وإنما هذا تقدّم من الله إلى هؤلاء الأعراب بالنهي, عن أن يكذّبوا ويقولوا غير الذي هم عليه في دينهم. يقول: الله محيط بكلّ شيء عالم به, فاحذروا أن تقولوا خلاف ما يعلم من ضمائر صدوركم, فينالكم عقوبته, فإنه لا يخفى عليه شيء.
ومن اللفات هنا أن يوسف - عليه السلام - من أهل بيت آتاه الله الحكمة، وعرف بتأويل الرؤى صغاره وكباره، ولهذا قال يعقوب - عليه السلام-: "لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ" (يوسف: من الآية5)، فعَلِم أنهم سوف يعلمون تأويلها فربما نزغهم الشيطان إلى الكيد، فأمره بعدم قصها عليهم. ومن اللفتات أيضاً مبالغة يعقوب – عليه السلام - في تحذيره فهو لم يقل: فيكيدوك، بل قال: "فَيَكِيدُوا لَكَ" (يوسف: من الآية5) فضَمَّن معنى فعل يتعدى باللام، ليفيد معنى فعل الكيد، مع إفادة معنى الفعل المضمن، فيكون آكد وأبلغ في التخويف، وذلك نحو: فيحتالوا لك. الباحث القرآني| محرك بحث قراني. واللفتات التربوية في هذه الآية كثيرة، ولعل من أهمها ما يلي: 1- البدء بما يسترعي انتباه الابن أو الطالب أو المقصود بالتوجيه، وهنا استرعى يعقوب سمع ابنه يوسف - عليهما السلام - بعبارة حانية محببة يقول فيها: (يا بني)! وفرق بين أن تجذب انتباه من تريد توجيهه بعبارة تلفت انتباهه نحو ما تقول فيلتفت إليك بوجهه وعقله، وبين أن تجذب انتباهه بعبارة زاجرة تجعل جل همه التفكير فيما يخلصه من الصراخ أو الزجر أو التوبيخ، فيترك ما نهي عنه للحظة، ثم يعود بعد مدة؛ لأنه ما تنبه إلى الحكم والأسباب، وإنما كان همه التخلص من العبارة المرعدة المرعبة: "يا ولد"!
الأحد 29 رمضان 1443 04:20:42 صباحاً التفسير العراب:
(وَالسَّماءَ) حرف عطف ومفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور (رَفَعَها) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية تفسيرية لا محل لها والجملة المقدرة معطوفة على ما قبلها (وَوَضَعَ الْمِيزانَ) معطوف على ما قبله.
الأية (7) سورة:الرَّحْمَٰن And the heaven He raised and imposed the balance الصفحات من 1 إلي 604 الجزء الأجزاء من 1 إلي 30 الحزب الاحزاب من 1 إلي 60فهذا مؤشّر على خللٍ كبيرٍ، ما أجدر العقلاء بالانتباه إليه، والعمل على تجاوزه. يُحدّثني أحدُ المشائخ الّذين فتح الله عليهم بحفظ كلام الله، فيقول: زرتُ وصاحبٌ لي رجلاً مريضاً منذ عدة سنوات، فسأل هذا الرجل المريض صاحبي: في كم تختم القرآن؟ فقال له صاحبي: في كلّ عشرة أيامٍ مرّةً. فقال له متعجّباً: في عشرة أيامٍ كاملة، ألا تخاف أن يُنتزع القرآن من صدرك، ألا تخشى أن تكون ممّن يهجر القرآن؟! وأخذ يكرّرها، يقول ذلك الشيخ: فخشيتُ أن يسألني، لأنّي لا أختمه إلا كلّ أسبوعينِ مرّةً! فماذا إذن يُقال لأولئك الّّذين يمرُّ عليهم شهرٌ كاملٌ، بدون أن يختموا القرآن؟ بل ربما أكثر من ذلك كما حدّثني أحد حفّاظ القرآن عن نفسه، فكيف بغير الحافظين؟! سورة الهمزة بالتفسير - القران الكريم. وهم بالمقابل عاكفون على ذلك، فيما قلّ نفعه وكثر ضرره، ولا ريب أنّ حصانتهم في هذه الحالة، على ما يُبثُّ عبر هذه الشبكة من السّموم تكون واهيةً، وبالتّالي يكون تبريرهم لبقائهم عاكفين على الإنترنت، بأنّهم يستثمرون هذا الوقت في الدّعوة وما إليها، دعوى عريضةً تفتقر إلى البرهان! فلنراجع أنفسنا، ونقتدِ بمن أمرنا الله عزّ وجلّ بالاقتداء بهم، ولنقرأ من سيرهم، ولنغترف من سيرة أبي بكرٍ الصِّدِّيق، تلك المعاني التي جعلته يتّصف بوصف الأتقى، ولا ريب أنّ من جملتها تعهُّدَ القرآن بالرّعاية والتدبّر والعناية، ومن أدنى الدرجات في ذلك: أن يلتزم المسلم بتلاوة القرآن وتدبّره مرّةً واحدةً كلّ شهر، والعمل قرين التّدبّر.
