شكرا لحضراتكم بالتوفيق دائما وفي إنتظار فروع في الإسكندرية.
ويقول ابن عباس لا أعلم عملاً أقرب إلى الله من برّ الوالدين. فاتقوا الله في آبائكم وبرّوهم في الدنيا وأحسنوا إليهم في الآخرة وتذكروا أنهم سبب وجودكم في هذه الحياة وسيأتي يوم تتمنون أن يكون آباؤكم على قيد الحياة لتنعموا بالنظر إليهما. وقل رب ارحمهما ( بطاقة دعوية ). ولنتذكر دائماً أن بر الوالدين قصة نكتبها نحن ويرويها لنا أبناؤنا فلا بد أن نحسن الكتابة. فمن زرع الحب حصد المحبة، فراقهم صعب وغيابهم ألم. كم أشتاق إليك يا والدي وأحن إلى نبع حنانك الدافئ الذي جف بموتك. رحم الله آباءنا وأمهاتنا وأسكنهم جناته.
بر الآباء والأمهات جاءت الكثير من آيات القرءآن الكريم تدعوا إلى بر الآباء والأمهات وتبين عظيم قدر ومنزلة بر الوالدين عند الله تعالى حتى أن الله تعالى قرنه بعبادته وتوحيده وشكره. قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. وقل ربِ ارحمهما .. - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} {الإسراء/23-25} أحبتى فى الله ما خاب من كان بر الوالدين طريقه الى الجنه فوالذى بعث محمدا بالحق نبيا ورسولا عربيا لو قلنا ان الاسلام هو دين بر الوالدين لكان قولنا صحيحا لا شك ولا مراء فيه فالإسلام أعلى شأن الوالدين وجعل لهما حقوق عظيمه فرضها على إتباعه ولذلك لا عجب أن نسمع من أم عبد الملك المرأه الأمريكيه التى أسلمت أذهلنى بر الوالدين فى الإسلام فقد قرن الله تعالى عبادته وتوحيده بالإحسان إلى الوالدين وقرن شكره بشكرهما لذلك قال بن عباس رضى الله عنهما من لم يشكر والديه لم يشكر الله.
وعن أبي بردة قال: قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال: أتدري لِمَ أتيتك؟ قال: قلت: لا. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: "من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده، وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءً وود، فأحببت أن أصل ذلك". [رواه ابن حبان وصححه الألباني]. رزقنا الله وإياكم بر الوالدين.
تعظيماً لقدر الوالدين ذكرهما الله في قرآنه بقوله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا) وقوله تعالى (قُل تعالوا أتلُ ما حرّم ربّكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا) «فالإحسان إلى الوالدين يعني برّهما وحفظهما وامتثال أمرهما وترك السلطنة عليهما». وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. وعدم التقصير معهما وترك الإساءة إليهما وإن صغرت فكيف بالعقوق وهو من أكبر الكبائر، وقرن الله عز وجل حق الوالدين بالتوحيد، لأن النشأة الأولى من عند الله، والنشء الثاني (وهو التربية) من جهة الوالدين، ولهذا قرن تعالى الشكر لهما بشكره فقال: أن اشكر لي ولوالديك. والإحسان إلى الوالدين يعني معاشرتهما بالمعروف، والتواضع لهما، وامتثال أمرهما، والدعاء بالمغفرة لهما بعد مماتهما، وصلة أهل ودهما. فالإحسان إلى الوالدين يأتي بعد عبادته وهذا دليل قوي على أن الإحسان لهما وبرّهما هو من أعظم القربات إلى الله، كما إن شكر الله على نعمه يأتي في المرتبة الأولى وشكر الوالدين تالياً لقوله «أن اشكر لي ولوالديك» وهو مربوط بالآخرة (إليّ المصير)، حيث ينفع هذا الرصيد كادخار في الآخرة، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله. يُؤكّد هذا حديث رسول الله «رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين».