وذلك الإعداد المطلوب لتحقيق هدف مرحليٍّ، ألا وهو ﴿ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال: 60]. ولما جاءت صيغة فعل الأمر في قوله: ﴿ وَأَعِدُّوا ﴾ من دون قرينة تصرفها عن الوجوب، ومن المعروف والمتفق عليه أصوليًّا أنه إذا جاء الفعل بصيغة الأمر دون قرينة صارفةٍ، فإنه يكون للوجوب، فإن الأمر هاهنا بالإعداد أمرٌ واجبٌ؛ أي: يجب عليكم الإعداد. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنفال - الآية 60. والمخاطَبُ في الحديث كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعد الصحابة عموم أمة الدعوة المكلَّفين، والمخاطَبُ في الآية الكريمة هم المسلمون جميعًا، ولا يقتصر الخطاب على مسلمي زمانٍ معيَّن، بل مسلمو زمن النبوة وكلِّ زمان. ولما فهم المسلمون الأُوَلُ القرآنَ والسُّنة، كان بناؤهم لأنفسهم ولمن تحت ولايتهم بناءً عامًّا، شاملًا البناء الروحي والعلمي والجسدي، والقدوة في هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يهتم بأقل اهتمامات الأفراد، بل بأصغر الأفراد، وأجمل مثال هو اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الطفل "أبي عُمَير". فقد كان لعمير عصفورٌ صغيرٌ اسمه "النُّغَيْر"، وكان عمير يُحبه كثيرًا، فكان رسول الله يُداعب عميرًا ويقول له: ((يا أبا عُمير، ما فعل النُّغَيْر؟!
من الأساس. وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل. أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأن يجعلوا الاستعداد للحرب ( التي علموا أن لا مندوحة عنها لدفع العدوان والشر ، ولحفظ الأنفس ورعايته الحق والعدل والفضيلة) بأمرين: ( أحدهما) إعداد جميع أسباب القوة لها بقدر الاستطاعة. ( وثانيهما) مرابطة فرسانهم في ثغور بلادهم وحدودها ، وهي مداخل الأعداء ومواضع مهاجمتهم للبلاد ، والمراد أن يكون للأمة جند دائم مستعد للدفاع عنها إذا فاجأها العدو على غرة ، قاومه الفرسان ، لسرعة حركتهم ، وقدرتهم على الجمع بين القتال ، وإيصال أخباره من ثغور البلاد إلى عاصمتها وسائر أرجائها ، ولذلك عظم الشارع أمر الخيل وأمر بإكرامها. وهذان الأمران هما اللذان تعول عليهما جميع الدول الحربية إلى هذا العهد التي ارتقت فيه الفنون العسكرية وعتاد الحرب إلى درجة لم يسبق لها نظير ، بل لم تكن تدركها العقول ولا تتخيلها الأفكار.
ومن قواعد الأصول أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فالواجب على المسلمين في هذا العصر بنص القرآن صنع المدافع بأنواعها والبنادق والدبابات والطيارات والمناطيد وإنشاء السفن الحربية بأنواعها ، ومنها الغواصات التي تغوص في البحر ، ويجب عليهم تعلم الفنون والصناعات التي يتوقف عليها [ ص: 54] صنع هذه الأشياء وغيرها من قوى الحرب بدليل: ما لا يتم الواجب المطلق إلا به فهو واجب " وقد ورد أن الصحابة استعملوا المنجنيق مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة خيبر وغيرها. وكل الصناعات التي عليها مدار المعيشة من فروض الكفاية كصناعات آلات القتال.
أما المال الذي يتحرك في العلاقات كثمن لها، تماماً كما هي السلع المعروضة في السوق، فإنه قد يعطي صاحبه موقعاً متقدماً في حركة الواقع، وقد يحصل على بعض الامتداد في آفاق الربح، ولكنه لن يستطيع أن يمنحه قلباً وروحاً وحياة ووحدة شعور، ولذلك لم يستطع المال أن يحقق إنسانية العلاقة بين الأغنياء والفقراء، أو بين الحاكمين والمحكومين، ولكن الفكر والإيمان والخير استطاعت أن توحّد القلوب، وتقارب بين المواقف. {وَلَـكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}، لأن بيده أسرار القلوب، وخفايا النفوس، وأعماق الأرواح، يقلِّبها كيف يشاء ويحوِّلها كما يريد. إسلام ويب - تفسير المنار - سورة الأنفال - تفسير قوله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم - الجزء رقم5. {إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، فلا يغلب في عزته، ولا يُعارض في حكمته، فمن إرادته تكون الأشياء، ومن حكمته تأخذ طريقها إلى مواقع الهدى والنجاح. ـــــــــــــــــ (1) البحار، م:20، ج:58، ص:91 ـ 92، باب:43، رواية:29.
