وفي هذه الجملة من كمال التفويض والاعتزاز بجلال الله تعالى، والاطمئنان إلى قدرته ما يعلو بالنفس على الأنين والشكوى لغير الله تعالى العلي القدير. وفيها إقرار بأننا مُلْكٌ لله تعالى يتصرف فينا كيف يشاء، وأمورنا بين يديه سبحانه يصرفها كما يشاء، وهو نعم المعتمد في كشف الضر وإزالة الكرب، وله الأمر والتدبير، فنحن في الدنيا مملوكون له، ومن بعد الدنيا نرجع إليه. ان لا الله وان اليه راجعون تعزيه. وفيها إقرار بالتوحيد، واستشعار للعبودية، وإيمان بالبعث والنشور، وفي ذلك عزاء أي عزاء وسلوى عن البلاء. وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» رواه مسلم. هذا؛ وإن الصالحين لَا يفرون من المصائب تنزل بهم، ولا يرونها من جانبها الشديد، بل يرونها من جانبها الصالح المفيد، فهي تربي في المؤمن الإحساس بالربوبية والضعف أمام القدرة الإلهية، والإخلاص لله تعالى، فالإخلاص حيث الضعف أمامه سبحانه، وأنه لَا كاشف للضر سواه فيتضرع إليه، والدعاء والتضرع من أعظم العبادات، وأعلى المقامات.
فالابتلاءات تمحص وتصفي ولا تهلك وتوبق. ثم إن هذه المصائب التي يصاب بها الفرد أو الأمة قد تكون في باب الجوع والخوف، وهما من أشد المصائب؛ لأن الجوع يؤلم البدن ويوهنه، والخوف يشغل القلب ويتلفه، ولولا أن البلاء كان بشيء من الجوع والخوف سرعان ما يزول؛ لقضى على صاحبه. ومن البلاء: النقص في الأموال والأنفس والثمرات بما يصيبها من جوائح، أو ما يقع عليها من اعتداء بالغصب أو السرقة أو الاتلاف. ونقص الأنفس بموت الأولاد والأحبة؛ وذلك يحزن القلب، ويستدر الدمع. والكثرة عز وقوة، فإذا فقد كثرته أصيب في عزه وقوته. ان لا الله وان اليه راجعون في الانكليزي. وبعد الإخبار بالمصيبة والبلاء جاءت البشارة { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} والصبر المحمود هو الصبر الجميل الذي يكون من غير أنين ولا تأفف، وليس فيه جزع ولا تسخط، ولا شكوى للخلق؛ وذلك كصبر يعقوب عليه السلام عندما فقد يوسف فقال: { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]. ومما يجعل الصبرَ جميلاً لا أنين فيه ولا شكوى، ولا تململ مما أنزل الله تعالى من البلاء أن يفوض أمره إليه سبحانه، وأن يحيل المرجع والمآب إليه عز وجل؛ ولذا قال تعالى في حال الصابرين وقولهم عندما تصيبهم المصيبة وتنزل بهم النازلة: { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].
بعد ذلك يجد نفسه قد صحح حديثين قد يبدو أنهما متناقضين ومن هنا ينظر في المتن فيجد أن هذا التناقض إما من مختلف الحديث أو الناسخ والمنسوخ. انتقادات [عدل] انتقد بعض الباحثين الإسلاميين منهج علم الحديث، حيث رأى الدكتور أحمد صبحي منصور (وهو من منكري السنة النبوية، ومؤسس لما يسمى بالمنهج القرآني الذي يكتفي بالقرآن كمصدر وحيد للتشريع الإسلامي) أن المنهج المتبع في تصحيح الأحاديث غير علمي وغير دقيق واستدل على ذلك بوجود العديد من الأحاديث المصنفة كأحاديث صحيحة ومتناقضة تناقض تام، وأخرى تناقض القرآن. كما أنتقد مراتب الحديث من حديث حسن وحديث ضعيف وغيرها من المراتب الوسطى، حيث قال أنه من غير الممكن أن يقول الرسول محمد حديث ما بنسبة 30% أو 70%، فإما أنه قال هذا الكلام أو لم يقوله ولا يوجد احتمال آخر. خطبة: إنا لله وإنا إليه راجعون - إبراهيم بن محمد الحقيل - طريق الإسلام. وقد أورد انتقاداته لعلم الحديث في سلسلة مقالات بعنوان إنكار السنة في مقدمة صحيح مسلم [1]. كما قال المفكر الإسلامي جمال البنا أن الشروط المستخدمة في تصحيح الأحاديث لم تكن محكمة بالقدر الكافي، كما أنها خالفت شروط ثمانية وضعها إمام السنة الأول أبي حنيفة لتصحيح الأحاديث على حد قوله. وبحسب رأيه أدى هذا لتسرب العديد من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة في كتب الحديث.
وصلوا وسلموا على نبيكم..