أعلن المجلس الإسلامي للإفتاء، في رسالة موجهة إلى لجان الزّكاة في البلاد أنه "سيؤجّل تحديد نصاب الزكاة وفدية الصّيام إلى قبيل شهر رمضان المبارك بأيام قليلة، وذلك بسبب عدم استقرار الذّهب واحتمال غلاء الأسعار ". يأتي ذلك فيما يترقب العالم الإسلامي بدء شهر الصيام الذي تتحرى هلاله الدول الإسلامية مساء يوم الجمعة الموافق الأول من نيسان القريب. للاستزادة أكثر حول هذا الموضوع استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر من أم الفحم الشيخ البروفيسور مشهور فواز – رئيس مجلس الإفتاء. لم يكن يخرج زكاة ماله لأنها لا تبلغ نصاب الذهب ، ولم يكن يعلم أنها تقدر بالفضة . - الإسلام سؤال وجواب. " نصاب الزكاة يحدد بناء على سعر الذهب " وقال الشيخ مشهور فواز في مستهل حديثه مع قناة هلا الفضائية وموقع بانيت:" كما تعلمون فان نصاب الزكاة يحدد بناء على قيمة الذهب، وهو عبارة عن 85 غرام من الذهب الخالص من عيار 24، والحقيقة ان هنالك ارتفاع حاد غير مسبوق في أسعار الذهب، وبالمقابل هنالك تغيرات سريعة ومتزايدة في سعر الذهب ". واستطرد الشيخ مشهور فواز يقول لقناة هلا وموقع بانيت:" قد تتفاجئ اذا قلت لك أنه في اليوم الواحد قد يتغير سعر الذهب عشر مرات... يصبح الذهب بسعر ويمسي بسعر آخر ". نحن نمر بفترة غير متزنة عالميا من تأثير أزمة الكورونا والحرب الروسية على أوكرانيا – فالى متى ستنظرون حتى تعلنون عن نصاب الزكاة؟ سننتظر حتى نقترب من شهر رمضان المبارك، لعله يكون استقرار ولو نسبي في سعر الذهب.
قال الداعية الإسلامي رمضان عبدالمعز إن الزكاة ركن من أركان الإسلام، موضحًا أنها ضمن الأركان العملية في الإسلام التي تشمل "الصلاة والزكاة والصوم والحج"، وهي فروض لا تقبل الزيادة، عدا الزكاة فيقبل فيها الزيادة بل تبقى محمودة. الزكاة ضمن الأركان العملية في الإسلام وأضاف عبدالمعز، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "دي إم سي": اخرجوا الزكاة بنصاب الفضة وليس نصاب الذهب، لأن نصاب الفضة يخرج الزكاة من مال أقل من نصاب الذهب، مضيفًا: "خلوا الغلابة تاكل ونوسع الشريحة اللي هتطلع الزكاة". وأوضح أن نصاب الزكاة بحساب الفضة الذي يبلغ 559 نحو 7600 جنيه، لذلك فإن الألف الواحد عليه 25 جنيهًا فقط، مشجعا على الزكاة بقوله تعالى: "وما أنفقتم من شيء يخلفه، وهو خير الرازقين".
السبب الرئيسي لعدم ثبات سعر الذهب هو الحرب الروسية الأوكرانية، هذه الحرب انعكست على كل شيء حتى على تقدير فدية الصيام، اذ ان هنالك ارتفاع غير مسبوق بسعر الحنطة والطحين، وانتم كما تعلمون فدية الصيام تحدد بناء على سعر الحنطة والطحين، وروسيا واوكرانيا تعتبران سلة أوروبا من ناحية الحنطة والطحين وهذا ادى الى صعوبات في الاستيراد وأدى الى غلاء الأسعار. ارتفاع سعر النفط والبترول أدى بشكل تلقائي الى ارتفاع سائر السلع. نحن ننتظر اقتراب شهر رمضان لعله ان شاء الله كان هنالك استقرار ولو نسبي بسعر الذهب والطحين والحنطة. نحن هذا العام قد نُقدر نصاب الزكاة وبسبب الارتفاع بالأسعار على سعر الذهب لعيار 18، وليس 24.. هذا ليس مؤكدا لكنه قابل للتفكير والبحث. هل صادفت وضعا كهذا سابقا؟ لا... انا أتابع تقدير نصاب الزكاة منذ 20 عاما، ولم نمر في مثل هذه الحالة. هل يجب جمع المال مع الذّهب حتى يكتمل نصاب الزكاة؟ - د.محمد خير الشعال - YouTube. سابقا كان ارتفاع بسعر الذهب لكنه نسبي وقليل، لكن بهذه الصورة وبهذا الشكل الحاد فلم يكن كذلك. في حديث لي مع بعض تجار الذهب وقد أكدوا لي ان هذا ارتفاع غير مسبوق. هل الدعوة للتريث بإصدار نصاب الزكاة يتوافق مع دور افتاء أخرى في المنطقة؟ دار افتاء القدس لم تعلن حتى الان عن نصاب الزكاة وفدية الصيام.