[الفرق بين الهبة والهدية والعطية] يقول المصنف رحمه الله: [باب الهبة والعطية] هناك فرق بين الهبة والعطية، يقال: وهب الشيء يهبه هبةً إذا منحه للغير. والعطية في معنى الهبة؛ لكن العلماء رحمهم الله يفرقون بين الهبة والعطية، فهناك هبة وهناك هدية وهناك عطية، وهناك صدقة. فأما بالنسبة للهدية فهي الشيء الذي يحمله الإنسان للغير إكراماً له وإجلالاً، فإذا أعطى إنسانٌ إنساناً شيئاً وحمل الشيء إليه، فإن هذا هدية. لكن الهبة لا تُحمل، يقول له: خذ هذا الشيء، أي: وهبته لك. فإذاً: الهدية فيها معنىً زائدٌ عن الهبة، فالهبة من حيث الأصل تمليك، ويُقصَد بها تمليكُ الغيرِ المالَ الذي يملكه الواهب على سبيل المعروف والإحسان، لا معاوضة فيه، فإذا وهبت الشيء وحملته للموهوب فهذا هو معنى الهدية، وأما إذا قلت له: خذ هذا الشيء، وارفع هذا الشيء، وهذا الشيء لك، فقد وهبته. الفرق بين الهبة والعطية والصدقة - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأما بالنسبة للعطية: فالعطية تكون لما بعد الموت، يهبه ويعطيه الشيء لما بعد موته، مسنداً لما بعد موته. وأما بالنسبة للصدقة: فالهبة والهدية إذا أعطاها الإنسان غالباً ما تكون لحظوظ الدنيا، وقد يكون فيها معنى العبادة كما ذكرنا؛ لكن الصدقة تُعطَى وتُبذَل ويُراد بها وجه الله سبحانه وتعالى، ويطلب المتصدق والمعطي ما عند الله عزَّ وجل، بخلاف الهبة والهدية فإن الهدية قد يعطيها من باب كسب القلب، وهذا أمر قد يكون دنيوياً، خاصةً إذا كان يخشى شر الإنسان فأعطاه الهدية ونحو ذلك، فهذه كلها مقاصد دنيوية، لكن الصدقة تكون العطية فيها مراداً بها وجه الله سبحانه وتعالى، ويُقصَد منها التقرب إليه جلَّ وعَلا.
الفرق بين الهبة والهدية تدخل ألفاظ الهبة والهدية في عموم العطايا، وتعني الهدية بالتحديد إعطاء شيءٍ إلى شخصٍ ما، من أجل التودّد إليه أو التقرّب منه، وإن لم يقصد بها أيُّ غرض فإنّها هبة وعطية ونحلة، وهناك بعض الفروق البسيطة بيْنهما، مثل [١] [٢]: الهدية الهبة يقصد بها الإكرام والتودُّد. يقصد بها النفع. تختصّ بأشياء منقولة لإكرام وتعظيم المُهدى إليه. تختصّ بأشياء منقولة وغير منقولة. الدرر السنية. الغالب أن تكون من الأدنى إلى الأعلى؛ لأنّه لا يريد أن ينفع الأعلى، وإنما يريدُ التقرب منه. الغالب أن تكون مع المتساوي أو مع من هو دون الواهب. أدلة على فضل الهبة والهدية تُوضّح الكثير من الأحاديث النبوية والآيات الكريمة فضل الهبة والهدية ، ومن بينها ما يأتي [٣]: الهدية مستحبة عند العلماء، وقد وَرَدَ ذكرها في القرآن الكريم على لسان بلقيس، لقوله تعالى: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) [٤] ، ولم يقبلها سليمان عليه السلام؛ لأنّه أحسّ أنّها من أجل صرفه عن دعوة قوم سبأ. حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على فضل الهدية في إفشاء المحبة بين المسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم في المقابل يُهدي هدية أخرى للمُهدي، وكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها.
المراجع ↑ "الفرق بين الهبة والعطية والصدقة" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف. ↑ "الفرْقُ بيْنَ الهِبةِ والهَديَّةِ" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف. ↑ أمين بن عبدالله الشقاوي (21/10/2017)، "الهدية" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف. ↑ سورة النمل، آية:35 ↑ رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:91، صحيح. ↑ عادل شاهين، كتاب أخذ المال على أعمال القرب ، صفحة 76. بتصرّف. ↑ "أيهما أفضل الهدية أم الصدقة ؟" ، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. الفرق بين الوصية والهبة - إسلام ويب - مركز الفتوى. بتصرّف. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في التلخيص الحبير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:104، حسن. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:1623، صحيح. ↑ "حكم الهبة والوصية لبعض الورثة دون بعض" ، إسلام ويب ، 29/11/2016، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
تاريخ النشر: الأحد 23 شعبان 1432 هـ - 24-7-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 161289 57518 0 421 السؤال ما الفرق بين الهبة والعطية والصدقة ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فإن هذه الألفاظ كلها تدخل في عموم العطية، فمن دفع شيئا إلى شخص محتاج يريد به ثواب الآخرة فهذه تسمى صدقة. وإن أعطى أحدا شيئا من أجل التودد إليه أو محبته أو نحو ذلك فيسمى هدية، وإن لم يقصد شيئا من ذلك كان هبة ونحلة وعطية.
