ما معنى الشيعة؟ - من فتاوى الشيخ الشعراوي - YouTube
وقال أبو الحسن الأشعري: « وإنّما قيل الشيعة ؛ لأنّهم شايعوا عليّاً ، ويقدّمونه على سائر أصحاب رسول الله » (8). ومن خلال التمعّن في مجموع هذه التعاريف (9) ، التي تعدّ من أبرز التعاريف التي ذكرت للشيعة ، نستطيع أن نستخلص مجموعة من الأمور الدخيلة في بيان معنى التشيّع ، وبلورة مفهومه بشكل واضح ، وهي: ١ ـ أنّ التشيّع يعني تولّي أمير المؤمنين علي عليه السلام ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّها الناس ألستُ أولى منكم بأنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، فقال صلّى الله عليه وسلّم: « من كنت مولاه فهذا عليُّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه كيفما دار » (10). وجاء في سنن الترمذي بنفس المعنى عن رسول الله أنّه قال: « إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » (11). وفيه أيضاً: « من كنت مولاه فعلي مولاه » (12). ٢ ـ إنّ النصّ الذي يعتقده الشيعة في أمير المؤمنين عليه السلام على قسمين: إمّا أن يكون نصّاً جليّاً أو نصّاً خفيّاً ، وقد عرّفها شيخ الطائفة الطوسي بقوله: « ثمّ النصّ ينقسم قسمة أخرى على ضربين: أحدهما ـ تفرّد بنقله الشيعة الإماميّة خاصّة وإن كان في أصحاب الحديث من رواه على وجه نقل أخبار الآحاد ـ وهو النص الجليّ ، والآخر ـ المؤالف والمخالف وتلقاه جميع الأمّة بالقبول على اختلاف آرائهم ومذاهبهم.
ويقول سبحانه وتعالى: ( ولقد أهلكنا أشياعكم) ( 8). والخطاب يعني أهل مكة ، وقال عز وجل: ( كما فعل بأشياعكم من قبل) ( 9). والمعنى هنا أهل مكة أيضا. وقوله تعالى: ( ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا) ( 10) هذا ما يذهب إليه مقاتل بن سليمان من أقدم من فسر القرآن ، وصاحب ( الأشباه والنظائر) ( 11) وهذا يفسر لنا أن لفظة ( شيعة) قد وردت في الكتاب قبل ظهورها بالفعل. فلفظ الشيعة إذا ليس مخصوصا بفرقة دون فرقة ، بل يشمل كل فرقة أجمعت أمرها على شئ ، غير أن هذه اللفظة خرجت عن هذا العموم ، وغلبت على من تمسك بأهل البيت الطاهر حتى صارت لهم اسما خاصا يمتازون به عمن عداهم من سائر الفرق الإسلامية. وكتب ( اللغة) حافلة بلفظ ( الشيعة) أمثال: ( المصباح المنير) و ( الصحاح). الشيعة اصطلاحا: وانطلاقا من كون التشيع اعتقادا بآراء معينة ذهب العلماء والباحثون تبعا لذلك إلى تعريفه على اختلاف بينهم في مدى سعة هذه التعاريف وضيقها وإليك نماذج من تعريفاتهم: ( 1) الشيعة: من شايع عليا – أي أتبعه وقدمه على غيره في الإمامة وإن لم يوافق على إمامة باقي الأئمة ، فيدخل منهم الإمامية والجارودية من الزيدية والإسماعيلية غير الملاحدة منهم والواقفية والفطحية ( 12).