هل يجوز صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده ؟ من التساؤلات الدينيّة التي يجب أن يكون كلّ مسلمٍ ومُسلمة على بيّنة منها، وذلك لأن العلم الشرعيّ من العلوم التي ينبغي على كلّ المُسلمين تعلّمها؛ حتى يكونوا على دراية بأمور دينهم، وما يتعلّق بالحلال والحرام؛ فيجتنبون الحرام، ويتّبعون الحلال، وفيما يلي سنتعرّف على هل يجوز صيام عاشوراء، ويوم قبله، ويوم بعده. التعريف بيوم عاشوراء يوم عاشوراء من الأيام المباركات التي حثّنا الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- على الاجتهاد في الطاعات فيها، والصوم، وغيرها من العبادات، وعاشوراء مأخوذة من " عشوراء" بدون ألف بعد العين، وقد اتّفق العلماء على أنه يُوافق اليوم العاشر من شهر المحرّم، ويُوافق في هذا العام التاسع والعشرين من شهر أغسطس لعام ألفين وعشرين، ويُستحبّ للمسلم أن يصوم هذا اليوم.
السؤال: هل يجوز صيام يوم عاشوراء وحده من غير أن يصام يوم قبله أو بعده، لأنني قرأت في إحدى المجلات فتوى مفادها أنه يجوز ذلك لأن الكراهة قد زالت أن حيث اليهود لا يصومونه الاۤن؟ الإجابة: كراهة إفراد يوم عاشوراء بالصوم ليست أمراً متفقاً عليه بين أهل العلم ، فإن منهم من يرى عدم كراهة إفراده، ولكن الأفضل أن يصام يوم قبله أو يوم بعده، والتاسع أفضل من الحادي عشر، أي من الأفضل أن يصوم يوماً قبله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع "، يعني مع العاشر. ، وقد ذكر بعض أهل العلم أن صيام عاشوراء له ثلاث حالات: الحال الأولى: أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده. الحال الثانية: أن يفرده بالصوم. هل صيام يومٍ بعد عاشوراء أفضل أم اليوم الذي قبله؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. الحال الثالثة: أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده. وذكروا أن الأكمل أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده، ثم أن يصوم التاسع والعاشر، ثم أن يصوم العاشر والحادي عشر، ثم أن يفرده بالصوم. والذي يظهر أن إفراده بالصوم ليس بمكروه، لكن الأفضل أن يضم إليه يوماً قبله أو يوماً بعده. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد العشرون - كتاب الصيام. محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 373 65 1, 219, 287
[4] وبذلك كان صيام يوم عاشوراء سنّة عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وهذا اليوم من أكثر الأيام فضلاً وبركة وأجراً. ولما سنّه النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أراد من المسلمين أن يخالفوا صوم اليهود في صيامهم ليوم عاشوراء منفرداً، وبذلك قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ". [5] وبناءً على ذلك كان صوم يوم عاشوراء من السّنّة لكنّه كان لذلك عدّة مراتب قسّمها علماء الدّين وبيّنوها، وهي كما يأتي: [6] المرتبة الأولى: وهي أكمل الصّوم وأفضله، وبها يصوم المسلم يوم عاشوراء مع يومٍ قبله ويومٍ بعده. ثواب من صام يوم عرفة وعاشوراء مع يوم قبله أو بعده - إسلام ويب - مركز الفتوى. المرتبة الثّانية: وهي أن يصوم المسلم تاسوعاء وعاشوراء معاً، وفي هذه المرتبة وردت أغلب الأحاديث والرّوايات. المرتبة الثّالثة: أن يصوم المسلم يوم عاشوراء فقط، وبهذا تتلخّص إجابة هل يجب صيام يوم قبل او بعد عاشوراء، وهو أن صيام عاشوراء كلّه سنّة من شاء صامه ومن شاء تركه، لكنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- استحبّ للمسلمين أن يخالفوا اليهود في صيامه، فيصوموا يوماً قبله ويوماً بعده وهو مستحبٌّ وليس بواجب.
