عرف عن المقداد حبه الشديد للإسلام الذي ملأ قلبه بمسئولياته عن حماية الدين ، ليس فقط من كيد أعدائه ، بل ومن خطأ أصدقائه ، فقد خرج يومًا في سرية تمكن العدو فيها من حصارهم ، فأصدر أمير السرية أمره بألا يرعى أحد دابته ولكن أحد المسلمين لم يستجيب للأمر وخرج ، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق ، أو لا يستحقها على الإطلاق. المقداد مر حينها بالرجل المعاقب ووجده يبكي ويصيح فسأله فأنبأه ما حدث ، فأخذ المقداد بيمينه ومضيا صوب الأمير ، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له: "والآن أقِدْهُ من نفسك ، ومَكِنه من القصاص" ، وأذعن الأمير ، لكن الجندي عفا وصفح وفرح المقداد بعظمة الموقف وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة، فراح يقول: "لأموتن والإسلام عزيز". اظهار أخبار متعلقة موقف مثير أخر جمع المقداد بأحد الصحابة المبشرين بالجنة وهو سيدنا عبدا لرحمن بن عوف إذ خاطب المقداد ابن عوف قائلا: قال: زوجني ابنتك ، فغضب عبد الرحمن وأغلظ له ، فشكا المقداد ذلك للنبي صلّي الله عليه وسلم ، الرسول: أنا أزوجك ، فزوجه بنت عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب رضي الله عنها. صاحب الهجرتين هو - الأفاق نت. الصحابي الجليل توفي عام 33 هجرية بالجرف وهو بعمر السبعين من العمر ، وقد صلى عليه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ودفن في البقيع.
واستشهد تقول أسماء: أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أسماء أين بنو جعفر؟. فجاءت بهم إليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكى. فقالت أسماء: أي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شيء؟ قال رسول الله: نعم قتل اليوم. فقامت تصيح فاجتمع إليها النساء. فجعل يقول صلى الله عليه وسلم: يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا. فقال صلى الله عليه وسلم: على مثل جعفر فلتبك الباكية. ولم تمض فترة طويلة حتى يتقدم أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- خاطبا لأسماء بعد وفاة زوجته أم رومان- رضي الله عنها-. وزوج رسول الله أسماء أبا بكر يوم حنين وخرجت أسماء مع نساء النبي عليه الصلاة والسلام. ولما حضر خليفة رسول الله الوفاة أوصى أن تغسله أم ولده محمد أسماء بنت عميس. صاحب الهجرتين (الحبشة والمدينة) - المساعد الثقافي. وتزوج علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- أسماء وانتقلت معه إلى بيته بعد وفاة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها - فولدت له يحيى وعوناً فكانت له خير الزوجة الصالحة وعندما اختار المسلمون علي بن أبى طالب خليفة بعد عثمان بن عفان " رضي الله عنه- وأصبحت للمرة الثانية زوجاً لأمير المؤمنين وعندما فجعت بنبأ قتل ولدها محمد بن أبي بكر قامت إلى المسجد (كان في بيتها مسجد) وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دما.
فقال عمر بن الخطاب: هذه الحبشية البحرية؟ قالت أسماء: نعم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سبقناكم بالهجرة نحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فغضبت أسماء وقالت: كلا والله كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم وكنا في دار البعداء والبغضاء في الحبشة وذلك في الله ورسوله. وأيم الله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك. صاحبة الهجرتين، ومصلّية القبلتين، وزوجة الشهيدين، وزوجة الخليفتين. فلما جاء النبي قالت أسماء: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا. قال النبي عليه الصلاة والسلام: ليس بأحق بي منكم ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان. وكانت أسماء بنت عميس أول من أشار بنعش المرأة فقد رأت ذلك في الحبشة، وكانت أكرم الناس أصهارا فمن أصهارها النبي صلى الله عليه وسلم (تزوج أختها ميمونة بنت الحارث) وتزوج عمه حمزة أختها سلمى بنت عميس، وتزوج عمه العباس بن عبد المطلب أختها لبابة الكبرى أم الفضل و... غيرهم فقد كان لأسماء تسع وقيل عشر أخوات. وعندما خرج زوجها جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه- في جيش المسلمين إلى مؤتة لمحاربة الروم.
