هذا التحالف مرشحٌ له أن يستمر طالما أنه توجد دول تصدّر النفط للعالم. وصحيح أنّ عدد أعضاء التحالف الـ٢٣ قد يتقلص عما هو عليه حاليا، لكن ليس لعدم رغبة احد الأعضاء بالاستمرار في التحالف، بل بسبب تناقص قدرة الدولة العضو، الإنتاجية، وهو ما تعاني منه حاليا دولتان: أنغولا والغابون. وعلى هذا الأساس، قد نشهد تزايدا تدريجيا في الانسحاب من التحالف. كما أنّ الطريق أمام هذا التحالف ليس معبداً كما يظنّ البعض. فبالرغم من التجانس والتنسيق بين دُوله الأعضاء، إلّا أن هذا التحالف يواجه عدة عقبات، ومن جملتها ضغوط كبار مستهلكي النفط، وهي من الحدة التي ترقى إلى تهديدات مباشرة. أما عمليات السحب من الاحتياطي الاستراتيجي النفطي فهي تمثل خطوة غير مسبوقة تتعارض والهدف الرئيسي من وجوده. فهذا الاحتياطي لم يُستخدم على الإطلاق لخفض أسعار النفط، وإنما لمواجهة أزمات انقطاع الإمدادات النفطية عالميا. لكن تم رفض جميع هذه التهديدات، وظلّ تأثير السحب من الاحتياطي الاستراتيجي، وسيظل، محدودا. أسئلة شائعة | أوابك. واستمر التحالف في تحقيق المزيد من نجاحاته، معتمدًا على قراءاته الواضحة للأسواق والأساليب العلمية لرسم قراراته. حتى أنّ منتجي الغاز الطبيعي في العالم يتمنون لو كان لديهم تحالفاً مشابهاً يضمن للسوق توازنه واستقراره، في ظل التدخلات السياسية من دول غربية، ومثال على تلك التدخلات منع إمدادات آتية من دولة ما بسبب خلافات سياسية مع دولة أخرى.
© Reuters. شعار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في مقر المنظمة في فيينا. صورة من أرشيف رويترز. من كيت أبنيت بروكسل (رويترز) - يجري مسؤولو الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين محادثات في فيينا مع ممثلين عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وسط دعوات للمنظمة كي تزيد الإنتاج وفي الوقت الذي يدرس فيه الاتحاد عقوبات محتملة على النفط الروسي. وتقاوم أوبك دعوات من الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية لضخ مزيد من الخام لتهدئة الأسعار التي بلغت ذروة 14 عاما الشهر الماضي بعد أن فرضت واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا. وسترفع أوبك+ ، التي تتألف من أوبك ومنتجين آخرين منهم روسيا، الإنتاج بنحو 432 ألف برميل يوميا في مايو آيار. واجتماع الاتحاد الأوروبى وأوبك بعد ظهر يوم الاثنين هو أحدث خطوة فى حوار بدأ بين الجانبين فى عام 2005. بحث تعزيز التعاون بين الإمارات وصندوق الأوبك للتنمية الدولية. لم تشمل عقوبات الاتحاد الأوروبي حتى الآن النفط الروسي. لكن بعد أن وافق التكتل المكون من 27 دولة قبل أيام على فرض عقوبات على قطاع الفحم الروسي، في أول إجراء يستهدف إمدادات الطاقة، قال بعض كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إن النفط قد يكون التالي.
