تحميل ملف الكتاب (انقر الرابط بالزر الأيمن للفأرة واختر "حفظ الهدف باسم" أو "Save Target As") أفرأيتم اللات والعزى … ومناة الثالثة الأخرى الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قال الله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ﴾ [النجم: 19-22]. شرح الكلمات: ﴿ أفرأيتم ﴾: أخبروني. معنى اللات في قوله تعالى أفرءيتم اللات والعزى - إسلام ويب - مركز الفتوى. ﴿ اللات ﴾: بالتخفيف مأخوذ من اسم الإله، وبتشديد التاء اسم لرجل صالح يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره وبنوا عليه أستارا، يعبده ثقيف ومن حولهم. ﴿ العزى ﴾: مأخوذ من اسم العزيز، وهي شجرة في وادي نخلة بين مكة والطائف، عليها بناء وله أستار وسدنة، يعبدها قريش وبنو كنانة. ﴿ مناة ﴾: مأخوذ من اسم المنان، وهي بناء بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة، وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعبدونها ويهلون منها للحج. ﴿ الأخرى ﴾: المتأخرة. ﴿ ضيزى ﴾: جائرة. الشرح الإجمالي: ينكر الله -تعالى- على المشركين عبادة الأوثان عامة، وفي مقدمتها تلك الأوثان الثلاثة وهي اللات في الطائف، والعزى في وادي نخلة، ومناة في المشلل عند القديد، فيتحداهم في هذه الأصنام هل تنفع شيئا فتدفع الضر وتجلب النفع.
[1] وقد كانت طرفا في الثالوث الإلهي الذي يجمعها مع اللات ومناة ، وتأتي في المرتبة الثانية بعد اللات ثم مناة ؛ وعلى هذا الترتيب، وصفها الله في القرآن تقليلاً من شأنها، وتسفيهاً لعقول المشركين، واحتجاجاً على نسبة ما هو أنثوي إلى الله، والاستئثار بما هو ذكوري لهم ـ أي كفار مكة؛ حيث قال: "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى* تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى" (النجم: 19-22). وكانوا يعتقدون أيضا أنها من بنات الله. كانت قبيلة قريش وقبيلة كنانة تخصها بالعبادة ويعبدها أيضا كل من والأهم. وحسب رواية ابن الكلبي فإن أول من اتخذ العزى إلهة يعبدها هو ظالم بن أسعد. المظهر والاعتقاد [ عدل] أورد الطبري روايات تفيد بأن العرب كانوا يقدسون أجمة شجيرات على أنها تمثلها، وفي روايات أخرى ورد أنها حجر. شبكة الألوكة. والغالب أنه كان للعزى تمثالا على شكل امرأة. ويظهر من اسمها الذي هو مشتق من العزة أنها كانت إلهة قوية عزيزة تعز من عبدها، وقد كانت قريش تحملها معها في حروبها. وكانوا يسمونها ملكة السماء. وكانوا يرونها أيضًا شديدة العقاب والانتقام ممن يعاديها، وذلك أن امرأة رومية أسلمت فذهب بصرها بعد إسلامها بقليل فقالت قريش: "ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى" فلما بلغ المرأة الرومية كلامهم قالت: "كذبوا وبيت الله!
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) سورة النجم- 19: 23. جاء في التفاسير: الطبري ـ باب 12 ـ جزء 22: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) قال: جبريل رآه في خلقه الذي يكون به في السموات، قدر قوسين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما بينه وبينه.
وقوله: إنها السنن ، يعني الطرق التي سلكها من قبلكم، وقوله: الله أكبر ، هذه عادته عليه الصلاة والسلام إذا رأى ما ينكر كبر الله وسبحه تعظيمًا لله مما قاله هؤلاء، وقد يكبر عند التعجب أيضاً كما كبر المسلمون لما قال للصحابة: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة قال: فكبرنا، فلما قال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، كبرنا، فلما قال: أرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة! كبرنا، فالتكبير والتسبيح يكون عند التعجب من محبوب أو مكروه، عند المكروه تعظيمًا لله وعند المحبوب تعظيمًا لله أيضاً ورجاء أن يحصل المطلوب. الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة هذا يفيد أن العبرة بالمعاني لا بالألفاظ، فاجعل لنا ذات أنواط مثل اجعل لنا آلهًا في المعنى. إذًا المقصود المعاني لا مجرد الألفاظ، فهذا فيه التحذير من التعلق على الأشجار والأحجار وأن التعلق عليها من جنس التعلق على اللات والعزى وأنها شرك أكبر من جنس عمل عباد الأوثان.
حدثنا أحمد بن هشام, قال: ثنا عبيد الله بن موسى, عن إسرائيل, عن أبي صالح, في قوله " اللاتَّ" قال: اللاتّ: الذي كان يقوم على آلهتهم, يَلُتّ لهم السويق, وكان بالطائف. حدثني أحمد بن يوسف, قال: ثنا أبو عبيد, قال: ثنا عبد الرحمن, عن أبي الأشهب, عن أبي الجوزاء عن ابن عباس, قال: كان يلتّ السويق للحاجّ. وأولى القراءتين بالصواب عندنا في ذلك قراءة من قرأه بتخفيف التاء على المعنى الذي وصفت لقارئه كذلك لإجماع الحجة من قرّاء الأمصار عليه. وأما العُزَّى فإن أهل التأويل اختلفوا فيها, فقال بعضهم: كان شجرات يعبدونها. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار, قال: ثنا مؤمل, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد ( وَالْعُزَّى) قال: العُزَّى: شُجيرات. وقال آخرون: كانت العُزَّى حَجَرا أبيض. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا يعقوب, عن جعفر, عن سعيد بن جُبَير, قال ( الْعُزَّى): حَجَرا أبيض. وقال آخرون: كان بيتا بالطائف تعبده ثقيف. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَالْعُزَّى) قال: العزّى: بيت بالطائف تعبده ثقيف. وقال آخرون: بل كانت ببطن نَخْلة. * ذكر من قال ذلك:
قال مجاهد: هي شجرة كانت بغطفان ، وكانوا يعبدونها ، فبعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ، فقطعها ، وقيل: كانت شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة. وقال سعيد بن جبير: العزى: حجر أبيض كانوا يعبدونه. وقال قتادة: هي بيت كان ببطن نخلة { ومناة}: صنم بني هلال. في ظلال القرآن ـ باب 1 ـ جزء 7: وكانت { اللات} صخرة بيضاء منقوشة ، وعليها بيت بالطائف له أستار وسدنة ، وحوله فناء معظّم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها ، يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب عدا قريش لأن عندهم الكعبة بيت إبراهيم عليه السلام. ويظن أن اسمها { اللات} مؤنث لفظ الجلالة { الله}. سبحانه وتعالى. وكانت { العزى} شجرة عليها بناء وأستار بنخلة - وهي بين مكة والطائف - وكانت قريش تعظمها. كما قال أبو سفيان يوم أحد. لنا العزى ولا عزى لكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: « قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم » ويظن أن اسمها { العزى} مؤنث { العزيز}.. وكانت { مناة} بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة. وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتهم يعظمونها ويهلون منها للحج إلى الكعبة. وكان بالجزيرة كثير من هذه المعبودات تعظمها القبائل المختلفة.
{ تلك إذاً قسمة ضيزى! }