة الدنيوية ، وإذا كانت حياة الشهداء البرزخية عند ربهم كاملة: فإن حياة الأنبياء أكمل ، لذا فعلى المسلم الإيمان بهذه الحياة دون التعرض لكيفيتها وحقيقتها إلا بنصوص من الوحي المطهَّر. قال تعالى – في حياة الشهداء -: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. بيت الرسول صلي الله عليه وسلم فادلجوا . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران/ 169- 171. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: ( الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ).
الزهد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم عن عروةَ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال؛ ثلاثةُ أهلَّة في شهرين، وما أُوقِدَت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلت: يا خالة، ما كان يُعِيشُكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح [1] ، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا [2]. من فوائد الحديث: 1- قولها رضي الله عنها: "ثلاثة أهلَّة في شهرين" باعتبار رؤية الهلال أول الشهر، ثم رؤيته ثانيًا في أول الشهر الثاني، ثم رؤيته ثالثًا في أول الشهر الثالث، فالمدَّة ستون يومًا، والمرئي ثلاثة أهلَّة. أثاث وآلات من بيت النبي صلى الله عليه وسلم. 2- قولها رضي الله عنها: "الأسودان: التمر والماء" هو على التغليب، وإلا فالماء لا لون له؛ ولذلك قالوا: الأبيضان: اللبن والماء، وإنما أطلقتْ على التمر أسود؛ لأنه غالب طعام أهل المدينة. 3- ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التقلُّل من الدنيا، والزهد فيها. 4- جواز ذكر المرء ما كان فيه من الضيق، بعد أن يوسِّع الله عليه؛ تذكيرًا بنِعَمِه، وليتأسَّى به غيره. 5- على من أعطاه الله أن يُؤثر غيرَه بما حباه الله من الخير والفضل.
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 3425) وصححه محققه. وصححه الشيخ الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 621). لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بإخوانه الأنبياء في بيت المقدس بأرواحهم دون أجسادهم - الإسلام سؤال وجواب. وفي " عون المعبود " ( 3 / 261): " قال ابن حجر المكي: وما أفاده من ثبوت حياة الأنبياء حياة بها يتعبدون ويصلون في قبورهم ، مع استغنائهم عن الطعام والشراب كالملائكة: أمرٌ لا مرية فيه ، وقد صنَّف البيهقي جزءًا في ذلك.... وورد النص في كتاب الله في حق الشهداء أنهم أحياء يرزقون ، وأن الحياة فيهم متعلقة بالجسد: فكيف بالأنبياء والمرسلين ". انتهى قال الشيخ الألباني – رحمه الله -: ثم اعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام إنما هي حياة برزخية ، ليست من حياة الدنيا في شيء ، ولذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا. هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد: الإيمان بما جاء في الحديث دون الزيادة عليه بالأقيسة والآراء ، كما يفعل أهل البدع الذين وصل الأمر ببعضهم إلى ادِّعاء أن حياته صلى الله عليه وسلم في قبره حياة حقيقية! قال: يأكل و يشرب ويجامع نساءه!! وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى. "