ونقول مثل ذلك في حالتي الفقر والغني، أو الفرح والحزن، أو السعة والضيق.. وغيرها من الحالات المتقابلة التي هي من طبيعة الحياة الدنيا، دار الفناء والنَّصَب. مع المفهوم: من المهم أن نعرف مصطلح "الأمان النفسي"؛ حتى نقف على طبيعته وحاجتنا إليه، وعلى أثره وما يوجبه من التهيؤ والاستعداد.. أما "الأمان" فهو اسم من أمِنَ يأمَن: أَمْنًا وأمَانًا وأمَانة؛ أي اطمأَنَّ وَلم يَخَفْ، فهو آمِنٌ، وأَمِنٌ، وأمِينٌ. يقال: لك الأَمانُ: أى قد آمنْتُك( [3]). فالْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ مُتَقَارِبَانِ: أَحَدُهُمَا الْأَمَانَةُ الَّتِي هِيَ ضِدُّ الْخِيَانَةِ، وَمَعْنَاهَا سُكُونُ الْقَلْبِ، وَالْآخَرُ التَّصْدِيقُ. وَالْمَعْنَيَانِ مُتَدَانِيَانِ( [4]). وَآمَنْتُ غَيْرِي مِنَ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ. وَالْأَمْنُ: ضِدُّ الْخَوْفِ. وَالْأَمَانَةُ: ضِدُّ الْخِيَانَةِ. وَالْإِيمَانُ: ضِدُّ الْكُفْرِ. الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة - أمان. وَالْإِيمَانُ: بِمَعْنَى التَّصْدِيقِ، ضِدُّهُ التَّكْذِيبُ( [5]). وأما "النفس" فلها تعريفات متعددة في اللغة والاصطلاح. فالنون والفاء والسين أَصْلٌ وَاحِدٌ يدل عَلَى خُروجِ النَّسِيمِ كَيف كان، مِنْ رِيحٍ أَوْ غَيْرِهَا، وإليه يَرجعُ فروعُه.
(مجلد) الدفاع عن أم المؤمنين عائشة (نسخة) وأصها خطبة جمعة. تنبيه العقلاء إلى حرمة دماء المسلمين ولحوم العلماء.
وكلها تؤدّى برابطة قوية مع الله، ومن منطلق التمسك بشرعه. كما أن الكلمات التي تدل على معنى الراحة والسكينة، وتوفير السعادة للنفس وتذكيرها بالله وعقابه لمن عصى وانحرف، والنعيم والفوز لمن أطاع واستجاب كثيرة في كتاب الله. وما ذلك الاهتمام الكثير في كتاب الله بهذا الجانب، إلا لما يوليه التشريع الإسلامي من عناية فائقة بالنفس البشرية، وعناية بتوجيهها، مع كفل ما يريحها ويؤمّنها من المخاطر حتى تعمل وهي مطمئنة على النتيجة، مع راحة بال بالوصول لثمرة ما كلفت به، لأن العمل قد حداه يقين وصدق. والسنة النبوية قد اهتمت في هذا الجانب بترسيخ ما جاء في القرآن الكريم ، لزيادة تمكينه، بزيادة الدلالة اللفظية والمعنوية، لأن الزيادة تأكيد المبني، زيادة في تمكين المعنى، كما يقول بذلك البلاغيون. _____________________________________________________ الكاتب: د. الله هو الامان في. محمد بن سعد الشويعر 1 800
رواه الطبراني (13646) وابن بشران في "الأمالي" ، وغيرهما ، وحسنه الألباني في " الصحيحة " (906).
قال الحسن: مختلفين في الرزق؛ فهذا غني وهذا فقير. ولذلك خلقهم، يعني للاختلاف بالغنى والفقر. وقال الله تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} (النحل: 71)( [2]). وإذا كانت هذه هي طبيعة الدنيا التي لا فكاك منها؛ فيلزم للعاقل أن يستعد لكل حالة بما يلائمها، وأن يتهيأ لهذا التقلب والاختلاف في الأحوال؛ لأنه إن رتب نفسه على حالة واحدة، لاختل عمله وسعيه، واضطربت نفسه، عندما تواجهه الحالة المقابلة لتلك التي رتب نفسه عليها. فمثلاً، لو ظن أن الدنيا دار عافية وصحة دائمًا، اغترارًا بما يجده في نفسه من قوة الشباب وحيويته؛ فإنه عندما يصيبه المرض- إما بطارئ لم يمكن دفعه، أو بطبيعة التقدم في السن- سيجد نفسه عندئذ قد أفلتت منه أحواله، وربما وصل لدرجة من القنوط واليأس دفعته للانتحار، أو لما يعرف في بلاد غربية بـ"القتل الرحيم "؛ تخلصًا مما يجد من ألم، وهربًا من تعب لا يقوى على احتماله! حكم قول في أمان الله - موقع المرجع. أما العاقل فإنه يدرك أن ما فيه من صحة هو حال لا تدوم، وأنها لا بد متغيرة.. ولهذا، فهو يجد لديه من الاستعداد النفسي ما يخفف به أثر المرض إن نزل به، ويستعين به على التصبر والاحتمال، وعلى اتخاذ الأسباب المعينة على السلامة والنجاة.