زوج وزوجة منفصلان منذ أشهر، في سيّارة واحدة. يتشاجران، يصرخان، الزوج فاقد أعصابه والزوجة خائفة بعدما رأت المسدس بيد زوجها. يتوقّف السير في الزحمة. يطلق الرجل النار على خصر زوجته، تردد الأخيرة "أنا متت" فيكمل عليها ويطلق طلقة ثانية في رأسها فيرديها. يسير بالجثة ويرميها من أعلى الطريق إلى واد قريب ويغادر. يستحمّ ويحلق شعره وذقنه ويسلّم نفسه لمخابرات الجيش، وبعد سنتين من جريمته يصدر حكم مبرم بسجنه 25 عاماً. اسم الزوج القاتل جان ديب، واسم الزوجة الضحية نسرين روحانا، أما تاريخ حصول هذه الجريمة ومكانها، ففي 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 في منطقة نهر إبراهيم اللبنانية (شمال بيروت). لماذا نكتب اليوم عن القضية؟ لأنّ برنامج "عاطل عن الحرية" الذي تعرضه قناة MTV اللبنانية خصص حلقته مساء الأحد لقصة جان ديب. قصة جان وحده، لأن الرأي الآخر غائب، الرأي الآخر قتل في نهر إبراهيم عام 2014. بدأت الحلقة ــ كما هي عادة البرنامج ــ بمشهد تمثيلي لقصة جان (الممثل هشام أبو سليمان) ونسرين (الممثلة زينة زيادة)، يتشاجران. نكتشف من أول دقيقتين أن جان يشكّ في أن زوجته تخونه وأنّه مدمن على المخدرات ويصرف راتب زوجته على شراء المواد المخدرة.
حلقات و حوارات حصرية مع سجناء من كبار المطلوبين في لبنان بقضايا قتل، مخدرات، نصب وقضايا ارهابية، كما تدخل كاميرا"عاطل عن الحرية" في الحلقات التالية سجون أوروبا و تحديدا هولندا وسلوفينيا. نهار الاثنين 11 أيلول تصادف الذكرى الـ16 للهجمات الارهابية التي استهدفت مركز التجارة العالمي في نيويورك. يستضيف سمير يوسف السجين ابراهيم أحمد حميد المحكوم اعدام في سجن رومية وهو من احد المتهمين بهجمات مركز التجارة العالمي في العام 1993، التفجير الذي مهد للهجوم في العام 2001. السجين ابراهيم احمد حميد، هو شقيق عفيف حميد منفذ عملية ميونيخ سنة 1972 ضد الفريق الإسرئيلي. السجين إبراهيم محكوم اعدام بسبب جريمة قتل في لبنان. مكتب التحقيقات الفدرالية FBI القى القبض عليه بعد عودته الى الولايات المتحدة و استرده الانتربول من الولايات المتحدة عام 2008 بموجب مذكرة توقيف لبنانية بعد اتهمامه بتفخيخ المسجلة وعدة عمليات تزوير. لأول مرة ضمن الحلقة نفسها إطلالة خاصة وحصرية لرئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر التي حكمت بقضية ابراهيم حميد واصدرت الحكم بحقه عندما كانت رئيسة محكمة جنايات بيروت. "عاطل عن الحرية" الإثنين 11 أيلول 2017 الساعة 9:45 مساءً
لم يحظ برنامج "عاطل عن الحرية" الذي تعرضه شاشة MTV بالضجّة الإعلاميّة التي يستحقها، على الرغم من أنّه واحد من البرامج القليلة التي لا تعدّ على عجل. البرنامج يتطرّق إلى جرائم هزّت المجتمع اللبناني، معظمها لا يزال حاضراً في أذهان الكثيرين رغم مرور وقت طويل على وقوعها. فمن سجلات السجن، يتمّ اختيار حالة واحدة كل حلقة، مجرم يروي بالتفاصيل جريمته بعيداً عن السرد الممل، على خلفية مشاهد يعاد تمثيلها لتقريب القصّة إلى مشاهد يملّ السرد الطويل، ليحيط بكافة التفاصيل المتعلقة بالضحية والمجرم. وفي كل حلقة، يجري فريق العمل مقابلات مع أشخاص عايشوا الجريمة، ومع المحامين وأقرباء الضحية، وغالباً ما يتلو المجرم فعل الندامة من سجن ضيّغ داخل جدرانه سنوات طويلة ولا يزال بانتظاره الكثير. في الحلقة التي بثت مساء اليوم الجمعة، كان الوضع مختلفاً، القاتلة عاملة منزلية سيرلانكية قتلت مخدومتها التي ما لبثت أن هاجر أولادها إلى فنزويلا ولم يعد ثمّة شاهد على الجريمة يروي من جهة القتيلة ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم. في سجن بربر خازن، كانت المرّة الأولى التي تعترف فيها القاتلة بجرمها بعد أن قضت سنوات في السجن وهي تنكر أنّ تكون هي من نفّذ الجريمة المروّعة، اعتراف أدهش مديرة السجن التي قالت إنّ اعتراف القاتلة جعلها تعيش راحةً نفسيةً، بعد أن بقيت سنوات تعيش الكذبة وتصرّ على تصديقها رغم أنّ كل الأدلّة كانت ضدّها.
