ومع ذلك، فإن هذه الدراسات لا تكشف سوى جزء بسيط من القصة. نعلم من التجربة أن العمل في المكتب مع الزملاء يؤدي إلى تواصل أقوى، وتعاون أفضل، وتفاعلات أكثر عفوية. وينتج عن ذلك زيادة في جودة العمل والقدرة على رؤية الأهداف طويلة الأمد، ما يؤدي إلى فوائد طويلة الأجل للموظفين. ويمكن الحفاظ على نواتج التعلم والمهارات المكتسبة بشكل أفضل عندما تُكتسب شخصياً. أما في مكالمات الفيديو، فهناك ميل واضح من مشاركين للخروج من العمل والتشتت، وهي ظاهرة محبطة جداً لمدراء العمل وتؤدي بمرور الوقت إلى نمو أبطأ في المهارات والتعلم. العمل عن بعد... بعيدا عن ايجابياته ما هي أبرز مشاكله؟. كما أن بعض أفضل فترات التعلم في المكاتب تحدث بعد الاجتماعات أو في الممر أو أثناء الأحاديث المؤقتة القصيرة، حيث يناقش الموظفون ما تعلموه ويتبادلون الخبرات. أما في العمل عن بُعد، فإن هذه الفرصة تضيع عند النقر فوق الزر "إنهاء الاجتماع". ويساعد التعاون المكتبي الموظفين على النظر إلى ما هو أبعد من فريقهم المباشر والتفكير بالشركة ككل. وعلى النقيض من ذلك، يمكن أن يؤدي عمل الموظفين بمفردهم في المنزل إلى عزل الناس في مشاريعهم الخاصة والحد من الاتصال بالأشخاص الذين يعرفونهم بالفعل. فعلى سبيل المثال، طلب مني أحد الزملاء مؤخراً الانضمام إلى مكالمة لأنني كنت في المكتب مبكراً، مما سمح لي بالمساهمة والتعلم من أحد مجالات عمل الشركة خارج مجموعتي المعتادة.
رسميا، العمل عن بعد يمكن أن يجعل الشركات أكثر فعالية. مع مجموعة متنوعة من الدراسات والدراسات الاستقصائية، هناك أدلة واضحة على أنه إذا تمت إدارتها بشكل جيد، يمكن أن يساعد العمل عن بعد الشركات على زيادة إنتاجية الموظفين بنسبة تصل إلى 7. 6٪. ما هو العمل عن بعد - كيف أعمال. العمل عن بعد: كيف غير الوباء عادات عملنا؟ تذكر الأيام التي كان فيها العمل من المنزل بمثابة ميزة مؤقتة للموظف؟ ربما كنت تنسجم في العمل في المنزل بينما تنتظر تسليما مهما. أو ربما كنت بحاجة إلى العمل عن بعد مرة واحدة في الأسبوع للتأكد من أنك يمكن أن تحضر أطفالك من المدرسة في الوقت المحدد؟ ولكن بعد أن جاء كوفيد-19 عطل على طول أنماط عملنا إلى الأبد. أصبح العمل من المنزل تجربة جديدة للعديد من الموظفين. استمر العاملون الرئيسيون في "العمل كالمعتاد"، وتمتع الموظفون الذين خرجوا من العمل على مضض بإجازة طويلة من العمل. لكن قسمًا كبيرًا من المجتمع خصص جزءًا من منزله لمساحة مكتبية وتعلم كيفية التعامل مع الحيوانات الأليفة أو الأطفال الذين يقطعون مكالماتهم على Zoom. وشهدت المملكة المتحدة نسبة الموظفين عن بعد أكثر من الضعف خلال الجائحة، مع احتمال أن يعمل من هم في أدوار مهنية وإدارية من منازلهم.
قلق الانفصال من جهته، أكد آدم جافيش، الرئيس التنفيذي لشركة "دو كونترول" (DoControl)، وهي مزود لخدمات الأمان في مدينة نيويورك، أن العمل عن بُعد يجعل الموظف يشعر بمزيد من الانكشاف، "فهناك شعور بالأمان عند الوجود في مكتب مادي، لذا فإن استبعادك من تلك البيئة يزيد فقط من القلق عندما يتعلق الأمر بالأمن والخصوصية". وأضاف في تصريحات لمنصة تيك نيوز ورلد أوردها الكاتب في تقريره "من الطبيعي أن يشعر المرء بمزيد من الضعف نتيجة للانفصال الجسدي والعزلة عن بقية زملائه في العمل". وبالإضافة إلى الشعور بالقلق من الانفصال، يجد العاملون عن بعد أنفسهم فجأة مثقلين بواجبات أمنية إضافية وهو ما يزيد من القلق. وأوضح جافيش "هذا يعني أنهم مسؤولون عن إنشاء وإدارة كثير من كلمات المرور الجديدة، وتحميل البرامج المطلوبة وتثبيتها بالإعدادات الصحيحة، حيث إن الإعدادات الافتراضية للتطبيقات ليست في الغالب الأكثر خصوصية ولا أمانا". ما هو العمل عن بعد بحث. قد تسهم هذه الواجبات الإضافية في القلق الأمني، لكنها يمكن أن تسهم في زيادة الوعي الأمني أيضا. وفي هذا السياق أوضح كريس هوك، خبير خصوصية المستهلك في مؤسسة "بيكسل برايفسي" (Pixel Privacy)، وهي منصة متخصصة في أمن المعلومات وحماية الخصوصية، "من المحتمل أن تُطالب بإجراء تحديثات النظام والتطبيقات الخاصة بك، وهذا يعني أن عليك قراءة المزيد عن مواضيع الأمان والخصوصية، وذلك سيجعل الموظفين العاملين عن بعد أكثر معرفة ووعيا مما كانوا عليه أثناء العمل من المكتب".
ذكرت "الجزيرة" أن العمل عن بعد كان أمرا نادرا قبل عقد من الزمان، فقد كان العمل من المنزل متاحا فقط في حالات خاصة جدا، وكان يُعدّ أمرا مؤقتا في جميع الحالات تقريبا، ولكن ومع وصول جائحة كورونا التي أصابت العالم كله أصبح العمل عن بعد أمرا ضروريا، لا لاستمرار دورة العمل فقط، بل لاستمرار الحياة نفسها. ما هو العمل عن بعد ابوظبي. وقد اعتقد كثيرون في عام 2020 أن العمل عن بعد سيكون أمرا مؤقتا، وسينتهي مع انتهاء الجائحة، ولكن ها نحن في عام 2022 وما زال العمل عن بعد موجودا ويتوسع ويتجذر يوما بعد يوم، حيث اكتشف أرباب العمل والعمال أنفسهم الفوائد العديدة التي يجنيها الجميع من هذه الطريقة في العمل. وفي الواقع، هناك نحو 16% من أصحاب الشركات في العالم لا يقبلون تعيين أي موظف في المكاتب، ويريدون أن يكون أداء العمل بالكامل عن بعد، وهذا النهج في اتساع مستمر، حيث يرى 32% من أصحاب العمل أن إنتاجية الموظفين قد ازدادت منذ أن بدأ موظفوهم العمل من المنزل، وفي دراسة أجرتها مختبرات "أو دبليو إل" (Owl labs) فقد قدرت أن 22% من القوى العاملة في أميركا (36. 2 مليون أميركي) سيعملون عن بعد بالكامل في عام 2025، وذلك كما ذكرت منصة "أبولو تيكنيكال" (ApolloTechnical) في تقرير حديث لها.