الغرب يكيل بمكيالين في تعامله مع ملفيّ الطاقة والتغيّر المناخي تاريخياً، لم يمر على العالم تحالفٌ يضبط أداء أي سوق عالمية، كما هو الحال بالنسبة إلى تحالف أوبك+، والذي لم يمض على تشكيله أكثر من ثلاثة أعوام. بدايته لم تكن مشجعة. إذ دارت حرب سعرية بين كبار أعضائه، وهما روسيا والسعودية. يقع مقر منظمة أوبك - الفجر للحلول. لكن، ما لبث أن فهم جميع الاعضاء أنّ مصلحتهم هي في تعاونهم والتنسيق في ما بينهم لتحقيق استقرار سوق سلعة استراتيجية دولية ومهمة، وهي النفط. لقد أثبت التحالف فعاليته في سحب تدريجي للفائض في المعروض العالمي من النفط في أوج أزمة جائحة كوفيد-١٩، التي أثّرت سلباً على حركة التجارة العالمية لفترة طويلة. وأدّت خطوة التحالف الى تحسن تدريجي في أسعار النفط مع تحقق التوازن بين العرض والطلب. كما وإن عودة الإنتاج النفطي الذي أطلقه التحالف تزامن مع التعافي التدريجي الذي شهده الطلب العالمي على النفط، نتيجة تعافي الاقتصاد العالمي نتيجة تعميم اللقاحات ضد فيروس كوفيد-١٩. كما وتحسّنت درجة الالتزام باتفاقيات التحالف في الفترة الماضية بشكل كبير، نتيجة لحزم قيادة التحالف، ممثلةً بالسعودية وروسيا، والتي أوضحت صراحة بأنه لن يكون هناك مجال لراكبٍ مجاني لا يلتزم بما وافق عليه التحالف، بينما الآخرون ملتزمون به.
وبدأت أسعار النفط تعاملات شهر أغسطس (آب) أمس بهبوط بعد عدة تقارير تدفع للنزول من بينها ارتفاع إنتاج «أوبك»، وزيادة في عدد الحفارات الأميركية وبيانات اقتصادية ضعيفة من آسيا. وبلغ سعر التعاقدات الآجلة لخام برنت 43. 46 دولار للبرميل في السوق الآسيوية، متراجعا سبعة سنتات عن آخر سعر له عند الإغلاق في آخر أيام يوليو (تموز) عندما فقد بالفعل 12 في المائة خلال ذلك الشهر. وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 41. 85 دولار للبرميل، متراجعا سنتين عن آخر سعر له عند الإغلاق في يوليو (تموز)، وهبط 13 في المائة من قيمته في يوليو (تموز). إنتاج «أوبك» وإذا ما تجاوزنا تحدي الأسعار فإن هناك تحديات أخرى في المنظمة مثل الإنتاج المرتفع لأعضائها الراغبين في الحصول على حصة أكبر من السوق العالمية، وإزاحة باقي المنتجين عالي التكلفة من المنظومة. وأظهرت المسوحات التي تجريها الوكالات الإخبارية المتخصصة في سوق النفط، أن إنتاج دول «الأوبك» متجه إلى مستوى تاريخي في يوليو (تموز)، ليس بسبب زيادة الإنتاج من بعض الأعضاء مثل السعودية والعراق وإيران، بل لزيادة عدد الدول الأعضاء من 11 إلى 13 دولة. ورغم أن الغابون لا يتجاوز إنتاجها أكثر من 200 ألف برميل يوميًا، فإن انضمامها زاد من حصة «أوبك» في السوق العالمية تلقائيًا.
وأضاف "نحن الآن في وضع يسمح لنا بمضاعفة صادراتنا"، مشيرا الى أنه "على صعيد أمن الطاقة، فإن الجمهورية الإسلامية قادرة على تحقيق الاستقرار على الساحة الدولية". وذكر المسؤول الايراني أن حكومة الرئيس ابراهيم رئيسي استثمرت 500 مليون دولار لإعادة تأهيل المنشآت النفطية ورفع الانتاج إلى مستوى ما قبل العقوبات في غضون ستة أشهر. والجمعة أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي أن عائدات النفط للعام الأخير الذي انتهى في 20 آذار/مارس الماضي وفق التقويم الايراني، بلغت 18 مليار دولار، أي بزيادة مرتين ونصف المرة عن العام السابق. وقدرت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في تقرير شهري انتاج إيران من النفط بنحو 2, 54 مليون برميل يوميا خلال شهر شباط/فبراير. © 2022 AFP