11\6\2020 الأخبار 3891 أطلت الممثلة بارنديت حديب في الحلقة التي تناولت جريمة كترمايا صحيح أن قناة mtv تعيد عرض حلقات برنامج «عاطل عن الحرية» الذي يقدمه سمير يوسف أسبوعياً (كل أربعاء 23:00)، إلا أن تلك الحالات تلقى نسبة مشاهدة لافتة. الحلقات قديمة من الموسم السابع للعمل الذي يلقي الضوء على أوضاع السجون في لبنان. كما يعرض «عاطل عن الحرية» حالة كل سجين على طريقة المسلسل ويستعرض أحداثاً حصلت وأدت إلى دخوله السجن. في هذا السياق، تعرض القناة اللبنانية حلقات أطلت فيها مجموعة ممثلات من بينهن ميراي بانوسيان وبرناديت حديب اللتان شاركتا في تمثيل جريمتين وقعتا كلاً على حدة. وكان لافتاً حضور برناديت بحلقة جريمة كترمايا التي هزّت لبنان وراح ضحيتها عدد من الاشخاص من بينهم أطفال. ففي 28 نيسان (أبريل) 2010، فُجع لبنان بجريمة وحشية راح ضحيتها أربعة أبرياء في بلدة كترمايا في إقليم الخروب. الحلقة مؤثرة تروي حالة الصدمة التي ضربت المنطقة جراء الجريمة البشعة. وأدّت الممثلة اللبنانية دورها بكل حرفية. على الضفة الأخرى، من المتوقع أن يعود «عاطل عن الحرية» بحلقات جديدة في الخريف المقبل. المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مستقبلاً في مكتبه في ثكنة المقر العام، الاعلامي سمير يوسف مقدم برنامج عاطل عن الحرية
عاطل عن الحرية الطفلة نور ارتكبت جرائم - video Dailymotion Watch fullscreen Font
من حقّ كل مجرم أن يتوب. من حقّه أن يندم ويعتذر ومن حقّه طبعاً أن يعرض وجهة نظره من الجريمة. لكنّ كل دموع العالم، وكل العبارات الرومنسية للعاشق المغدور، لن تغيّر الواقع: صباح الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2014، خطف جان ديب، زوجته نسرين روحانا، من أمام مكان عملها في مجمّع تجاري في منطقة الأشرفية في بيروت، وأجبرها على الركوب معه في سيّارته. وعندما وصلا إلى نهر إبراهيم، أطلق النار عليها مرتين، وقتلها ورماها. جان قتل نسرين. هذه هي القصة الحقيقية لجريمة نهر إبراهيم.
ثم تتسارع الأحداث، تروي الخادمة أنّ الجيران تجمّعوا والشرطة حضرت وألقت القبض عليها، ثم اختلقت قصة غير حقيقيّة في المحكمة، إلا أنّها حوكمت بالسجن المؤبد منذ العام 1998 لأن كلّ الأدلّة كانت ضدّها. البرنامج حاول الوصول إلى عائلة المغدورة، ليتبين أنّ الزوج مات بعد زوجته بفترة وجيزة، وأولادهما سافروا إلى فنزويلا، إلا أنّ البرنامج أكّد أنه حصل على إذن بعرض الحلقة دون ذكر اسم المغدورة، التي لم تتمكّن من الدفاع عن نفسها، بعد أن قتلت بيد قاتلة أعطاها البرنامج الحق في رواية تفاصيل جريمة لم يكن ثمّة شاهد عليها، وقام ممثلون بتجسيد الجريمة وترسيخ في ذهن المتلقّي صورة عن قتيلة ليست سوى مجرد نموذجاً سيئاً لربات المنازل اللواتي يدفعن الخادمة إلى ارتكاب جريمة بسبب سوء معاملتهن. قد تكون القتيلة واحدة من هذه النماذج وقد لا تكون، خصوصاً أن الخادمة اعترفت أنّها حاولت قتل زوج الضحيّة رغم معاملته الطيبة معها، إلا أنّ البرنامج عرض وجهة نظر واحدة، جانباً واحداً من الحقيقة، وبقيت الضحيّة في عيون المشاهدين مذنبة شاركت في الجريمة، عندما دفعت خادمتها إلى قتلها. 17 سنة قضتها القاتلة المحكومة بالسجن المؤبّد وراء القضبان، لم يزرها أحد، لم تعرف أي شيء عن عائلتها التي تقول إنّها قدمت إلى لبنان لتعيلها، ولم تفلح الجمعيات التي تواصلت معها طوال هذه المدّة في العثور على أثر لعائلتها.