هناك بعضُ الفروقِ بيْن الوصيَّةِ والهِبةِ، ومِن هذه الفروقِ: 1- أنَّ الهِبةَ تبرُّعٌ مُنجَزٌ في الحالِ إذا قُبِضَت في الصِّحَّةِ، وأمَّا الوصيَّةُ فغيرُ مُنجَزةٍ؛ لأنَّها لا تُملَكُ إلا بعْدَ موتِ الموصِي [21] ((بدائع الصنائع)) للكاساني (7/333)، ((الجوهرة النيرة)) للحدادي (2/296). 2- الموهوبُ له يَتملَّكُ الهِبةَ فَورَ القَبولِ والقَبضِ لها، ولا رُجوعَ للواهبِ فيها إذا قُبِضَت، أمَّا الموصَى له فلا يَتملَّكُ العَينَ الموصَى بها إلا بعْدَ موتِ الموصِي، فيَملِكُ الموصِي الرُّجوعَ فيها في حياتِه ولو قبَضَها الموصَى له في تلك الفترةِ [22] ((الأم)) للشافعي (4/102)، ((الكافي)) لابن عبد البر (2/999). 3- الهِبةُ تَخرُجُ مِن جميعِ مالِ الواهبِ، إلَّا أنْ يكونَ في مرَضِ الموتِ، فتُحَدَّ بالثُّلثِ، في حين أنَّ الوصيَّةَ لا تَتجاوزُ الثُّلثَ إلا بإجازةِ الورثةِ [23] ((المغني)) لابن قُدامة (6/146)، ((السيل الجرَّار)) للشوكاني (ص: 630). 4- لا تصِحُّ الهِبةُ مِن المحجورِ عليه، والوصيَّةُ تصِحُّ منه؛ لأنَّها لن تُنفَّذَ إلا بعدَ قضاءِ الدَّينِ [24] ((الكافي)) لابن عبد البر (2/999)، ((المغني)) لابن قُدامة (6/216).
كتابُ الطَّهارةِ كِتابُ الصَّلاةِ كتابُ الزَّكاةِ كتابُ الصَّوم كتابُ الحَجِّ كتاب اللباس والزينة كتابُ الأطْعِمةِ كتاب التَّذْكيةِ كتاب الصَّيْدِ كتاب العَقيقةِ كتابُ النِّكاحِ كتابُ الطَّلاقِ كِتابُ الخُلعِ كتابُ الإيلاءِ كِتابُ الظِّهارِ كِتابُ اللِّعانِ كِتابُ العِدَّةِ كِتابُ الرَّضاعِ كِتابُ الحَضانةِ كِتابُ النَّفَقاتِ كتابُ الحُقوقِ المُتعَلِّقةِ بالأُسرةِ المَسائِلُ المُتعَلِّقةُ بالأُسرةِ مِن كِتابِ الوَقفِ، والهِبةِ والعَطيَّةِ، والوَصايا كتابُ الأيمان كتابُ الأوقاف كِتابُ الوَصَايا كِتابُ الهِبَات كِتابُ البَيعِ
اما الوصية فهي ليست واجبة بل الوصية هي مستحبة، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين، إلا ووصيته مكتوبة عنده» وبذلك يتضح أن الاختلاف بين الوقف والوصية، هو أن الوقف المنع والحبس للمال من حيث عينه، أما منفعته فيتم تسبيلها، أما الوصية فهي تمليك بعد الموت ، أما التشابه بينهما فهو يكمن في أن كل منهم يخرج الملكية من يد الشخص للشئ إلى غيره. الشبه والاختلاف بين الوقف والهبة أما بالنسبة للوقف والهبة فكما سبق في بيان الوقف أنه منع الأصل وحبسه، مع المنع من التصرف في هذا الأصل، بأي نوع من أنواع التصرف، ليتم صرفه في أعمال الخير، أما الهبة فهي تقوم على دفع مال أو شئ بغرض التمليك للانتفاع به والتصرف فيه. وبذلك يكون وجه الشبه بين الوقف والهبة أن كلاهما مال يخرج من ذمة صاحبه لغيره، أما الاختلاف بينهما فهو أن الوقف يتم خبس المال مع إخراج ما ينتفع به منه مثل حبس الأرض والانتفاع بإيجارها، أما الهبة فهي ينتفع بها من يتم وهبها له ويتصرف فيها كيف شاء. الشبه والاختلاف بين الوقف والصدقة أما الصدقة فهي حسب ما جاء في الأيات {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92]، هي الإنفاق في سبيل رضا الله، وللصدقة في الاسلام أجر عظيم، وتختلف حتى البسمة في وجه الأخ صدقة.