موعظته على الجبل هي دستور عظيم في الأخلاق السامية قال: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ". اوصى الرجال قائلا: "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. " "مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. كيف تصبح المرأة ملك يمين - - ملك اليمين هو كل ما يمكن. "أحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" لقد اسس المسيح تعاليمه كلها على فضيلة واحدة وهي المحبة.
وقد ذكر العلماء فى ذلك قاعدة فقهية فقالوا: «الحر لا يدخل تحت اليد»،وكذلك فإن القاعدة الشرعية أن: «الأصل فى الأبضاع التحريم»، والمراد بالأبضاع: الفروج، جمع بضع، وهو الفرج؛ كناية عن النساء والنكاح، وهذا التحريم أمر متيقن، بينما نتيجة ذلك الاجتهاد المزعوم موهومة، والوهم لا يعارض اليقين. أما استدلال المذكور على دعواه بقوله تعالى: {فٱنكحوا ما طاب لكم من ٱلنسآء مثۡنىٰ وثلٰث وربٰعۖ فإنۡ خفۡتمۡ ألا تعۡدلوا فوٰحدة أوۡ ما ملكتۡ أيۡمٰنكمۡ}. فهو استدلال باطل؛ لأن معنى الآية: أنه يباح للرجل الزواج بما طاب له من النساء حتى يكون تحته أربع نسوة حدا أقصى، وهذه الإباحة مشروطة بالعدل بين الزوجات، وإلا فمن خشى من نفسه عدم العدل فليقتصر على زوجة واحدة أو ما ملكت يمينه من الإماء، وليس فيها ما يمكن أن يستند إليه فى القول بمشروعية أن تهب المرأة الحرة نفسها لرجل فتصير رقيقة عنده ويسمى ذلك نكاحا أو زواجا. وأما قوله تعالى: {ومن لمۡ يسۡتطعۡ منكمۡ طوۡلا أن ينكح ٱلۡمحۡصنٰت ٱلۡمؤۡمنٰت فمن ما ملكتۡ أيۡمٰنكم من فتيٰتكم ٱلۡمؤۡمنٰت}، فهو متعلق بنكاح الإماء إذا كن ملك يمين شخص آخر، ويدل على أن الآية تتحدث عن نكاح الأمة المملوكة لآخر: ما جاء فى تمام الآية من الأمر باستئذان أهل الأمة، والمقصود بهم من يملكونها، وكذلك الأمر بإيتائها المهر كما هو مأمور به فى زواج الحرائر، وذلك فى قوله تعالى: {فٱنكحوهن بإذۡن أهۡلهن وءاتوهن أجورهن بٱلۡمعۡروف محۡصنٰت غيۡر مسٰفحٰتٖ ولا متخذٰت أخۡدانٖ}،وليس فى الآية أى إشارة إلى مشروعية تنازل المرأة عن حريتها وتمليك نفسها لرجل يستحل عرضها بذلك ويسمى هذا «زواج ملك يمين» أو غيره.
في نطاق مقارنة الأديان نتطرق الى المقارنة بين المسحية والإسلام من التعاليم ووصايا الكتب المقدسة وتعاليم السيد المسيح ونبي الإسلام محمد لأتباعهم. المسيحية المسيحية ليست دين شرائع وأنظمة اجتماعية، السيد المسيح لم يؤسس دولة ولم يعرض على اتباعه صلوات معينة غير الصلاة الربانية القصيرة، ولم يحدد مواعيد وأوقات الصلات او الصيام. السيد المسيح لم يحدد لأتباعه ماذا يلبسون وماذا يأكلون او يشربون، فهذه امور خاصة متروكة للناس. لم يضع قوانين للإرث ولم يحدد حصة ميراث المراءة مقارنة بحصة الرجل من الميراث. ولم يحدد او يفرض اي نوع من العقوبات على اي نوع من الجرائم او الأخطاء التي يرتكبها البشر سواء كان ذلك بحق انفسهم او غيرهم. تعاليم السيد المسيح تقتصر على الأمور الروحانية والأخلاقية والمبادئ الإنسانية وليست تعاليم امور مادية. تعاليمه هي مجموعة اخلاق ومثل عليا في التعامل الإنساني بين البشر. كان المسيح رجل سلام يدعو الى المحبة والتسامح، لم يحمل سيفا يوما ولم يقتل انسانا. ان عمل الناس بتعاليمه ساد الخير والسلام في العالم. جاء من السماء لأنقاذ البشرية وخلاصها بفداء نفسه عن كل الناس الخطاة. ليفتح ابواب ملكوت الله امام التائبين والمؤمنين.