ليست مواجهة تيار الحياة المادية الجارف الذي نعيشه حاليا و المحافظة على التوازن بين متطلبات الجسد والروح وما يمكن تسميته في العصر الحديث "الصحة النفسية"..... هو فقط ما يؤكد ضرورة حاجة المسلم إلى ما يسمى الورد اليومي من الأذكار, فهناك ضرورة معالجة الغفلة عن الله التي أضحت مرضا مزمنا و مما "تعم به البلوى", حيث يأتي ذكر الله تعالى في رأس قائمة العلاج الأنجع لهذا الداء. اصبحنا واصبح الملك لله الواحد القهار. قال ابن الصلاح رحمه الله: من حافظ على أذكار الصباح والمساء وأذكار بعد الصلوات وأذكار النوم عُد من الذاكرين الله كثيرا. بل إن حاجة المسلم إلى الورد اليومي من ذكر الله تعالى هي أهم في الحقيقة من الطعام والشراب, وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: حاجة العبد للمعوذات – كنوع من أنواع الذكر – أشد من حاجته للطعام والشراب واللباس. وتصل ذروة حاجتنا للورد اليومي من الأذكار في كونها الحصن الحصين والدرع الواقي للمسلم, وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: أذكار الصباح والمساء بمثابة الدرع كلما زادت سماكته لم يتأثر صاحبه, بل تصل قوة الدرع أن يعود السهم فيصيب من أطلقه. ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أذكار الصباح والمساء أشد من سور يأجوج ومأجوج في التحصين لمن قالها بحضور قلب.
(حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو، عليه تَوكَّلْتُ، وهو ربُّ العَرشِ العَظيمِ، سَبعَ مراتٍ). (اللَّهُمَّ إنِّي أصبَحتُ أُشهِدُك، وأُشهِدُ حَمَلةَ عَرشِكَ، ومَلائِكَتَك، وجميعَ خَلقِكَ: أنَّكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُكَ ورسولُكَ). أذكار دخول المسجد والخروج منه عند الدخول وذلك فيما يأتي: [٣] (إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وإذا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ مِن فَضْلِك). اصبحنا واصبح الملك لله صباح الخير. [٤] (كان إذا دَخَل المسجِدَ قال: أعوذُ باللهِ العظيمِ، وبوَجْهِه الكريمِ، وسُلطانِه القَديمِ؛ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، قال: أَقَطْ؟ قلتُ: نعم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مني سائِرَ اليوم). [٥] عند الخروج (اللَّهُمَّ إني أسألك من فضلك). [٦] (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل المسجدَ صَلَّى على مُحَمَّدٍ وسَلَّمَ، وقال: (رَبِّ اغْفِرْ لِي ذنوبي، وافْتَحْ لِي أبوابَ رَحْمَتِكَ) وإذا خرج صَلَّى على مُحَمَّدٍ وسَلَّمَ، وقال: (رَبِّ اغْفِرْ لي ذنوبي وافْتَحْ لي أبوابَ فَضْلِك). [٧] أذكار دخول المنزل وخروجه فيما يأتي أدعية الدخول إلى المنزل: [٨] (اللَّهمَّ إنِّي أسألك خيرَ المولجِ وخيرَ المخرجِ باسمِ اللَّهِ ولجنا وباسمِ اللَّهِ خرجنا وعلى ربِّنا توَكلنا، ثم يسلم علَى أهلِه).
أصبحنا وأصبح الملك لله - YouTube
والحقيقة أن شواهد العصر الحديث ترسخ هذه الحقيقة وتؤكدها, فكثيرون هم الذين تحدثوا عن حفظ الله تعالى لهم من مكر و كيد أعدائهم وما يدبرون لهم من ضر و أذى, وعن نجاتهم بسبب محافظتهم على الورد اليومي من الأذكار المأثورة من مخاطر وأهوال كموت محقق أو ضر مؤكد. يكفي هنا الاستشهاد بما تحدث به الدكتور عائض القرني عن أثر تلاوة تلك الأذكار في حفظ الله تعالى له أثناء محاولة اغتياله في الفلبين منذ أكثر من عام, حيث أكد أن القاتل أطلق عليه أكثر من رصاصة من مسافة قريبة جدا, إلا أن الله تعالى نجاه مع ذلك من موت محقق بفضل محافظته على ورده اليومي من التسبيح والتحميد والتهليل وغيرها من أذكار اليوم والليلة المأثورة.