رواه أحمد والمتأمل في كتب السير والدول فإنه يتكرر بتغيير المسميات فقط. 4- علو همة ورقة بن نوفل - هذه محور الرسالة - مع أنه أصبح شيخا ً كبيرا ً وقد عمي إلا أنه تمنى أن يعود شاباً لينصر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقل لِمُرَجِّي معالي الأمور *** بغير اجتهاد رجوتَ المحالا ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة: " ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا " وهذا ما يحتاجه شبابنا شحذ الهمة إلى معالي الأمور. الخاتمة: أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يهدي الشباب ويردهم إلى الدين ردا ًجميلاً إنه ولي ذلك والقادر عليه...... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وقال الكرماني: " فإن قلت ما قولك في ورقة ؛ أيحكم بإيمانه ؟ قلت لا شك أنه كان مؤمنا بعيسى عليه السلام ، وأما الإيمان بنبينا عليه السلام فلم يُعْلَم أن دين عيسى قد نسخ عند وفاته أم لا ، ولئن ثبت أنه كان منسوخا في ذلك الوقت ، فالأصح أن الإيمان التصديق وهو قد صدقه من غير أن يذكر ما ينافيه " انتهى من "عمدة القاري" (1 /168). وسئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن ورقة بن نوفل هل يعتبر صحابيا أو من أهل الفترة ؟ ولم ؟ فأجاب الشيخ رحمه الله: " إذا كان قد ثبت إسلامه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صحابي وقوله: " إنه الناموس الأكبر " ليس تصريحا بإسلامه لأنه قال: " إن يدركني يومك " ولم يدركه " انتهى من "فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي" (ص 313). والراجح – والله أعلم – أنه مؤمن موحد ، ولكن لا يعد في الصحابة ؛ لأنه مات في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة. وقد روى الحاكم (4211) عن عائشة رضي الله عنها: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تسبوا ورقة فإني رأيت له الجنة ، أو جنتين) صححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وذكره الألباني في "الصحيحة" (405) ورجح الدارقطني إرساله ، كما في "العلل" (14/157).
ورقة بن نوفل ما صلة القرابة بين ورقة بن نوفل والسيدة خديجة؟ هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن لؤي، ابن عم السيدة خديجة -رضي الله عنها- وكان قد بشر محمد -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة، [١] فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام بأن عليه ثيابًا بيضًا، وأخبر أنَّه شاهده في بطنان من الجنة وعليه السندس، توفي ورقة بن نوفل في فترة الوحي أي في عام 14 قبل الهجرة الموافق 620 م. [٢] حياة ورقة بن نوفل ما هي ديانة ورقة بن نوفل قبل نزول الوحي؟ كان ورقة بن نوفل يعبد الأصنام، فاعتزلها قبل الإسلام وتنصَّر، وقرأ كتب الديانات السماوية، وأدرك بداية نبوة رسول الله وهو حين ذاك شيخ كفيف، [١] وكان هو وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمرو ممن تناجوا في يوم عيد كان عند المشركين كانوا فيه يطوفون حول أصنام لهم، فتناجوا وتعاهد الأربعة على كتمان ما يقال بينهم، وأجمعوا على بطلان ما كانت قريش عليه من عبادة للأصنام، واتفقوا على أن يتفرقوا ليجوبوا الآفاق التماسًا لدين إبراهيم الحنيف، فذهب ورقة وزيد إلى بلاد الشام. [٣] فقصدا راهبًا وأخبراه ما يريدان، فأجابهما بأن ما يطلبانه لم يأت بعد، وأنَّ هذا زمانه، ونبي هذا الدين يخرج من تيماء، أما ورقة بن نوفل قد استحكم النصرانية وقتها، وكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء، [٣] كان من مواقفه مما نقل عنه، أنه مرَّ ببلال بن رباح ذات يوم وهو يُعذب، ويقول: "أحد أحد"، فيقول له تثبيتًا وتشجيعًا: "أحد أحد يا بلال".