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -: "امرأة لم تعلم بوجوب زكاة الحلي إلا قريباً، فهل تخرج زكاة ما مضى من السنوات؟". فأجاب: " الذي أرى أنه لا يجب عليها زكاة ما مضى، لأن المعروف في هذه البلاد ، والمفتى به هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله. والمشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله: أنه لا زكاة في الحلي المعد للاستعمال ، أو العارية. وعلى هذا فلا يجب عليها زكاة ما مضى. ولكن يجب عليها الزكاة عن هذا العام، الذي علمت فيه أن الزكاة واجبة في الحلي، وعمّا يستقبل من الأعوام، لأن القول الصحيح الذي تؤيده الأدلة: أن الزكاة واجبة في الحلي، وإن كان مستعملاً. والله الموفق. " انتهى، من "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (18/142). وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم ( 145231) والله أعلم.
لا زكاةَ في الذَّهَبِ حتى يبلغَ نِصابًا، ونِصابُ الذَّهَبِ عِشرون مثقالًا المثقال: الدِّينارُ خاصَّةً، والمثقال في الأصل مقدارٌ من الوزن، أيَّ شيءٍ كان من قليلٍ أو كثيرٍ؛ فمعنى مثقال ذرة: وزن ذرَّة. ((النهاية)) لابن الأثير (1/217)، ((لسان العرب)) (11/87)، وينظر: ((حاشية ابن عابدين)) (2/296)، ((مجلة البحوث الإسلامية)) (39/243، 244). الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ليس عليكَ شيءٌ- يعني في الذَّهَبِ- حتى تكونَ لكَ عِشرونَ دينارًا، فإذا كانت لكَ عشرونَ دينارًا وحال عليها الحَوْلُ، ففيها نِصفُ دينارٍ، فما زاد فبِحِسابِ ذلك)) رواه أبو داود (1573)، وابن وهب في ((الموطأ)) (186)، والبيهقي (4/137) (7783). حسَّنه ابنُ حَجَرٍ في ((بلوغ المرام)) (171) وقال: وقد اختلفوا في رَفعِه، وقال الشوكانيُّ في ((نيل الأوطار)) (4/199): الضَّعفُ الذي فيه منجَبِرٌ، وحسَّنَ إسنادَه ابنُ باز في ((مجموع فتاوى ابن باز)) (14/89)، وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1573). ثانيًا: مِنَ الإجماعِ نقَل الإجماعَ على ذلك: الشافعيُّ قال الشافعي: (لا أعلم اختلافًا في أنْ ليس في الذَّهَب صدقة، حتى تبلُغَ عشرينَ، فإذا بلغَتْ عِشرينَ مثقالًا، ففيها الزَّكاةُ) ((الأم)) (2/43).
* أن التقدير به أنفع للفقراء، إذ باعتباره تجب الزكاة على أكبر عدد من المسلمين. ومن رأى أن تقدير النصاب يكون بالذهب احتج بـ: * أن قيمة الذهب ثابتة لم تتغيرا كثيرا خلافا للفضة. فإن نصاب الذهب - العشرين ديناراً - كان يُشترى بها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عشرون شاة من شياه الحجاز تقريباً ، وكذلك نصاب الفضة - 200 درهم - كان يُشتَرى بها عشرون شاةً تقريباً أيضاً. أما في عصرنا الحاضر فلا تكفي قيمة مئتي درهم من الفضة إلا لشراء شاة واحدة، بينما العشرون مثقالاً من الذهب تكفي الآن لشراء عشرين شاة من شياه الحجاز أو أقل قليلاً ، فهذا الثبات في قوة الذهب الشرائية تتحقق به حكمة تقدير النصاب على الوجه الأكمل، بخلاف نصاب الفضة. * أن نصاب الذهب أقرب إلى الأنصبة المذكورة في أموال الزكاة الأخرى، كخمس من الإبل أو أربعين من الغنم أو خمسة أوسق من الزبيب أو التمر. * أن الأصل في غطاء النقود الورقية هو الذهب لا الفضة. وقد صدر قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي ، وقرار هيئة كبار العلماء بالسعودية ، وهو أيضًا اختيار اللجنة الدائمة ، والشيخ ابن باز رحمه الله ، وغيرهم: أن تقديرها بأدنى النصابين من الذهب أو الفضَّة ، وذلك مراعاةً لمصلحة الفقراء.