(إبن كثير فى البداية البداية والنهاية ص354).. إخراج الروح من الدبر (فتحة الشرج) كان الخليفة المعتضد يظن أن الروح تخرج من الفم.. ولذلك فإنه فكر فى ابتكار طريقة جديدة لتعذيب خصومة.. وذلك عن طريق إخراج الروح من الدبر وليس من الفم!. فكان يأمر بسد فم الضحية، ثم يدفن رأسه في التراب، ويظل نصفه السفلى ظاهرا لأعلى، وبذلك لاتجد الروح سبيلا للخروج إلا من الدبر! (النجوم الزاهرة إبن تغرى بردى 89/2).. الإبادة الجماعية للخصوم كان البرامكة مقربون جدا من الخليفة هارون الرشيد.. وقد منحهم سلطات ضخمة، وسمح لهم بالإشراف على كل مرافق الدولة، ولكنه فجأة انقلب عليهم إنقلابا هائلا، وقبض عليهم جميعا وسجنهم وعذبهم عذابا شديدا حتى أفناهم عن آخرهم، ولم يرحم منهم رجلا أو إمرأة أو طفلا!. وتعرف هذه المأساة في التاريخ باسم "نكبة البرامكة".. (تاريخ الخلفاء للسيوطي).. جلد المعارضين طلب الخليفة أبو جعفر المنصور من الإمام أبو حنيفة (صاحب المذهب الحنفى) أن يتولى قضاء الكوفة ولكنه رفض، فقام الخليفة بجلده مائة جلدة.. وكان أبو حنيفة شيخا فى السبعين، فلم يتحمل قسوة التعذيب ومات في سجون أبو جعفر المنصور!!. وأما بالنسبة للإمام مالك (مؤسس المذهب المالكى) فقد أفتى ببطلان البيعة لأبى جعفر المنصور لأنه حصل لنفسه على البيعة غصبا وإكراها.. معنى قوله تعالى: (حتى إذا استيئس الرسل). فقام الخليفة بجلده 300 جلده وحبسه في بيته إلى أن مات.. وأما الإمام أحمد بن حنبل (مؤسس المذهب الحنبلى) فقد عاصر ثلاثة خلفاء، هم المأمون والمعتصم والواثق.. وقد تم جلده على إيدى هؤلاء الخلفاء الثلاثة.. (الطبرى "تاريخ الرسل والملوك" تحقيق محمد أبو الفضل).
وقد حزنت عليه السيدة عائشة حزنا شديدا، لدرجة أنها حرمت على نفسها أكل اللحم المشوي منذ ذلك التاريخ.. (إبن الأثير "أسد الغابة" الجزء 4 ص 324).. أيضا فإن الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور، قام بقطع أصابع الكاتب المعروف عبد الله بن المقفع (صاحب كليلة ودمنه)، وقام بشوي أصابعه على النار أمام عينيه، ثم أجبره على أكلها.. وبعد ذلك بدأ يقطع أجزاء من جسده جزءا جزءا، ويشويها أمام عينيه، ثم يجبره على أكلها!!. واستمر أبو جعفر المنصور هكذا إلى أن مات عبد الله بن المقفع!!.. (تاريخ الخلفاء للسيوطي "209/4").. أيضا فقد قام على بن أبى طالب بإحراق عبد الله بن سبأ ومعه جميع أتباعه.. وذلك بأن قام بحفر أخدود وملأه بالحطب وأشعل فيه النار، ثم قذف بالسبئيين (أتباع عبد الله بن سبأ) في النار!. (إبن حجر "فتح الباري فى شرح صحيح البخاري" المجلد12 ص270). حتي اذا استياس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا. حمل الرؤوس المقطوعة ونقلها من مكان إلى مكان آخر. كان أول من مارس هذا التقليد هو معاوية بن أبى سفيان.. حيث قام بقطع رأس عمرو بن الحمق (أحد أعوان على بن أبى طالب) وأمر بحمل رأسه وإلقائها فى حجر زوجته!! (العقد الفريد ص234).. ومن الحوادث المشهورة في هذا المجال أيضا قطع رأس الحسين بن على بن أبى طالب، وكذلك قطع رؤوس نسائه، وأولاده، وأصحابه، فى معركة كربلاء الشهيرة، ثم حمل هذه الرؤس فى موكب مهيب إلى الخليفة يزيد بن معاوية.. وطوال الرحلة كانت هذه الرؤوس محمولة على أسنة الرماح، حتى وصل الركب إلى الخليفة فى دمشق فوضعت أمامه الرؤوس!..
"، قال: "نعم، حتى إذا استيئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا"، فقال الضحاك بن مزاحم: "ما رأيت كاليوم قط رجلًا يُدعى إلى علم فيتلكَّأ، لو رحلتُ إلى اليمن في هذه كان قليلًا"؛ أخرجه ابن جرير الطبري. ثم روى ابن جرير أيضًا من وجه آخر أن مسلم بن يسار سأل سعيد بن جبير عن ذلك، فأجابه بهذا الجواب، فقام إلى سعيد فأعتنقه، وقال: "فَرَّج الله عنك كما فرجت عني"، وأما ابن مسعود، فقال ابن جرير: عن تميم بن حزم، قال: سمعت عبدالله بن مسعود يقول في هذه الآية: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ ﴾ [يوسف: 110] "من إيمان قومهم أن يؤمنوا بهم، وظن قومهم حين أبطأ الأمر أنهم قد كُذِبوا - بالتخفيف"، فهاتان الروايتان عن كل من ابن مسعود وابن عباس، والله أعلم. رابعًا: قال سيد قطب رحمه الله: "..... حتى إذا استيئس الرسل – إخوان الدقهلية. تلك سنة الله في الدعوات؛ لا بد من الشدائد، ولا بد من الكروب؛ حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة، ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس، يجيء النصر من عند الله، فينجو الذين يستحقون النجاة، ينجون من الهلاك الذي يأخذ المكذِّبين، وينجون من البطش والعسف الذي يسلطه عليهم المتجبرون، ويحل بأس الله بالمجرمين مُدمرًا ماحقًا لا يقفون له، ولا يصده عنهم ولي ولا نصير.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 30/12/2017 ميلادي - 12/4/1439 هجري الزيارات: 72242 ♦ الآية: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: يوسف (110). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ حتى إذا استيأس الرسل ﴾ يئسوا من قومهم أن يؤمنوا ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كذبوا ﴾ أيقنوا أنَّ قومهم قد كذَّبوهم ﴿ جاءهم نصرنا فنجِّي مَنْ نشاء ﴾ وهم المؤمنون أتباع الأنبياء ﴿ ولا يردُّ بأسنا ﴾ عذابنا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا ﴾. اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: كُذِبُوا، فَقَرَأَ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَأَبُو جَعْفَرٍ: كُذِبُوا بِالتَّخْفِيفِ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُنْكِرُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ. وَقَرَأَ الآخرون بالتشديد، فمن شدّده قَالَ: مَعْنَاهُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ، الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ وَظَنُّوا أَيْ أَيْقَنُوا يَعْنِي الرُّسُلَ أَنَّ الْأُمَمَ قَدْ كَذَّبُوهُمْ تَكْذِيبًا لَا يرجى بعده إِيمَانِهِمْ، وَالظَّنُّ بِمَعْنَى الْيَقِينِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ قَتَادَةَ.