وكان سليم أطلع قائد الجيش العماد جوزف عون، على تفاصيل ما حصل والظروف التي رافقت غرق الزورق، حيث طلب الوزير التحقيق في كل الملابسات التي رافقت الحادثة، وجلاء الحقيقة.
وفي منطقة القبة جلس محمد دندشي "أبو جهاد" أسفل أحد المباني مع مجموعة من أهالي المنطقة منتظراً أي معلومة عن أفراد عائلته وقال "فقدت أحفادي التسعة، ماذا عساي أن أقول، لا أعلم شيئاً عنهم سوى أن الجيش تسبب بغرقهم". وأضاف "كنت على علم أن أبنائي الثلاثة بلال ورائد وعميد سيهاجرون، باعوا أثاث منزلهم واشتروا مع أبناء المنطقة المركب، وانطلقوا في الأمس مع زوجاتهم وأولادهم على أمل الخلاص من جحيم هذا البلد وإذ يرتكب الجيش جريمة موصوفة بحقهم ويغرق المركب غير آبه بأرواح من على متنه". تفسير حلم الغرق في البحر والخروج منه. وسبق أن وصف البنك الدولي أزمة لبنان بأنها "الأكثر حدة وقساوة في العالم"، مصنفاً إياها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر. وفي تقرير لـ"اليونيسف" صدر في شهر يوليو الماضي، تبين أن "أكثر من 30 في المئة من أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام، في حين لا تملك 77 في المئة من الأسر ما يكفي من غذاء أو مال لشراء الغذاء". وحسب المهاجرين على قوارب "الموت" الذين تحدثت معهم مفوضية اللاجئين، ظهر، كما قالت حرب "غالبيتهم سوريون، يليهم لبنانيون وعدد قليل من الفلسطينيين وجنسيات أخرى".
صراع مصطفى للبقاء على قيد الحياة باد على جبينه من خلال جروح عدة أصابته، قال بغصة "كانت الأمور تسير على ما يرام، لكن قبل أن نقطع المياه الاقليمية طاردتنا ثلاث زوارق لخفر السواحل، استمر سائق المركب الذي كنا على متنه في القيادة إلى وجهته فما كان من إحدى الزوارق الا أن اصطدم بمقدمة مركبنا، المرة الأولى كانت تحذيرية والثانية أغرقت المركب". لم يكن أحد يرتدي سترة نجاة، بحسب ما أكدت بارعة "عشت لحظات لا يمكن وصفها، صراخ الأطفال لا يزال يقرع أذني، الموت كان يحيط بنا من جميع الاتجاهات، وها أنا أقف اليوم هنا من دون أن أعلم مصير ابنتي، كان حلمنا الهروب من وطن لا يؤمن لشعبه أدنى حقوقه ومع هذا استكثر الجيش علينا ذلك"، مؤكدة "رغم مرارة التجربة سأعاود الكرة إن سنحت لي الفرصة فبين أن أعيش على قيد الموت في لبنان وأن أصارع الموت لأعيش حياة طبيعية في بلد آخر سأختار الخيار الثاني بالتأكيد". وفي الماضي، كانت قبرص، بحسب ما سبق أن قاله أحد المهربين لموقع "الحرة"، "هي الوجهة للمهاجرين من لبنان، بسبب قربها من الميناء حيث لا تستغرق سوى بضع ساعات للوصول إليها، أما الوجهة الثانية فكانت اليونان التي تحتاج إلى نحو يومين لبلوغها، ومنذ مدة أصبحت إيطاليا هي الوجهة كونها نقطة عبور إلى أوروبا، حيث لدينا عملاء فيها يساعدون من وصلوا من خلالنا للسفر إلى أي دولة أوروبية يرغبون بها شرط دفع 5 آلاف دولار إضافية".