رواية البحث عن الزمن المفقود للروائي الفرنسي الكبير مارسيل بروست الرواية في 7 أجزاء تباع كاملة من دار شرقيات وبترجمة إلياس بديوي النسخة جديدة وصلتني هدية من شخص وعندي نسخة أخرى فلا أحتاج إليها. السعر على السوم والتوصيل على المشتري 92947299 موظفو حراج لا يطلبوا منك رقمك السري أبدا فلا تخبر أحد به. إعلانات مشابهة
مؤمن الوزان يستمر بروست في الكتاب الثالث من سلسلة البحث عن الزمن المفقود في إكمال الوقائع الجديدة والمجريات التي تطرأ وتستجد مع بطله الذي يسرد متذكرًا وعائدًا بالزمن إلى الوراء بحثًا عن المعنى الضائع في الزمن الخالي لحياته. ينقسم الكتاب الثالث إلى قسمين رئيسين، وتتوزع أحداثه بوضوح في أربعة مواضيع: انتقال أسرة السارد إلى سكن جديد (شقة) بالقرب من منزل الدوق والدوق غيرمانت وبدء مراقبته للأخيرة وشغفه بها، علاقة سان لو بحبيبته راحيل، تدهور صحة جدته فوفاتها، العلاقات الاجتماعية لدى آل غيرمانت في منزل الدوق والدوقة. يتحول مسار الأحداث في هذا الجزء من العالم الداخلي لبطل الراوية الذي يسرد حياته، وما يعتلج في صدره من مشاعر ورغبات وفي فكره من ذكريات وأحداث، إلى العالم الخارجي المحيط وإن ابتدأت الرواية بالحديث عن تعلق وحب ومتابعة بشغف بالسيدة غيرمانت إلا أن الجو العام الذي كان له الحضور الأكبر هو العالم المحيط به. يراقب سارد بروست السيدة غيرمانت ويتحول بحبه وشغفه نحو هذه المرأة المتزوجة، الذي تكشف استمرار هذه الحيرة العاطفية التي يعيشها، والرغبة المحمومة العاشقة للأنثى التي لم تجد حتى اللحظة من يهدئ سورتها، ويداري فورانها الشبقي المتنامي، فهو كما تكشف اعترافاته دون إفصاح واضح منه وهو يجول في ماضيه ووقائعه- عن حب أو شبق تجاه من يراهن من النساء دون أن يكون هناك مبررات أو دوافع أو أمارات تتطلب منه المبادرة في العيش على خيالات حب، ومراقبة معشوقات، في وضع يكمل ما بدأه بجيليبرت ثم ألبرتين وأندريه.
(أُعيد تسمية إليليرس إلى إليليرس كومبراي في عام 1971 بمناسبة الاحتفالات بالذكرى المئوية لبروست). في عام 1882، في سن الحادية عشرة، أصبح بروست تلميذًا في مدرسة كوندورسيت، ولكن تعطل تعليمه بسبب مرضه. على الرغم من ذلك، تفوق في الأدب، وحصل على جائزة في عامه الأخير. بفضل زملائه، تمكن من الوصول إلى بعض صالونات البرجوازية العليا، ما زوده بمواد غزيرة لرواية البحث عن الزمن المفقود. على الرغم من حالته الصحية السيئة، خدم بروست عامًا (1889-1890) في الجيش الفرنسي، متمركزًا في ثكنات كولينغي في أورليانز، وهي تجربة قُدمت في حلقة طويلة في طريق غرمانتس، الجزء الثالث من روايته. عندما كان شابًا، كان بروست هاويًا وإنسانًا وصوليًا تعرقلت طموحاته بصفته كاتبًا بسبب افتقاره إلى ضبط النفس. ساهمت سمعته (متكبر هاوٍ) بسبب هذه الفترة في مشاكله اللاحقة في نشر طريق سوان، الجزء الأول من روايته واسعة النطاق، في عام 1913. في هذا الوقت، حضر صالونات جينيفيف هاليفي، أرملة جورج بيزيت ووالدة صديق طفولة بروست، جاك بيزيت، ومادلين لومير وليونتين ليبمان، أحد عارضات مدام فيردورين، ووالدة صديقه غاستون أرمان دي كيلافيت، الذي كان في علاقة حب مع خطيبته (جين بوكيه).
