أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية أي القيامة التي تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها قاله أكثر المفسرين. وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب: الغاشية: النار تغشى وجوه الكفار ورواه أبو صالح عن ابن عباس ودليله قوله تعالى: وتغشى وجوههم النار. وقيل: تغشى الخلق. وقيل: المراد النفخة الثانية للبعث; لأنها تغشى الخلائق. وقيل: ( الغاشية) أهل النار يغشونها ، ويقتحمون فيها. وقيل: معنى هل أتاك أي هذا لم يكن من علمك ، ولا من علم قومك. هل أتاك حديث الغاشية - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. قال ابن عباس: لم يكن أتاه قبل ذلك على هذا التفصيل المذكور هاهنا. وقيل: إنها خرجت مخرج الاستفهام لرسوله ومعناه إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك وهو معنى قول الكلبي. ﴿ تفسير الطبري ﴾ القول في تأويل قوله تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( هَلْ أَتَاكَ) يا محمد ( حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) يعني: قصتها وخبرها. واختلف أهل التأويل في معنى الغاشية، فقال بعضهم: هي القيامة تغشي الناس بالأهوال. * ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( الْغَاشِيَةِ) من أسماء يوم القيامة، عظَّمه الله، وحذّره عباده.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾ تفسير سورة الغاشية وهي مكية. قد تقدم عن النعمان بن بشير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ ب " سبح اسم ربك الأعلى " والغاشية في صلاة العيد ويوم الجمعة. وقال الإمام مالك ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله: أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: بم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة ؟ قال: " هل أتاك حديث الغاشية ". رواه أبو داود عن القعنبي ، والنسائي عن قتيبة ، كلاهما عن مالك به ، ورواه مسلم وابن ماجه ، من حديث سفيان بن عيينة ، عن ضمرة بن سعيد ، به. فصل: سورة الغاشية:|نداء الإيمان. الغاشية: من أسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد; لأنها تغشى الناس وتعمهم. وقد قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة تقرأ: ( هل أتاك حديث الغاشية) فقام يستمع ويقول: " نعم ، قد جاءني ". ﴿ تفسير القرطبي ﴾ سورة الغاشيةوهي مكية في قول الجميع ، وهي ست وعشرون آيةبسم الله الرحمن الرحيمهل أتاك حديث الغاشية هل بمعنى قد كقوله: هل أتى على الإنسان قاله قطرب.
فصل في متشابهات السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي: المتشابه: قوله: {وُجُوهٌ يومئِذٍ} وبعده: {وُجُوهٌ يومئِذٍ} ليس بتكرار؛ لأَنَّ الأَوّل هم الكفَّار، والثاني المؤمنون. وكان القياس أَن يكون الثاني بالواو للعطف؛ لكنَّه جاءَ على وفاق الجُمل قبلها، وبعدها، وليس معهنَّ واو العطف البتَّة. قوله: {وَأَكْوَابٌ موضوعة وَنَمَارِقُ} كلّها قد سبق. {وَإِلَى السماء} و {وَإِلَى الجبال} ليس من الجُمل، بل هي إِتباع لما قبلها. المنسوخ: فيها آية واحدة م {لَّسْتَ عَلَيْهِم بمصيطر} ن آية السّيف. فصل في التعريف بالسورة الكريمة:. قال ابن عاشور: سورة الغاشية: سميت في المصاحف والتفاسير (سورة الغاشية). وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من (جامعه) لوقوع لفظ (الغاشية) في أولها. وثبتت في السنة تسميتها (هل أتاك حديث الغاشية)، ففي (الموطأ) أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: بم كان رسول الله يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة؟ قال: {هل أتاك حديث الغاشية} (الغاشية: 1). [1] من قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} إلى قوله تعالى: {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ} الآية:7. - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وهذا ظاهر في التسمية لأن السائل سأل عما يقرأ مع سورة الجمعة فالمسئول عنه السورة الثانية، وبذلك عنونها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه). وربما سميت (سورة هل أتاك) بدون كلمة {حديث الغاشية} ، وبذلك عنونها ابن عطية في (تفسيره) وهو اختصار.
الكتب التي تذكر تاريخ هذه الديانات في الهند تقول: إن بوذا بقي لا يأكل إلا حبة واحدة من الرز في اليوم، هكذا يقولون، لكن هل يمكن أن يعيش الإنسان بهذه الطريقة؟ يمكن أن يعيش على الماء مدة، لكن حبة رز في اليوم؟ وما تغني عنه؟ لو كان نملة لربما -الله أعلم. قال ابن عباس والحسن وقتادة: تصلى نارا حامية أي: حارة شديدة الحر، تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ أي: قد انتهى حرها وغليانها، قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي. هو هذا، "آنية" يعني شديدة قد بلغت من الحرارة والغليان الغاية، وما روي عن بعض السلف يمكن أن يرجع إلى هذا -والله أعلم. وقوله تعالى: لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: شجر من النار، وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو الجوزاء وقتادة: هو الشِّبْرِق، قال قتادة: قريش تسميه في الربيع الشِّبْرِق، وفي الصيف الضريع. يعني إذا كان أخضر يقال له: الشِّبرِق، وإذا صار يابسًا يقال له: الضريع، شوك. قال عكرمة: وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض. وقال البخاري: قال مجاهد: الضريع نبت يقال له الشِّبرِق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سُم. وهذا الذي قاله ابن جرير -رحمه الله، يعني الآن هذه الأقوال كلها ترجع إلى أن هذا الضريع المقصود به شجر له شوك يابس قاسٍ شديد، وهذا الذي عليه الجمهور من المفسرين، وأهل اللغة، خلافًا لما جاء عن الخليل بن أحمد -رحمه الله- من أن ذلك نبات أخضر منتن يلقيه البحر، هذا خلاف قول عامة أهل العلم من السلف فمن بعدهم.
تاريخ النشر: ٢٥ / رمضان / ١٤٣٤ مرات الإستماع: 3658 بسم الله الرحمن الرحيم هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ [سورة الغاشية:1-7]. الغاشية: من أسماء يوم القيامة، قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد، لأنها تغشى الناس وتعمهم. هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ يعني قد أتاك كما يقوله بعضهم كقطرب، وبعضهم يقول: هو على بابه، يعني للاستفهام، هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ هنا الغاشية ما المراد بها؟ ذكر هنا قول ابن عباس وقتادة وابن زيد أنها من أسماء القيامة؛ لأنها تغشى الناس وتعمهم، وهذا قول الأكثر من السلف فمن بعدهم، قول الجمهور، أنها اسم من أسماء القيامة، وقال بعض السلف كمحمد بن كعب القرظي وسعيد بن جبير: تغشى النارُ وجوهَ الكفار، يعني أن الغاشية هي النار تغشى وجوه الكفار، هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وكما قال الله : وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ [سورة إبراهيم:50] فجعلوا ذلك تفسيرًا للغاشية. وبعضهم يقول: الغاشية هم أهل النار يغشونها هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ فهم يغشون النار وكأنهم أخذوا هذا والله أعلم مما بعده، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ، فيكون ذلك من صفتهم، يكون الغاشية الناس الذين يغشون النار، فذكر وصفهم في وجوههم قال: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) قال: الغاشية: الساعة. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) قال: الساعة. وقال آخرون: بل الغاشية: النار تغشَى وجوه الكَفَرة. * ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن سعيد، في قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) قال: غاشية النار. والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) لم يخبرنا أنه عنى غاشية القيامة، ولا أنه عنى غاشية النار. وكلتاهما غاشية، هذه تغشى الناس بالبلاء والأهوال والكروب، وهذه تغشي الكفار باللفح في الوجوه، والشُّواظ والنحاس، فلا قول في ذلك أصحّ من أن يقال كما قال جلّ ثناؤه، ويعمّ الخبر بذلك كما عمه.
وفي رواية- أيضا- عن النعمان بن بشير أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه السورة مع سورة الجمعة، في صلاة الجمعة. 3- وقد اشتملت السورة الكريمة على بيان أحوال الكافرين والمؤمنين يوم القيامة، كما لفتت أنظار الناس إلى مظاهر قدرة الله في خلقه، لكي يتفكروا ويتدبروا أن الخالق لهذه الأشياء بتلك الصورة البديعة، هو المستحق للعبادة والطاعة، وأنهم سيعودون إليه للحساب والجزاء إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ. الاستفهام فى قوله - تعالى -: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية) للتحقيق والتقرير ، أو المقصود به التعجيب من حديث القيامة ، والتشويق إلى الاستماع إليه. والغاشية: لفظ مشتق من الغشيان ، وهو تغطية الشئ لغيره ، يقال: غشيه الأمر ، إذا غطاه ، والمقصود بالغاشية يوم القيامة ، ووصف يوم القيامة بذلك ، لأنه يغشى الناس بأهواله وشدائده ، ويغطى عقولهم عن التفكير فى أى شئ سواه. والمعنى: هل بلغك - أيها الرسول الكريم أو أيها المخاطب - حديث يوم القيامة ، الذى يغشى الناس بأحواله المفزعة ، ويعمهم بشدائده.. إن كان لم يأتك فهذا خبره ، وتلك هى أقسام الناس فيه. وافتتاح السورة بهذا الافتتاح - بجانب ما فيه من تشويق - يدل على أهمية هذا الخبر ، وأنه من الأخبار التى ينبغى الاستعداد لما اشتملت عليه من معانى لا يصح التغافل عنها.