فقد طور الإحساس بتفاهة الموقع الاجتماعى لديهم، عامة، عقد جنون العظمة كمرض نفسى سائد. فلكى يتمكن هؤلاء من الاستمرار فى حياتهم المهنية كان عليهم أن يبالغوا فى خطورة دورهم، حد المرض. إنه نوع من الدفاع الذاتى. ذلك أن القبول بتفاهة الموقع الاجتماعى والتصديق عليه قد يؤدى إلى الصمت، أى الموت الشعرى، جنون العظمة هذا أدى إلى أن يكون الشاعر، فى الغالب، شخصًا غير اجتماعى، ثقيل الظل إلى حد ما، ذلك أنه يرغب، فى كل لحظة، فى إدارة الماء إلى طاحونة، وتركيز الضوء على نفسه. وحين لا ينجح فى ذلك فإنه يتحول إلى شخص ملول عدوانى، وتصبح صحبته متعبة. ونجاح بعض الشعراء فى التكيف اجتماعيًا إنما يتم، فى الواقع، من خلال حرب ضارية ضد أنفسهم ونزعاتهم العميقة. ماذا تبقى للشعراء؟. لكن المعضلة الأكبر بالنسبة للشعراء، كما يقول زكريا، هى أن شعرهم ذاته أخذ يسير فى الطريق الذى يسارع من فقدانهم لما تبقى من حظوتهم الاجتماعية، فهو يتخلى تدريجيًا، عن «رسالته» الاجتماعية المعهودة والمرغوبة، متحولًا إلى بوح ذاتى وتأمل هادئ خفيض الصوت. أى أنه لم يعد سهل الاستخدام من قبل القوى السائدة فى المجتمع. كلام الشاعر الجميل لا يخلو من وجاهة، ولكن فى المقابل توجد ذائقة تتشكل بين الشباب، واتسعت دائرتها بعد أن فقد نقاد الشعر «المضمون» منزلتهم باتجاههم إلى الكتابة عن الروايات، وأن النوع الذى لم يعرف الإعلام غيره لم تظهر فيه موهبة مقنعة، رغم البرامج التى تجزل بسخاء، ورغم الجوائز، وبات الشعر الجديد أقرب الفنون تعبيرًا عن الواقع.. والعزلة التى يعيشها الجميع.
ذات صلة بحث عن الشاعر امرئ القيس بماذا لقب امرؤ القيس امرؤ القيس امرؤ القيس هو أعظم شعراء الجاهليّة، من قبيلة كندة في نجد في بطن عاقل، كان يميل إلى اللهو والترف متهتكٌ في غزله، مسترسلاً يفحش في قص رواياته الغراميّة، حيث يعد امرؤ القيس من أوائل من أدخل قصص شعره لمخادع النساء، كان يعاقر الخمر بنهم كثير التسكع والتجوال مع صعاليك العرب. خالف شاعرنا تقاليد البيئة في صياغة شعره، فكانت أحاديث الترف واللهو تغلب على قوله وهو برفقة شواذ العرب، حيث إن هذا الأمر لم يكن ليرضي والده فطرده ليعود إلى حضرموت حيث قومه وأعمامه، لعلهم يحدثون تغييراً في صفاته، لكنه استمر في مرافقته للصعاليك حتى ألف نمط حياتهم.
الثلاثاء 05/أبريل/2022 - 07:08 م طلبت منّى صحيفة عربية شهادة عن الشعر الآن، وهل توجد جدوى من كتابته فى هذا الزمان؟، وافقت فى البداية بسبب الصداقة التى تجمعنى بصاحب الطلب، وحاولت جاهدًا كتابة شىء يحل الموضوع. أولًا: لست من الذين يجيدون التنظير فى الشعر، وآرائى حوله انطباعية، وبين الحين والآخر أكتب عن ديوان أو شاعر على أمل كسب قارئ جديد للقصيدة التى أحبها وأنحاز لها وأكتبها أيضًا، لأننى مؤمن بأننا جميعًا نعرف الشعر، ولا يمكن لأحدنا تعريفه، تمامًا كما نفشل، على حد تعبير الأرجنتينى العظيم بورخيس، فى تعريف اللون الأحمر أو مذاق القهوة أو حب بلادنا. الشعر العربى الآن فى حالة جيدة، ولكنه معزول، أو يعافر بمفرده فى أجواء غير شاعرية تحتفى بفنون استهلاكية مستحدثة، وأيضًا توجد عشرات الاتجاهات فى الكتابة، ولكل اتجاه أنصاره وخصومه، وهذا طبيعى، ولكن غير الطبيعى أن تنحاز مؤسسات الدول إلى نوع معين، وتنشئ الجوائز السخية للدفاع عن ذائقة محافظة أقرب إلى السلفية، تعتبر كل ما هو جديد مؤامرة على اللغة وعلى الدين، فى حين أن الشعر الجديد الجيد يكتب بلغة عربية رائقة، متخلصة من الشحوم البلاغية التى تعجب المحافظين، وشعراء هذه القصيدة يعتبرون أنفسهم امتدادًا لكل من سبقوهم، بدءًا من امرئ القيس حتى أمل دنقل وعفيفى مطر.
وارتدى رداء الحرب وانطلق ينشد الأخذ بالثأر، حيث قام بالتوجه إلى بني أسدٍ فجزعوا منه وحاولوا استرضاءه، لكنه أبى فقاتلهم وأثخن جراحهم حتى فاحت رائحة الجثث. وفاة امرؤ القيس امرؤ القيس لم يعش طويلاً، لكن تجاربه التي مر بها لكثرة تجواله وترحاله في الأرض فاقت عدد السنوات التي عاشها أضعافا، حيث أمضى حياته بدايةً في اللهو والشرب فكان متسكعاً في البلاد، تحولت بعدها إلى حياة مسؤولة أثبت فيها بأنه فارس صلب مغوار، كان كثير التنقل والترحال حتى تجاوز جزيرة العرب متوجهاً إلى أرض الروم (القسطنطينيّة)، ووصل إلى أنقرة حيث حل التعب بجسده، وأصيب بالجدري الذي تمكن منه وصرعه، ودفن هناك. يقع قبر امرؤ القيس على تلة (هيديرليك) في مدينة أنقرة عاصمة تركيا، واختلف المؤرخون في سنة وفاته حيث يرجح معظمهم بأنه قد توفي سنة خمسمائة وأربعين للميلاد.