محتويات ١ صاحبة الهجرتين ٢ إسلام سميّة وسبب التسمية ٣ قصة الهجرتين ٤ فضائل صاحبة الهجرتين صاحبة الهجرتين هي الصحابية الجليلة والعالمة الصابرة أسماء بنت عميس بن معد، ويُطلق عليها أيضاً زوجة الشهيدين، ومصليّة القبلتين، وزوجة الخليفتين، وأمّها هند بنت عوف الكنانية، وأخت أم المؤمنين السيدة ميمونة زوجة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأخت أم الفضل لبابة زوجة العباس عم النبي -عليه الصلاة والسلام-، ذَكرها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: (الأخوات مؤمنات، ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث، وأختها سلمة بنت الحارث امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن) [صحيح]. إسلام سميّة وسبب التسمية تزوّجت أسماء بنت عميس من الصحابي الجليل جعفرَ بن أبي طالب ابن عم الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأسلمت معه في وقتٍ مبكر مع بدايات الدعوة؛ حيث كان إسلامها قبل دخول النبي -صلَّى الله عليه وسلم- دار الأرقم بمكة المكرمة. أمّا سبب التسمية فسميت بصاحبة الهجرتين، كونها هاجرت بصحبة زوجها والعديد من المسلمين المهاجرين بعد زواجها بوقت قصير. قصة الهجرتين عندما أذن الرسول -صلَى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة؛ حيث كانت الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- بصحبة زوجها جعفر الطيّار من بين المسلمين الذين هاجروا للحبشة، متحملين أذى قبيلة قريش وطغيانها، وكلّ ذلك في سبيل الله تعالى ومرضاة له وفرارًا بدينهم من قريش، أنجبت أسماء في الحبشة ثلاثة أبناء وهم: محمد، وعبدالله، وعوف، وبقيت في بلاد الغربة ما يقارب 15 عاماً، ثمّ هاجرت من الحبشة إلى المدينة المنورة.
[٣] المراجع ↑ شمس الدين الكرماني (1981)، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (الطبعة 2)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 146، جزء 2. بتصرّف. ↑ البلاذري (1996)، جمل من أنساب الأشراف (الطبعة 1)، بيروت:دار الفكر، صفحة 201، جزء 1. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج ح الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 126-130، جزء 28. بتصرّف. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:12582، صحيح. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، الصفحة أو الرقم:3053، مرسل.
سرايا - سرايا - ظفر عثمان رضي الله عنه بأمرين عظيمين غيّرا مجرى حياته الشخصية والروحية، ولما تكن الدعوة الإسلامية الكبرى قد بلغت عامها الأول بعد: إسلامه على يد النبي صلى الله عليه وسلم بحضور أبي بكر رضي الله عنه، وزواجه من رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعيد ذلك بقليل. ما أتاح له دخول دار النبي وتنسم أخبار الدعوة وهي تشق طريقها إلى صدور الرجال. ونقمت قريش على عثمان لأنه كان أول أموي اعتناقاً للإسلام، ولأنه تزوج من ابنة صاحب الدعوة الإسلامية السمحة، الذي أبطلت دعوته عبادة الأوثان. وظنت به قريش وظن بها رضي الله عنه. فترك مكة المكرمة وهاجر إلى الحبشة مع زوجه رقية، فكان أول المهاجرين إليها. ثم كتب الله تعالى له هجرته الثانية إلى المدينة لاحقاً بالنبيّ المهاجر الأول، فكان صاحب الهجرتين بامتياز. وكان سعيداً منذ ذلك الحين بلزوم النبي في داره وكتمان أسراره. غير أن ما كان ينغص عيشه هو مرض رقية بالحصبة، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالتخلف عن "بدر" للعناية بها. وماتت يوم ورد البشير إلى المدينة بنصر المسلمين في هذه الواقعة التاريخية وهزيمة قريش. تجديد المصاهرة حزن عثمان رضي الله عنه لموت رقية حزناً لم يبلغه إنسان.