[٧] أوصاف الإنسان في سورة العلق وردت في سورة العلق بعض صفات الإنسان، وهي: قال -تعالى-: (إنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى* إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى)، [٨] أي أنّ الإنسان يتكبّر ويتمادى ويتجاوز حدّه في ارتكاب الآثام والمعاصي، ويستغني عن الهداية والرجوع إلى الصواب ويصيبه الغرور بما يملك من الأموال والأولاد، فينذره الله -تعالى- بالآيات الكريمة بأنّ رجوعه سيكون إليه -عزّ وجل-، لذا عليه المسارعة بالتوبة، والقيام بالأعمال الصالحات. [٩] قصة أبي جهل في سورة العلق قال -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى* عَبْداً إِذا صَلَّى* أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى* أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى* أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى* كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ* كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ). [١٠] نزلت هذه الآيات الكريمة في أبي جهل، فقد قال أبو جهل يوماً: "إن رأيتُ محمداً يُصلّي في الكعبة سأدوس بقدمي على عُنُقِه"، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي عند الكعبة، لم يتحرّك ولم يقُم بما كان يتوعّد رسول الله به، فقالوا له:" ما لَك؟ فقال لهم: لقد رأيت بيني وبينه خندقاً مليئاً بالنيران"، والخندق عبارة عن حفرة كبيرة، فلم يستَطِع أبو جهلٍ الوصول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو فعل لأخذتْهُ الملائكةُ عَيانًا).
ويقول النابلسي رؤية سورة العلق في المنام تدلّ على العلم والخضوع لله تعالى، ومن رأى أنه يقرأ سورة العلق في الحلم فإنه ينال تهديداً من إنسان، ومن سمع شخص يقرأ عليه سورة العلق في المنام فإنه يرزقه الله الفصاحة والعلم والبراعة، وتشير رؤية الاحتفاظ بسورة العلق مكتوبة في الحلم إلى الأمان من شر إنسان يكيد للرائي المكائد. يقول ابن شاهين من قرأ سورة العلق في المنام برزقه الله العلم والقرآن، وربما دلّت رؤية قراءة سورة العلق في الحلم على فصاحة اللسان والحكمة، وقيل من قرأ سورة العلق ورتلها في المنام فإنه يكون قارئ للقرآن وعالماً عاملاً، وتشير رؤية كتابة سورة العلق في الحلم إلى القيام بالأفعال الحميدة، وقيل تلاوة سورة العلق في المنام تهديد من إنسان. سورة العلق تفسير للاطفال. قال ابن غنام من قرأ سورة العلق في المنام فإنه يرزق الكفاية، وربما دلّت رؤية قراءة سورة العلق في الحلم على عيش الرائي صالحاً موفقاً في دنياه، وتشير رؤية سورة العلق مكتوبة في المنام إلى الخضوع لله والتواضع مع الناس، ويقول الإمام الصادق من قرأ سورة العلق في المنام يكون حميد الأفعال متواضعاً، والله أعلم. قراءة سورة العلق في المنام تدلّ على تعلم القرآن وفهمه واتباع أحكامه ، وقيل حلم قراءة سورة العلق يدلّ على التقوى والهدى، وقراءة سورة العلق في الصلاة في المنام تدلّ على التواضع في القول والفعل.
فأول شيء [ نزل] من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات وهن أول رحمة رحم الله بها العباد ، وأول نعمة أنعم الله بها عليهم.