وتأمّلوا هذا الحديث العظيم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديّين من بعدي، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ) فمن أخذ به هُديَ ونجا، في خضمّ هذه الفتن التي تزلزل القلوب. ألا رضي الله عنهم، ووفّقنا إلى اتّباع هديهم، واحتذاء سبيلهم، وحشرنا يوم القيامة في زمرتهم!
قال: فسئل السفار ، قال: وقدموا من كل وجهة ، فقالوا: رأيناه. رواه ابن جرير من حديث المغيرة ، به. وزاد: فأنزل الله عز وجل: ( اقتربت الساعة وانشق القمر). ثم قال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، أخبرنا أيوب ، عن محمد - هو ابن سيرين - قال: نبئت أن ابن مسعود - رضي الله عنه - كان يقول: لقد انشق القمر. اقتربت الساعه وانشق القمر امرؤ القيس. وقال ابن جرير أيضا: حدثني محمد بن عمارة ، حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا أسباط ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله قال: لقد رأيت الجبل من فرج القمر حين انشق. ورواه الإمام أحمد عن مؤمل ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر. وقال ليث عن مجاهد: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: " اشهد يا أبا بكر ". فقال المشركون: سحر القمر حتى انشق.
؟ نثروا آهاتهم على الزهراء ، و صعد عيسى إلى السماء ، هنا العنكبوت نسجت خيوطها بالألم ، وهنا سورة محمد تبكي ، و يبكي القلم! ؟ هنا هبط جبريل هنا نزل التأويل ولينعى معه التنزيل لما جرى على الزهراء! فهذا كتاب الله المنزل ، على رسوله محمد ، هكذا تعود إلى ابيها ؟ فلم أنسى حمرة عينها و لا تلك اللطمة التي ضُربت على خدها وأما المحسن ، فلقد فتح جراحات كربلاء مجدداً وأظنه أول من قد إستشهد ، سقط و سقط قلب الزهراء معه ، فتذكرت حبيبها الحسين سقط الجنين و سيُسحق جسد الحسين ، لذا حاول الجنين ان لا يذكر أمه بمصاب الحسين ، آه عليكِ أهذا ما حدث هذه الليلة ، فأنا لم أنسى تلك العصرة ، ولا انكسار اضلاعكِ يا أماه ، فحقا اقتربت الساعة وانشق القمر!
والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام " وذكر تمام الحديث ، انفرد به مسلم. تفسير قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني يعقوب ، حدثني ابن علية ، أخبرنا عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال: ألا إن الله يقول: ( اقتربت الساعة وانشق القمر) ، ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغدا السباق ، فقلت لأبي: أيستبق الناس غدا ؟ فقال: يا بني إنك لجاهل ، إنما هو السباق بالأعمال. ثم جاءت الجمعة الأخرى فحضرنا فخطب حذيفة ، فقال: ألا إن الله عز وجل يقول: ( اقتربت الساعة وانشق القمر) ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ، ألا وإن الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة. وقوله: ( وانشق القمر): قد كان هذا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة. وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: " خمس قد مضين: الروم ، والدخان ، واللزام ، والبطشة ، والقمر ".
