لذا نجد أن سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله (مفتي عام المملكة السابق) أفتى بأن زواج المسيار حرامٌ لأن فهمَ كثير من الناس له فهمٌ غير شرعي [ينظر مجموع فتاوى ابن باز 20/438].
طرح على موقع … " زواج المسيار " ، فما هذا الزواج ؟ وهل هو حلال أم حرام ؟. الحمد لله أولاً: زواج المسيار هو: أن يعقد الرجل زواجه على امرأة عقدًا شرعيّاً مستوفي الأركان والشروط ، لكن تتنازل فيه المرأة عن بعض حقوقها كالسكن أو النفقة أو المبيت. والأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الزواج كثيرة ، منها: 1. ازدياد العنوسة في صفوف النساء بسبب انصراف الشباب عن الزواج لغلاء المهور وتكاليف الزواج ، أو بسبب كثرة الطلاق ، فلمثل هذه الأحوال ترضى بعض النساء بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وتتنازل عن بعض حقوقها. 2. احتياج بعض النساء للبقاء في بيوت أهاليهن إما لكونها الراعية الوحيدة لبعض أهلها ، أو لكونها مصابة بإعاقة ولا يرغب أهلها بتحميل زوجها ما لا يطيق ، ويبقى على اتصال معها دون ملل أو تكلف ، أو لكونها عندها أولاد ، ولا تستطيع الانتقال بهم إلى بيت زوجها ونحو ذلك من الأسباب. الشيخ ابن باز وزواج المسيار - عالم حواء. 3. رغبة بعض الرجال من المتزوجين في إعفاف بعض النساء لحاجتهن لذلك ، أو لحاجته للتنوع والمتعة المباحة ، دون أن يؤثر ذلك على بيته الأول وأولاده. 4. رغبة الزوج أحياناً في عدم إظهار زواجه الثاني أمام زوجته الأولى لخشيته مما يترتب على ذلك من فساد العشرة بينهما.
وذلك أن الليل هو عماد القسم. لكن لا بد هنا من التنبيه على أمور مهمة: أحدها: أن هذا الحكم مشروط برضا الزوجة وموافقتها عليه؛ لأنه حق لها لا يجوز للزوج هضمها إياه. فإذا أجبر الزوج المرأة على إسقاط حقِّها من القسم أو المبيت فإنه يكون ظالماً لها لأنه لم يوفها حقّها. حكم زواج المسيار ابن با ما. الأمر الثاني: أن هذا الأمر لا يجوز اشتراطه في عقد النكاح، فإن وُجد في العقد اشتراط أن المرأة ليس لها ليلة، أو ليس لها نفقة. فإن هذه الشروط ليست صحيحة بل تكون باطلة والعقد صحيح. وإنما يجوز للمرأة أن تسقطها بعد العقد. الأمر الثالث: أن للمرأة الحق شرعاً أن تعود فيما قالته، فلو رضيت بإسقاط ليلتها مثلاً لظرفٍ ما ككون أحد والديها مريضا، ثم أرادت بعد ذلك أن ترجع جاز لها ذلك، ووجب على الزوج العدل بين الزوجات في ذلك. الأمر الرابع: أن بعض أهل العلم قد يحكم بحرمة هذا العقد لما يصاحبه من سوء التصرف والظلم للمرأة في كثير من صوره، فقد يكون الزواج سرياً غير مُشهد عليه، أو تصاحبه نية الطلاق، أو غير ذلك من الأمور. لذا نجد للأسف أن كثيراً من الناس عندما يتحدثون عن زواج المسيار فإنما يتحدثون عن صورةٍ غير الصورة التي ذكرتها في مقدمة حديثي، ولا يمكن بحال أن تكون جائزة.