روى البخاري بسنده عن موسى بن أنس قال: وذكر يوم اليمامة قال: أتى أنس بن مالك ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال: يا عم ما يحبسك أن لا تجيء قال: الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط, ثم جاء فجلس, فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال: هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم, ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم، وفي رواية فقاتل حتى قتل. من مراجع البحث: البداية والنهاية ابن كثير الدر المنثور السيوطي فرسان النهار من الصحابة الأخيار د. سيد بن حسين العفاني نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء محمد بن حسن بن عقيل صور من حياة الصحابة الكاندهلوي
فليعدّد مثل ما عدّدنا! ولو شئنا لأكثرنا من الكلام، ولكنا نستحي من الإكثار فيما أعطانا الله، أقول هذا لِأَنْ يُؤْتَى بقولٍ هو أفضل من قولنا؛ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لثابت بن قيس: "قُمْ فأجبْ خطِيبَهم"!
وانضم اليه سالم مولى أبي حذيفة وكان يحمل راية المهاجرين، وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل منهما. الشهادة وهكذا وقفا طودين شامخين، نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق الحفرة، في حين نصفهما الأعلى -صدرهما وجبهتهما وذراعاهما- يستقبلان جيوش الوثنية والكذب، وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة حتى استشهدا في مكانهما، وكان مشهدهما -ما- هذا أعظم صيحة أسهمت في رد المسلمين إلى مواقعهم، حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطئه الأقدام. حديث ثابت بن قيس. الوصية ويروى أنه بعد استشهاد ثابت مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام، فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه. وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال له: (أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، إني لما استشهدت بالأمس، مر بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي وإن منزله في أقصى الناس، وفرسه يُستَن في طوله، وقد كفأ على الدرع بُرمه، وفوق البُرمه رَحْلاً، فأت خالداً ، فمره أن يبعث فيأخذها، فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر ، فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا، فليقم بسداده). فلما استيقظ الرجل من نومه، أتى خالد بن الوليد، فقص عليه رؤياه، فأرسل خالد من يأتي بالدرع، فوجدها كما وصف ثابت، ولما رجع المسلمون إلى المدينة، قص المسلم على الخليفة الرؤيا، فأنجز وصية ثابت.
[2]. [1] مسند أحمد: (3/ 173)، الطبقات الكبرى لابن سعد: (2/ 160)، السيرة النبوية لابن هشام: (2/ 125) و (3/ 261- 352) و(4/ 224)، أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير: (1/ 329)، سير أعلام النبلاء للذهبي: (1/ 308)، مجمع الزوائد للهيثمي: (9/ 321)، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر: (2/ 14) رقم: (900). [2] الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر رقم: (900)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير: (ج1/ 229- 230).
وينظر جواب السؤال رقم: ( 1859). والله أعلم.