وقال تعالى -مبينا أنهم ليس لهم قصد صحيح، ولا اتباع للهدى-: { { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ}} أي: الأخبار السابقة واللاحقة والمعجزات الظاهرة { { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ}} أي: زاجر يزجرهم عن غيهم وضلالهم، وذلك { { حِكْمَةٌ}} منه تعالى { { بَالِغَةٌ}} أي: لتقوم حجته على المخالفين ولا يبقى لأحد على الله حجة بعد الرسل، { فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} كقوله تعالى: { { وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ لا يؤمنوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}} #أبو_الهيثم #مع_القرآن 6 1 19, 840
والاقتراب أصله صيغة مطاوعة ، أي قبول فعل الفاعل ، وهو هنا للمبالغة في القرب فإن حمل على حقيقة القرب فهو قرب اعتباري ، أي قرب حلول الساعة فيما يأتي من الزمان قرباً نسبياً بالنسبة لما مضى من الزمان ابتداء من خلق السماء والأرض على نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم " بعثت أنا والساعةَ كهاتين " وأشار بسبابته والوسطى فإن تحديد المدة من وقت خلق العالم أو من وقت خلق الإِنسان أمر لا قبل للناس به وما يوجد في كتب اليهود مبنى على الحدس والتوهمات ، قال ابن عطية: «وكل ما يروى من التحديد في عُمر الدنيا فضعيف واهن» اه. وفائدة هذا الاعتبار أن يقبل الناس على نبذ الشرك وعلى الاستكثار من الأعمال الصالحات واجتناب الآثام لقرب يوم الجزاء. والساعة: علم بالغلبة على وقت فناء هذا العالم. ويجوز أن يراد بالساعة ساعة معهودة أنذروا بها في آيات كثيرة وهي ساعة استئصال المشركين بسيوف المسلمين. وإن حمل القرب على المجاز ، أي الدلالة على الإمكان ، فالمعنى: اتضح للناس ما كانوا يجدونه محالاً من فناء العالم فإن لحصول المُثُل والنظائر إقناعاً بإمكان أمثالها التي هي أقوى منها. وعطفُ { وانشق القمر} عطفُ جملة على جملة. والخبر مستعمل في لازم معناه وهو الموعظة إن كانت الآية نزلت بعد انشقاق القمر كما تقدم لأن علمهم بذلك حاصل فليسوا بحاجة إلى إفادتهم حكم هذا الخبر وإنما هم بحاجة إلى التذكير بأن من أمارات حلول الساعة أن يقع خسف في القمر بما تكررت موعظتهم به كقوله تعالى: { فإذا برق البصر وخسف القمر} [ القيامة: 7 ، 8] الآية إذ ما يأمنهم أن يكون ما وقع من انشقاق القمر أمارة على اقتراب الساعة فما الانشقاق إلا نوع من الخسف فإن أشراط الساعة وعلاماتها غير محدودة الأزمنة في القرب والبعد من مشروطها.
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) القول في تأويل قوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) يعني تعالى ذكره بقوله ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ): دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة, وقوله ( اقْتَرَبَتِ) افتعلت من القُرب, وهذا من الله تعالى ذكره إنذار لعباده بدنوّ القيامة, وقرب فناء الدنيا, وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم, وهم عنها في غفلة ساهون. وقوله ( وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) يقول جلّ ثناؤه: وانفلق القمر, وكان ذلك فيما ذُكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة, قبل هجرته إلى المدينة، وذلك أن كفار أهل مكة سألوه آية, فآراهم صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر, آية حجة على صدق قوله, وحقيقة نبوّته; فلما أراهم أعرضوا وكذبوا, وقالوا: هذا سحر مستمرّ, سحرنا محمد, فقال الله جلّ ثناؤه ( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ). وينحو الذي قلنا في ذلك جاءت الآثار, وقال به أهل التأويل. * ذكر الآثار المروية بذلك, والأخيار عمن قاله من أهل التأويل: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة " أن أنس بن مالك حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية, فأراهم انشقاق القمر مرّتين ".