مكانة أنس بين المسلمين كان لأنس بن مالك مكانته العظيمة لدى المسلمين، إذ أنه كان حاملا لكنوز السنة وسيرة النبي، ووكان ما يتميز به أنس عن بقية خدم الرسول أنه لم يكن يحتفظ بالعلم الذي تعلمه عن الرسول لنفسه، فإستفاد جميع المسلمين بالإستفادة من روايات أنس ومن سيرته، وقد روي الكثير من التابعين عن أنس وحفظوا روايته عن رسول الله.
وروى الزهري، عن أنس، قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة. وقيل: خدم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين [1]. مواقف من حياته - رضي الله عنه -: • عن أنس، عن أم سليم، أنها قالت: يا رسول الله، خادمك أنس، ادعُ الله له، فقال: ((اللهم أكثِرْ ماله وولده، وباركْ له فيما أعطيتَه)) [2]. • عن أنس، قال: أتى عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلَّم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأتُ على أمي، فلما جئت قالت: ما حبَسَك؟ قلت: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجة، قالت: ما حاجتُه؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تحدِّثنَّ بسرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا، قال أنس: والله لو حدثت به أحدًا، لحدثتُك يا ثابت. [3] • عن أنس، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا ذا الأذنين)) [4]. (14) أنس بن مالك - تراجم الصحابة - طريق الإسلام. • سئل أبو العالية: سمع أنس من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "خدَمَه عشر سنين ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجد منه ريح المسك" [5]. • عن ثابت قال: قال لي أنس بن مالك: يا ثابت، خذ عني؛ فإنك لن تأخذ عن أحدٍ أوثق مني؛ إني أخذته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل، وأخذه جبريل عن الله تعالى [6].
[6] سنن الترمذي ت بشار (6/ 162). [7] إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 262). [8] صحيح البخاري (1/ 112). [9] الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 276).
وكان رضي الله تعالى عنه يقول: لا ينبغي للعالم أن يتكلم بالعلم عند من لا يطيعه فإنه ذل وإهانة للعلم (ومن وصيته) للأمام الشافعي رضي الله تعالى عنه عند فراقه له أنه قال له: لا تسكن الريف فيضيع علمك، واكتسب الدرهم ولا تكن عالة على الناس، واتخذ لك ذا جاه ظهرا لئلا تستخف بك العامة، ولا تدخل على ذي سلطنة إلا وعنده من يعرفك، وإذا جلست عند كبير فليكن بينك وبينه فسحة لئلا يأتي إليه من هو أقرب منك فيدنيه ويبعدك فيحصل في نفسك شيئ. وسئل رضي الله تعالى عنه عن ثمان وأربعين مسألة فقال في ثنتين وثلاثين منها: لا أدري. وقال: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه لا أدري ليكون أصلا في أيديهم يفزعون إليه. وكان رضي الله عنه مهيبا جدا يقام بين يديه الرجل كما يقام بين يدي الأمراء، وكانت العلماء تقتدي بعلمه، والأمراء تستضيئ برأيه، والعامة منقادة إلى قوله. فكان يأمر فيمتثل أمره من غير سلطان، ويقول فلا يسأل عن دليل على قوله، ويأتي بالجواب فما يجسر أحد على مراجعته لشدة هيبته. انس بن مالك رضي الله عنه هو الشرك به. وقد دخل على الخليفة المنصور العباسي وهو على فراشه وصبي يدخل ويخرج مترددا إلى مجلس الخليفة، فقال له الخليفة: أتدري من هذا؟ هو ابني وإنما يفزع من هيبتك، وفيه أنشد: يأبــى الجواب فلا يراجع هيبة... والسائلون نواكــس الأذقـــان أدب الوقار وعز سلطان التقى... فهو المطاع وليس ذا سلطان وكان رضي الله تعالى عنه يقول في فتواه ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
تعرف على جميع الأحاديث التي رواها أنس رضي الله عنه الصحابي الجليل وهو من مواليد المدينة المنورة، قد أسلم وهو سن بصغيرة، قام رسول الله بكنيته بأبي حمزو، وحينما كان في عمر العاشرة دعى رسول الله له بأن يكثر الله من مالع وولده وأن يرزقه البركة ويرزقه الجنة، فعاش أنس عمر طويل، ورزقه الله من البنين ومن الأحفاد الكثير، وقد قام أنس برواية الكثير من أحاديث رسول الله إليكم المزيد من التفاصيل عبر موقع موسوعة. ترجمة الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه. خدمة أنس لرسول الله "يقول أنس -رضي الله عنه-: «أخذت أمي بيدي وانطلقت بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: «يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك». فخدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: «يا بني اكتم سري تك مؤمنا» فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبدا». " ويقول أنس حينما أتت أمه به لرسول الله كي يقوم على خدمته فأخبرت الرسول بأان أنس كاتب، وكانت تلك ميزة عظيمة إذ لم تكن هذه الميزة متوفرة إلا لدى عدد قليل من صحابة رسول الله، الأمر الذي يدل على مدى ذكاء وفطنة أنس منذ أن كان صغيراً، وكان لفطنته وذكائه أثراً قويا بحياته، إذ تمكن من الحفظ والتعلم والتفقه من الرسول صل الله عليه وسلم ،ويُقال أن أبي حمزة كان بالمرتبة الثالثة بعد كل من أبي هريرة وابن عمر، وذلك لكثر أحاديثه التي قام بحفظها وراويتها عن رسول اله، فيبلغ عدد الأحاديث المسندة إليه 2286 حديث.
المصادر
صفات وشمائل الأمام مالك بن أنس وقد قال رضي الله تعالى عنه: (قل رجل كنت أتعلم منه ما مات حتى يجيئني ويستفتيني)، وكان الناس يزدحمون على بابه لأخذ الحديث والفقه كازدحامهم على باب السلطان، وكان له حاجب يأذن للدخول عليه، فيأذن أولا للخاصة فإذا فرغوا أذن للعامة. وكان رضي الله عنه إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتطيب ولبس ثيابا جددا وتعمم وسرح لحيته وصلى ركعتين وقعد على منصته بخشوع ووقار، ومنع الناس أن يرفعوا أصواتهم، وأمر أن يبخر المجلس بالعود من أوله إلى فراغه تعظيما للحديث الشريف، حتى بلغ من تعظيمه له أنه لدغته عقرب ست عشرة مرة وهو يحدث، فصار يصفر ويتلوى حتى تم المجلس ولم يقطع كلامه أدبا مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان إذا أكثر أصحابه سؤاله كفهم وقال: حسبكم من أكثر فقد أخطأ، ومن أجب أن يجيب على كل مسألة فليعرض نفسه على الجنة والنار ثم يجيب. وقد أدركناهم إذا سئل أحدهم فكأن الموت أشرف عليه. أنس بن مالك رضي الله عنه هو. وكان رضي الله تعالى عنه يقول: بلغني أن العلماء يسألون يوم القيامة عما يسأل عنه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وكان يقول: ليس العلم بكثرة الرواية، إنما و نور يضعه الله تعالى في القلب. وقيل له: ما تقول في طلب العلم؟ فقال: حسن جميل ولكن انظر ما يلزمك من حين أن تصبح إلى أن تمسي فالزمه.