الأحد ٢٤ - أبريل - ٢٠٢٢ ٠٦:٣٢ صباحاً ولم نجد له عزما الأحد ٣١ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً نص السؤال: ما معنى قول الله سبحانه وتعالى عن آدم فى سورة طه: (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) ؟ آحمد صبحي منصور: مقالات متعلقة بالفتوى: اجمالي القراءات 1859 أضف تعليق لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق احدث مقالات آحمد صبحي منصور more فيديو مختار مقالات من الارشيف more
لقد: اللام لام القسم. قد: حرف تحقيق. عهدْنا: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير الفاعل نا. نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. إلى: حرف جر. آدم: اسم مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة، لأنه اسم ممنوعٌ من الصرف. من: حرف جر. قبلُ: ظرفٌ مبني على الضم في محل جر. ف: حرف عطف. نسي: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. جملة نسي: معطوفة على عهدنا. والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. الواو: حرف عطف. لم: حرف جزم. تفسير آية وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا. نجد: فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمة السكون. الفاعل: ضمير مستتر تقديره نحن. جملة لم نجد: معطوفة على جملة نسي. له: اللام حرف جر. الهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. عزمًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
وأخرج أبو الشيخ في (العظمة) عن الحسن قال: كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده" ( [1]). لكن بعض العلماء رأوا أن هذا الإطلاق والتعميم يحتاج إلى ضبط واستثناء؛ لذا قال القرطبي "قول أبي أمامة هذا عموم في جميع بني آدم. وقد يحتمل أن يخص من ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان أوفر الناس حلمًا وعقلاً. وقد يحتمل أن يكون المعنى: لو أن أحلام بني آدم من غير الأنبياء" ( [2]). وبعد إسجاد الملائكة لآدم -عليه السلام- حصل له علم آخر جاء في هيئة وصية وتحذير وعهد قال -تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35]. تفسير: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما). وأتْبع ذلك بعلمٍ آخر جاء في صيغة التحذير، قال -تعالى: ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾ [طه: 117]. وقد تحمَّل آدم -عليه السلام- هذا العلم، ووعى هذا التحذير، لكنه ما لبث أن نسي، وحدثت منه الغفلة، فوقع في المحذور رغم العلم السابق له، قال -تعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴾ [طه: 115].
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (١١٥) ﴾ يقول تعالى ذكره: وإن يضيع يا محمد هؤلاء الذين نصرّف لهم في هذا القرآن من الوعيد عهدي، ويخالفوا أمري، ويتركوا طاعتي، ويتبعوا أمر عدّوهم إبليس، ويطيعوه في خلاف أمري، فقديما ما فعل ذلك أبوهم آدم ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى﴾ يقول: ولقد وصينا آدم وقلنا له ﴿إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ﴾ ووسوس إليه الشيطان فأطاعه، وخالف أمري، فحلّ به من عقوبتي ما حلّ. وعنى جلّ ثناؤه بقوله ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ هؤلاء الذين أخبر أنه صرَّف لهم الوعيد في هذا القرآن، وقوله ﴿فَنَسِيَ﴾ يقول: فترك عهدي. الباحث القرآني. كما:- ⁕ حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ﴾ يقول: فترك. ⁕ حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ﴿فَنَسِيَ﴾ قال: ترك أمر ربه. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾ قال: قال له ﴿يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾ فقرأ حتى بلغ ﴿لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾ وقرأ حتى بلغ ﴿وَمُلْكٍ لا يَبْلَى﴾ قال: فنسي ما عهد إليه في ذلك، قال: وهذا عهد الله إليه، قال: ولو كان له عزم ما أطاع عدوّه الذي حسده، وأبي أن يسجد له مع من سجد له إبليس، وعصى الله الذي كرّمه وشرّفه، وأمر ملائكته فسجدوا له.
وظلت نفس كعب تحدثه أن لا داعي للعجلة في الاستعداد، فأنت قادر على التجهّز في أي لحظة، حتى فوجئ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة جاهزون ويتحركون!! فظل يقول لنفسه: اليوم أخرج.. غدا أخرج، وسأدركهم.