تلاه رفض رابع وخامس وسادس. بروست الذي لم يرضخ لليأس حاول الترويج لروايته بإرساله مقاطع منها للصحافة لشّد الانتباه. بعث باقتراح للصحيفة الأدبية «لا نوفيل روفو فرانسيز» قوبل بالرفض، ثم اختار مقاطع أخرى أكثر سهولة في متناول جمهور أوسع، هذه المرة لصحيفة «ألفيغارو» على أمل نشرها، لكنها رفضت هي الأخرى. وبهذا الخصوص يروي بروست لصديقة رينالندو هان الحادثة الطريفة التي أضحكته وأخجلته في آن واحد عن لجوئه لمدير «ألفيغارو» طمعاً في مساعدته على نشر روايته مستعيناً بهدية فاخرة، لينتهي الأمر باحتفاظ المدير بالهدية الفاخرة، دون أن يستجيب لطلب بروست أو حتى يتصل به. في نهاية المطاف، قرر بروست بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجهه نشر الرواية على حسابه الخاص، مؤكداً لصديقه لويس روبرت، بالعبارات التالية عن قوة إيمانه بعمله، «من الطبيعي أن أبذل قصارى جهدي من أجلها (الرواية)... أنا أتصرف كما يتصرف أب مع ابنته». بروست أوكل المهمة لبرنار غراسي الذي كان وقتها ناشراً مبتدأً مقابل مبلغ 1750 فرنكاً، الذي كان وقتها مبلغاً مرتفعاً. في كتابه «مارسيل بروست في بحثه عن ناشر» (دار نشر «أوروبان») يروي المؤلف فرانك لومو، أن بروست رغم تمويله الذاتي للكتاب إلا أنه كان يشرف بنفسه على عملية النشر بكل تفاصيلها وبدقة شديدة، حيث قام بتحديد عدد أسطر كل صفحة بخمسة وثلاثين وعدد الكلمات بخمسة وأربعين إلى خمسين.
ويطرح سؤال في وسط كل هذا من السارد؟ هُوية السارد وحقيقته إن معرفة هوية السارد السؤال الذي قد يشغل أي قارئ، فهل "سارد بروست" يمثل بروست الحقيقي أو بروست المتخيّل أو نظيرا له؟ تبدو الاحتمالات مفتوحة لا سيما وأن سارد بروست يذكر أحداثا وقعت له ووقعت فعلا لبروست الحقيقي مثل إصابته بالربو، وكذلك ذكره لقضية دريفوس في نهاية القرن التاسع عشر في فرنسا. لا يتوقف الأمر عند هذا لكن هذا السارد أيضا يمتاز يمتاز بقدرات السارد العليم في عدة مقاطع ويندمج فيه مع السارد المتكلم كما في المثالين أدناه: – ولعل ذلك التبدل لم يكن خارقا بمقدار ما كان يرى السيد "دو نوربوا". ذلك أن "أوديت" ما اعتقدت أن "سوان" سوف يتزوجها في النهاية. وفي كل مرة كانت تنقل إليه على نحو مغرض أن رجلًا محترمًا أقدم على الزواج من عشيقته تراه يلوذ بصمت القبور، وأكثر ما يفعل، إن هي وجهت إليه نداءً مباشرًا تسأله: "قل، ألست ترى أن ذلك حسن جدًا"، أن يجيبها ببرود: "ولكني لا أقول إن ذلك سيئ، فكلٌّ يفعل ما يحلو له. "
ففي الكتاب الأول، نرى السارد وأبويه وجديّه وأقاربهما وفرانسواز معا، يظهرون كلًّا واحدًا، وكذا الحال في أمسيّات سوان عند آل فيردوران، ثم في الكتاب الثاني في بالبيك، وبعدها مع البنات ألبرتين وإدموند وجيزيل، ثم عند آل غيرمانت. كل هذه الشخصيات الرئيسة والثانوية يبني بعضها بعضًا وتصنع جميعًا الحدث تلو الحدث لتتحرك عجلة الرواية باستمرارية رقراقة لا تتضعضع ولا تتقهقر. حتى عند البناء الفردي لبعض الشخصيات كـ سان لو مثلًا فالتقديم له ثم عرضها تدريجيًا لا يخرج من ثنائية سارد بروست – الشخصية (المقصودة)، فهو بناء ثنائي يرتبط بسارد بروست، الذي تتمحور حول أحداث السلسلة، ولا تخرج الشخصيات المحيطة به عن مداراته التي يعرف كل مآلاتها ثم سرعان ما تدخل معه شخصيات مرتبطة بالشخصية (المقصودة)، وهكذا يستمر البناء للشخصيات ما بين بناء ثنائي ثم ثلاثي فأكثر فجماعي، يتداخل بناء في آخر تداخلًا لا يعكر شكل هذا البناء أو ذاك، أو يشوه الصورة التي يرسمها أو حتى أن يضيع المشهد الذي تصوره كاميرا بروست. فالبناء السردي هنا يشبه صناعة السجاد ذي اللوحات الكثيرة الألوان والأشكال الفنية هي عبقرية فنية لا تخرج إلا من بين أنامل عقلية روائية فذة، وقامة أدبية لا يشق لها غبار.