[7] شاهد أيضًا: لما يستحب صيام تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر صيام تاسوعاء وعاشوراء لماذا نصوم يوم قبل او بعد عاشوراء سؤالٌ قد أجبنا عنه سابقاً، فبعد البحث عن الإجابة تبيّن أن السّبب وراء ذلك هو مخالفة اليهود في صيامهم لهذا اليوم، ولقد فضّل أهل العلم صيام تاسوعاء وعاشوراء، على صيام عاشوراء وما بعده، وذلك استناداً لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه عن صيام عاشوراء: "لَئِنْ بَقِيتُ إلى قابلٍ، لَأصومَنَّ التَّاسِعَ والعاشِرَ". [8] ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي قبل أن يصومه، فصيام اليوم التّاسع أفضل، ومن واجب المسلم إن أراد الصّيام اتّباع خطى الحبيب محمّد عليه أفضل الصّلاة والسّلام، وصيام هذا اليوم فيه فضلٌ كبير، فهو اليوم الّذي أعزّ الله تعالى فيه دعوة التّوحيد ونصر فيه نبيّه، ونجّى فيه المؤمنين من ظلم الكافرين، كذلك كان رسول الله يصوم هذا اليوم ويحثّ أصحابه والمسلمين على صيامه، ونوال أجره والفضل الّذي فيه، والله أعلم. [9] شاهد أيضًا: ما هي طريقة صيام عاشوراء فضل صيام يوم عاشوراء قد تحدّثنا سابقاً عن إجابة لماذا نصوم يوم قبل او بعد عاشوراء، أمّا عن فضل صيام يوم عاشوراء، فهو من الأيّام الّتي يكفّر بها الله تعالى ذنوب عباده، ويعفو عن زلّاتهم، ويتجاوز عن خطاياهم، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل صيام هذا اليوم العظيم: "وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ".
السؤال: لي طفلة في العاشرة من عمرها صامت يوم عاشوراء ولم تصم قبله ولا بعده فما حكم ذلك يا فضيلة الشيخ؟ الشيخ: ما شاء الله! ما لها إلا عشر سنوات؟! السائل: نعم. عشر سنوات. الجواب: ما شاء الله! لا حرج عليها؛ لأن صوم يوم قبله أو يوم بعده على سبيل الأفضلية فقط. المصدر: الشيخ ابن عثيمين من فتاوى اللقاء الشهري، لقاء رقم(74)
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على هل يجوز صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده ، وما هي القصّة التي من أجلها جُوّز صيام يوم عاشوراء، وما هي مراتب الصوم يوم عاشوراء، والتعريف بيوم عاشوراء، وما هو اليوم الذي سيُوافق يوم عاشوراء في الشّهر الميلادي، وبعض الأحكام الفقهيّة المتعلّقة بصيام يوم عاشوراء.
تاريخ النشر: الخميس 22 محرم 1431 هـ - 7-1-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 131026 29189 0 299 السؤال أرغب في معرفة الأجر الذي يستحقه من صام يوم عرفة ويوم عاشوراء مع يوم قبله أو بعده، وإذا تقبل الله من الصائم هذا الأجر فما هي السنون التي ستغتفر له بالضبط؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أجرهما وما يكفران من السنين في حديث مسلم: صوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية. انتهى. وأما صوم يوم تاسوعاء فسببه ما في صحيح مسلم من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال: إذا كان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا اليوم التاسع. انتهى. ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم فضلا خاصا بصوم تاسوعاء، إلا أنه يدخل في عموم صوم شهر المحرم الذي ورد فضل صومه في صحيح مسلم: من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم سئل أي الصيام ـ بعد رمضان ـ أفضل؟ قال شهر الله المحرم. إضافة إلى ما في صومه من تحقيق ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم من مخالفة اليهود والنصارى في صوم يوم آخر مع صوم اليوم العاشر.