مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 16/12/2019 ميلادي - 19/4/1441 هجري الزيارات: 16444 أعظم ذنب عُصيَ اللهُ به حديثنا اليوم عن أعظم ذنبٍ عُصي الله تعالى به، وهو مُنافٍ للإيمان بالله وتوحيده، ألا وهو الشرك بالله تعالى. قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان:13]، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أَنْ تَجْعَلَ لِله نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»؛ [متفق عليه]، والنِّدُّ: يعني الشريك. والشرك نوعان: شركٌ أكبر، وشركٌ أصغر: ♦ فالشرك الأكبر: هو أعظم الذنوب، ولا يَغْفره الله إلا لمن تاب، وهو مُحبِط لجميع الأعمال، ومن مات عليه فهو خالد مُخلَّدٌ في النار والعياذ بالله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 65، 66].
وأما الثاني -عباد الله-: فأن يعرف الإنسان نفسه وكيف نشأ؟ وما هي أطوار خلقه؟ وكيف أنه عبدٌ ذليل ومخلوقٌ ضعيف؛ فينظر كيف أنه كان قبل لم يكن شيئا مذكورا، ثم خُلق من تراب، من طين لازب، ثم من نطفة من ماء مهين، ثم كان علقة، ثم مضغة، ثم تطور في هذا الخلق إلى أن أصبح سميعًا بصيرًا ذا عقلٍ يتحرك ويتكلم، وكل ذلك بمنِّ الله ومدِّه جل في علاه. فإذا نظر الإنسان في هذه الأطوار عرف نفسه، وإلى هذا المعنى الإشارة في قول الله -تعالى-: ( قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ) [عبس: 17-22] فعلام الكبر وهذه الحال! أصلح الله أحوالنا أجمعين، وأعاذنا من الكبر وسبيل المتكبرين، ورزقنا التواضع للخلق ولزوم الحق واتباعه، وأعاذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. أعظم ذنب عصي الله به. وصَلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمَّد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ".
وأكثروا من الصلاة والسلاه على شفيع الورى في الموقف العظيم، «اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ وسلمت وباركت عَلَى آلِ سيدنا إِبْرَاهِيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» الختم بالدعاء.....
وحاصل هذه الآيات في أوائل سورة الأعراف أن هذه الخصلة -خصلة الكبر- سنةٌ سنَّها إبليس، ثم بعد ذلك بعد أن كانت سببًا في إهباطه وسفوله جدَّ واجتهد في أن يكثِّر من أتباعه في هذه السنة، ونصب لهذا الإنسان أنواعًا من الحبائل والمصائد حتى يجعله من المؤتسين به في هذا الكبر؛ ولهذا -عباد الله- من يتكبر من الناس فأستاذه الشيطان، وقدوته إبليس. نعوذ بالله -جل في علاه- من أن نكون من المتكبرين، أو أن يكون فينا مثقال ذرة من كبر. خطبة مؤثرة عن الحسد. أيها المؤمنون: والكبر يتلخص في أمرين: رد الحق وعدم قبوله، والتعالي على الناس وازدراؤهم وانتقاصهم، روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ " ، فقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً؟ قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ " ، وبطر الحق: ردُّه وعدم قبوله والتعالي عليه. وغمط الناس: ازدراؤهم واحتقارهم وانتقاصهم. وجاء في الأدب المفرد بسند حسن: "قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟ هُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟" قَالَ: " لَا " قيلَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا نَعْلَانِ حَسَنَتَانِ، لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ؟" قيلَ: " لَا " قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا؟" قيلَ: " لَا " قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟" قَالَ: " لَا " قَالوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْكِبْرُ؟" قَالَ: " سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ ".
كيف يتكبر الإنسان وقد خلق من نطفة ثم يصير جيفة ثم لا يدري ما يفعل به!!! كيف يتكبر وقد خرج من مجرى البول يحمل العذرة في بطنه إنه لا كرم إلا بالتقوى ولا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى فلا نسب ولا حسب ولا مال ولا جاه ولا جمال يرفع الإنسان عند الله إنما يرفعه الإيمان والعلم قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) المجادلة الآية 11 وقال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات الآية 13 إن التقوى والأعمال الصالحة والصفات الحميدة من كسب الإنسان يمدح إذا اتصف بها أما اللون والنسب والطول والقصر والعروبة والعجمة فهي مقدرة على الإنسان لا سبيل إلى الخلاص منها ولا يمدح الإنسان بسببها.
كضرائرِ الحسْناءِ قُلْنَ لوجْهِها _ حسداً وبغضاً إنَّه لدميمُ. بوركتم. 10-03-2011, 08:54 AM قيِّم سابق تاريخ الانضمام: Dec 2008 السُّكنى في: رأس الخيمة التخصص: ربة بيت النوع: أنثى المشاركات: 1, 033 قال الإمام ابن الجوزي -رحمهُ اللهُ- في "زاد المسير" (تفسير سورة الفلق، 9/276): ( والحسد أخسُّ الطَّبائع، وأوَّل معصيةٍ عُصي اللهُ بها في السَّماء: حسَدُ إبليس لآدمَ، وفي الأرض: حسَدُ قابيل هابيلَ). وقال الإمامُ ابن القيم -رحمهُ الله- في "فوائده": ( أصول الخطايا -كلِّها- ثلاثة: 1- الكِبر، وهو الذي أصار إبليسَ إلى ما أصاره. 2- والحِرص، وهو الذي أخرج آدمَ من الجنَّة. أول ذنب عصي الله با ما. 3- والحَسَد، وهو الذي جرَّ [كذا! ولعلها: جرَّأ] أحد ابنَي آدمَ على أخيه. فمَن وُقي شرَّ هذه الثلاثة؛ فقد وُقي الشَّر. فالكُفر مِن الكِبر. والمعاصي من الحِرص. والبغيُ والظلم مِن الحسد). [فوائد الفوائد، 298] 23-12-2011, 03:35 PM تاريخ الانضمام: Jun 2011 التخصص: أعرابي من الأعراب المشاركات: 78 هذا الذي جعل القائل يقول كلام الأقران في بعضهم البعض يطوى ولا يروى لِما قد يكون بينهم من التنافس الغير شريف وكل من حصل له تميز فليحذر من أهل الحسد.