اشفع لي أن يغفر الله لي؟ اشفع لي أن يشفي الله مريضي، أن يرد غائبي، أن يعطني كذا وكذا. وهكذا يوم القيامة بعد البعث والنشور؛ لأنهم أحياء فإن المؤمنين يأتون آدم ليشفع لهم حتى يقضى بينهم ويعتذر، ويحيلهم إلى نوح فيعتذر نوح ثم يحيلهم نوح إلى إبراهيم فيعتذر، ثم يحليهم إبراهيم إلى موسى فيعتذر، ثم يحيلهم موسى إلى عيسى فيعتذر عليهم الصلاة والسلام، ثم يحيلهم عيسى عليه الصلاة والسلام إلى محمد ﷺ فيقول: أنا لها، فيتقدم ويسجد تحت العرش عليه الصلاة والسلام ويحمد ربه بمحامد عظيمة، ثم يشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم. وهكذا يشفع في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة؛ لأنه حي قائم موجود، أما في البرزخ بعد وفاته ﷺ فلا يسأل الشفاعة ولا يسأل أن يستغفر للناس، ولا يسأل شفاء المريض ولا رد الغائب، ولا غير ذلك من الأمور، وهكذا بقية الأموات لا يسألون شيئًا من هذه الأمور، بل يدعى لهم ويستغفر لهم إذا كانوا مسلمين. طلب الاستغفار من النبي عليه الصلاة والسلام بعد موته. نعم.
السؤال: كنت أستغفر الله دبر الصلاة الصلوات المكتوبة عشر مرات، دون الاستغفار، كما ذكره الرسول ﷺ ثلاث مرات، ونيتي في ذلك المداومة على فعل هذا، فقال لي أحد الأشخاص: فعلك هذا بدعة، هل لكم توجيه يا سماحة الشيخ؟ وهل كلام هذا الرجل صحيح؟ وما هو الاستغفار المشروع دبر الصلوات المكتوبة؟ الجواب: السنة أن تستغفر ثلاثًا، كما ثبت في الصحيح من حديث ثوبان ، قال: «كان النبي ﷺ إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثًا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام قال الأوزاعي في تفسير ذلك يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله.
وكان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد كل صلاة مكتوبة" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ( حديث متفق عليه). وما روى عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة (رواه أحمد ومسلم). فضل المداومة على الاستغفار في فضل المداومة على الاستغفار أن الله تعالى يغفر لجميع عباده ذنوبهم ما دام هناك مداومة على الاستغفار والحرص عليها، كل ما كان هناك تجديد على التوبة الصادقة سيغفر الله للعبد ذنبه قال عز وجل (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي حتى وإن كرروا ذنوبهم مرارا وتكرارا، مع أهمية عودة الحقوق لأصحابها.
تاريخ النشر: الخميس 2 رمضان 1436 هـ - 18-6-2015 م التقييم: رقم الفتوى: 300583 16583 0 151 السؤال حديث ثوبان أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ثلاثا بعد الانتهاء من الصلاة، فهل يجب عقد الأنامل عند هذا الاستغفار؟ أم يمكن الاستغفار باللسان فقط دون عقد الأصابع؟. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا يجب عليك عقد الأنامل عند الاستغفار، والحديث الذي أشرت إليه حديث صحيح، كما في صحيح مسلم عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاتِهِ، اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا، وَقَالَ: اللهُمَّ، أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ. قَالَ الْوَلِيدِ: فَقُلْتُ لِلأَوْزَاعِىِّ: كَيْفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهِ، أَسْتَغْفِرُ الله.. فهذا الاستغفار وغيره من الأذكار بعد الصلاة سنة، وليست واجبة، ولا يجب عليك عقد الأصابع أو الأنامل لعدّ شيء منها عند النطق بها، والأمر في ذلك واسع، فإن شئت عقدت أصابعك لعدها، وهو الأفضل، لما رواه الترمذي وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ.
وأما يتعلق بالاستغفار والتوبة فهذا يكون في حياته لا بعد وفاته، والدليل على هذا أن الصحابة وأرضاهم لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بالنبي ﷺ وأفقه الناس، ولأنه ﷺ لا يملك ذلك بعد وفاته عليه الصلاة والسلام كما قال عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صلى عليه تعرض صلاته عليه، عليه الصلاة والسلام، هذا شيء خاص فيما يتعلق بالصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، قال: من صلى علي صلى الله عليه بها عشرًا ، وقال عليه الصلاة والسلام: أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي، قيل: يا رسول الله! وكيف تعرض عليك وقد أرمت-يعني: بليت-؟! قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
هذا هو الواجب على جميع المسلمين فيما شجر بينهم من الدعاوى والخصومات سواء كانت متعلقة بالعبادات أو بالأموال أو بالأنكحة أو بالطلاق أو بغيرها من شئونهم. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.