وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)، وأحب الأعمال إلى الله تعالى أداء فرائضه، كما أن الإكثار من أداء النوافل يوجب محبة الله للعبد تعالى ويصبح العبد في معية الله في كل أعماله، قال الله تعالى:)إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))النحل ـ 128). علامات محبة ه. * علامات حب الله للعبد: لمحبة الله للعبد علامات يمكن من خلالها معرفة أن كان الله يحبك الله عز وجل: عندما يحب الله سبحانه وتعالي عبده ييسر له فعل الخيرات وأداء الطاعات والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى والبعد عن الذنوب والمعاصي يقول بن القيم: إن الله إذا أحب عبدا أنشأ في قلبه محبته، فالإيمان لا يأتيه الله إلا من أحبه في زمن يكثر فيه الفتن والخداع والغش وهذا الرزق يعتبر من أكبر الدلائل على حب الله عز وجل لشخص يحبه، فالله لا يهدي من لا يحب فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء. ومن علامات حب الله للعبد أن يهبه الله الأخلاق الحسنة والاتصاف بجميع الصفات الفاضلة والنبيلة وأن يقتدي برسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أخلاقه ومعاملاته، ويجعله الله تبارك وتعالى محبوبا بين الناس، وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:(أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً) ـ رواه الطبراني.
رواه الترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني. ومن علاماتها أن يتولى الله تعالى أمره ظاهره وباطنه، فيكون هو المستعمل لجوارحه، فلا يسمع إلا ما يرضي الله، ولا يرى إلا ما يحبه الله، ولا يعمل بيده إلا ما يرضاه الله، ولا يذهب إلا إلى ما يحبه الله، ويكون دعاؤه مسموعا مجابا، ويكون محفوظا من كل سوء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري. وكما يسدد الله ظاهره فإنه تعالى بفضله وكرمه أيضا يسدد باطنه، ويجعل همومه هما واحد، ويبغّض الدنيا في قلبه، ويوحشه من غيره، ويؤنسه بلذة المناجاة في خلواته، ويكشف له الحجب بينه وبين معرفته. كيف تكون محبة الله ورسوله - موضوع. ومن علاماتها أن يكون محبوبا مقبولا عند الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
"فالخطاب في الآية عام يشمل كل من ادّعى حبّ الله، أي طاعته واتّباع أمره، ولم يتّبع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم" ( التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، للزحيلي)، وهذه الآية عند السلف الصالح تسمى آية المحبة التي يختبر الله بها كل من يدعي محبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. قال عليه الصلاة والسلام: « لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ » (متفق عليه)، وعلامة ذلك تقديم طاعة الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام على كل طاعة أخرى، وتقديم ما يحبه الله ورسوله على كل ما يحبه الناس حتى لو في ذلك سخط الناس جميعًا، "ومن لوازم محبة العبد لربه، أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا، في أقواله وأعماله وجميع أحواله" (تفسير السعدي). 3- الاشتغال بطاعته وعبادته والتقرب إليه: من أبرز العلامات الظاهرة لمحبتنا لله عز وجل، الاشتغال بطاعته وعبادته من تأدية الفرائض على أتم وجه، والاستكثار من النوافل، وعدم تضييع الأوقات بسفاسف الأمور وفضول الكلام، إن سلمنا من المعاصي والآثام، يقول الشاعر: تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا محال في القياس بديع لو كان حبك خالصة لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع قال ذو النون: "من علامة الحب ترك كل ما شغله عن الله حتى يكون الشغل كله بالله عز وجل وحده".
صحيح البخاري 6026 وهناك العديد من الطرق التي يمكنك الإلتزام بها لكي تحظي بمحبة الله لك: عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي) رواه مسلم. التقوي: قال تعالي: ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 76] قال- تعالى -: ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ))197البقرة.
6- أن يجد المؤمن نفسَه مدفوعة إلى الطاعة، مقبلة على الله عز وجل، مشغولة بذكره سبحانه وبالتعرف عليه في آياته القرآنية وآياته الكونية، وبالفكر والذكر وكثرة السجود، يقترب المحبُّ من ربه ويأنس بحضرته القدسية، وتيسير الله عز وجل ذلك له دليل على أنه يحبه ويقربه ويقبل عليه أكثر من إقبال العبد عليه.