وقد بدأ رحلته، مواصلاً قطع مسافة مقدارها 20 إلى 30 كيلومتراً يومياً، وكان ينام في الشوارع أو المساجد، معتمداً على ضيافة أهل الخير لتدبير المأكل والمشرب أثناء رحلته، حيث لم يكن معه إلا 200 يورو. غير أن الجهات المسؤولة عندما عرفوا ظروفه استضافوه وأغدقوا عليه، وسفروه بالطائرة بعد أن أدى فريضته إلى بلده معززاً مكرماً، واستقبلوه هناك استقبالاً حافلاً، وأصبح (نجم ستار). ويبدو أن أحد أقاربه عرف عن الحصيلة التي رجع بها، فأراد أن يحذو حذوه في هذه السنة لينال ما ناله، وفعلاً انطلق على قدميه من البوسنة. سبقك بها عكاشة | عندئذ قال الرسول - YouTube. وبعد أن قطع المسافة متجاوزاً صربيا ثم بلغاريا ثم تركيا، وما إن وصل إلى سوريا وقبل أن يدخل الأردن - وهي نصف المسافة تقريباً - وإذا به يسمع أن الدخول إلى السعودية ممنوع بسبب الوباء. وتوقف المسكين لا ناله لا عنب الشام ولا بلح اليمن، وما نابه غير التعب وهو الآن محجور كالجربوع في سوريا لا يستطيع حتى الرجوع إلى بلده، وانطبقت عليه مقولة: (سبقك بها عكاشة)، ولدينا مثل عامي يقول: (من سبق لبق).
وقال: { فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} فاطر(8). ولذلك فقد أراه الله أنبياء ليس معهم إلا رجل ورجلان، ومنهم من ليس معه أحد!. 3- بيان فضيلة رسول الله وشرفه، حيث كان أكثر الأنبياء وأفضلهم أتباعاً. 4- كلّ أمةٍ تحشر لوحدها مع نبيها، قال -تعالى-: { وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الجاثية(28). 5- أن على الداعية إلى الله أن لا يغتر بكثرة أتباعه، وأن لا يحزن لقلتهم، ولكنه مع ذلك عليه أن لا يزهد في القلة، بل عليه العمل والسعي لتكثيرهم كماً وكيفاً. 6- اتبع الحق وتمسك به وإن كنت لوحدك، فبعض الأنبياء يأتي يوم القيامة وليس معه إلا رجل واحد أو رجلان، وبعضهم ليس معه أحد. 7- فضيلة التوكل على الله، وصدق الاعتماد عليه، وتفويض الأمور إليه. 8- حرص الصحابة على الجنة وتسابقهم لنيلها، وعملهم على أن يكونوا من أهلها، فقد باتوا ليلة كاملة يخوضون في الحديث عن أولئك السبعين ألفاً الذين يدخلونها بغير حساب ولا عقاب. 9- أن الجنة لا بد لها من عمل، فقد نال هؤلاء الجنة بفضل الله ورحمته ثم بعملهم لما يقربهم منها، وبعدهم عما يبعدهم عنها.
وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم: والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام، فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم، ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم. فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم. وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة [13]. بعض المواقف من حياته مع الرسول في البخاري حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيلَ: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ.