يقولُ الله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء:130] ففي بعضِ الأحيانِ إذا حدثَ الطلاقُ يُوسِّعُ اللهُ تعالى على الرجلِ أو علَى المرأةِ أو علَى كليهما، فيكونُ الخيرُ والسَّعةُ في الطلاقِ، وهذا معنىً عظيمٌ أظهرتْهُ الآياتُ، فقدْ يرزقُ اللهُ منْ سَعَتِهِ الرجلَ أو المرأةَ، فلا يكونُ الطلاقُ هو المخرجُ فحسب، بلْ تتحققُ به السعادةُ. فعندما يكون بقاءُ العلاقةِ الزوجيةِ لا يمكنُ أنْ يُحقِّقَ ذلكَ معَ كلِّ الوسائلِ المقرونةِ بالصبرِ، فعندها يكونُ الطلاقُ هوَ الحلَّ، فقدْ يُبْدِلُ اللهُ الزوجَ خيرًا منْ زوجتِه، ويُبدلُ اللهُ المرأةَ خيرًا منْه، وكمْ سَعِدَ أناسٌ كانوا في شقاءٍ وعنتٍ وصعوبةٍ وشدةٍ، ولَمّا حدثَ الفِراقُ فإذا بالرجلِ يتزوجُ بامرأةٍ أخرى، ويَسعدُ سعادةً عظيمةً، وكذلكَ هيَ تتزوج بغيره وتَسعدُ سعادةً عظيمةً.
ليست هناك حكمة أو نصيحة تقدم للرجال في مؤسستهم الزوجية – إن صح التعبير - أروع من تلك التي أمر بها المولى: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. هل تعلمون أن هناك ما لا يقل عن 122 امرأة لقين حتفهن العام الماضي في ألمانيا على يد شركاء حياتهن السابقين أو الحاليين؟! فقد بلغ عدد النساء اللاتي سقطن ضحايا للعنف المنزلي أو التهديد أو الإكراه على أيدي أزواجهن أو شركاء حياتهن السابقين أو الحاليين العام الماضي أكثر من 114 ألف امرأة وذلك بحسب تقييم لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادي عن موضوع العنف في الشراكات الحياتية. أما في بلادنا العربية، فقد أقدم زوج شاب بتحريض من أمه، على حرق زوجته، لأنه مضى على زواجه منها ثلاث سنوات ولم تنجب. فقيداها بالحبال وكمما فمها، ثم سكبا عليها الكحول وأشعلا النار، وقد تلقت الأجهزة الأمنية بمنطقة روض الفرج بالقاهرة، بلاغاً من شقيق الضحية يخبرهم بالحادثة، وقبل وصول الإسعاف لفظت المسكينة أنفاسها، وعندما أخضعوه للفحص إجبارياً ثبت أنه هو العقيم. وفي المغرب اعتقلت الشرطة بمدينة فاس في المغرب رجلاً بعدما أثبتت إقدامه على صب الزيت المغلي على زوجته أثناء نومها. ووفق صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ما زال البحث جارياً عن الزوج الذي هرب فور تنفيذ جريمته التي نتجت عن شجار مع الزوجة على تكاليف المعيشة، بينما استغل الجاني فترة نومها في غرفتها وقام بغلي كمية من زيت الزيتون ثم صبه على وجهها وجسدها، وتقول مصادر محلية إن الزيت المغلي تسبب في حروق خطيرة أدت إلى وفاتها.
فَمَوْضِعُ "أنْ" خُفِضَ بِالجارِّ المُقَدَّرِ عنهُ سِيبَوَيْهِ والكِسائِيُّ ونُصْبَ عِنْدَ غَيْرِهِما لِأنَّهُ لَمّا حُذِفَ الجارُّ، وصارَ الفِعْلُ إلى المَفْعُولِ الثانِي مِثْلُ اسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبًا، وأمَرْتُكَ الخَيْرَ. (p-٥٦٣)وَفِي مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: "إلّا أنْ يَخافُوا" بِالياءِ وواوِ الجَمْعِ والضَمِيرِ عَلى هَذا لِلْحُكّامِ ومُتَوَسِّطِي أُمُورِ الناسِ. وحَرَّمَ اللهُ تَعالى عَلى الزَوْجِ -فِي هَذِهِ الآيَةِ- أنْ يَأْخُذَ إلّا بَعْدَ الخَوْفِ ألّا يُقِيما، وأكَّدَ التَحْرِيمَ بِالوَعِيدِ لِمَن تَعَدّى الحَدَّ. وأجْمَعَ عَوّامُّ أهْلِ العِلْمِ عَلى تَحْظِيرِ أخْذِ مالِها، إلّا أنْ يَكُونَ النُشُوزُ وفَسادُ العَشْرَةِ مِن قِبَلِها. قالَ ابْنُ المُنْذِرِ: رَوَيْنا ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، والشَعْبِيِّ، ومُجاهِدٍ، وعَطاءٍ، والنَخْعِيِّ، وابْنِ سِيرِينَ، والقاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وعُرْوَةَ بْنِ الزُبَيْرِ، والزُهْرِيِّ، وحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَحْمَنِ، وقَتادَةَ، وسُفْيانَ الثَوْرِيِّ، ومالِكٍ، وإسْحاقَ، وأبِي ثَوْرٍ. وقالَ مالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ، والشَعْبِيُّ، وجَماعَةٌ مَعَهُما: فَإنْ كانَ مَعَ فَسادِ الزَوْجَةِ ونُشُوزِها فَسادٌ مِنَ الزَوْجِ.