2021-09-06, 08:27 PM #1 الملائكة خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى، وعباد مكرمون من عباده، لا يوصوفون بالذكورة ولا بالأنوثة، ولا يأكلون ولا يشربون، ولا يعلم عددهم إلا الله. والملائكةُ منهم الموَكَّلون بالوحي، والموكَّلون بالموت، والموكَّلون بالأرحام، والموكَّلون بالجنَّة، والموكَّلون بالنار، والموكَّلون بغير ذلك، وكلُّهم مستسلمون منقادون لأمر الله عز وجل، قال الله تعالى عنهم: { لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التَّحريم:6). ص92 - كتاب شرح ثلاثة الأصول للعثيمين - ثمرات الإيمان بالملائكة - المكتبة الشاملة. وقد خلق الله تعالى الملائكة من نور، كما خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجانّ من مارج من نار، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خُلِقَت الملائكة من نور، وخُلِق الجان من مارجٍ من نار، وخُلِق آدم مما وُصِف لكم (يعني من الطين)) رواه مسلم. قال ابن عثيمين: "فذكر صلى الله عليه وسلم أن الملائكة خُلِقوا من النور، ولذلك كانوا كلهم خيراً، لا يعصون الله ولا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، فالملائكة خُلِقوا من نور". وقال ابن الجوزي: "وقوله: ( مما وُصِف لكم) يشير إلى المذكور من صفات آدم في القرآن بأنه خُلِق من طين، وشرح أحوال الطين بأنه من صلصال كالفخار".
رابعاً: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ*لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد:: 22، 23). بواسطة: كتاكيت
أركان الإيمان الإيمان هو العقيدة الخالصة و التّصديق بما أوجبه الله سبحانه فعلى المرء الإيمان به كي يتحقق إيمانه الصحيح، ولقد أشار الدّين الإسلاميّ إلى أركان الإيمان السّتة التي تستوجب الإيمان والتّصديق بها، وهي مذكورةٌ في الحديث الصّحيح الذي رُوي عن الصّحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "الإِيمانُ: أنْ تُؤمن بِاللهِ ومَلائِكتِه، وكُتُبِهِ، و رُسُلِهِ، و اليومِ الآخِرِ، و تُؤمن بِالقَدَرِ خَيرِهِ و شَرِّهِ" ، [١] فالإيمان بالله وربوبيّته أعظم الإيمان ولا يكون المرء مؤمنًا إذا جحد أو أنكر إحدى أركان الإيمان الستة.
7 ـ إن الإيمان بالملائكة يدفع الإنسان إلى الاستحياء من الله تعالى والبعد عن معصيته في السر والعلن: فإذا امن الإنسانُ بأنّ الملائكة تغشاه في مجالسه وتتولى كتابة أعماله وأنّهم يتعقبونه في صحوه وغفلته وفي سفره وحضره فلن يستسهلَ الإقدام على المعصية أو اقتراف الخطيئة. 8 ـ إن الإيمان بالملائكة يولد لدى المرء الإنس ويبعد عنه اليأس: فحينما يصاب المؤمنُ بالضيق أو يتعرّض للأذى أو يقابَلُ بالعداء والسخرية من أعداء دينه يجد من الملائكة الأنيسَ والرفيقَ الذي يواسيه ويصبّره ويشجعه على مواصلة السير والثبات على الحق فيقدم مَنْ ثَمَّ على مواجهة الأعداء إذ يعلم أنَّ الله تعالى معه يؤيده بجنود من عنده يكونون عوناً له وناصراً. 9 ـ الانتباه إلى أنّ هذه الحياة الدنيا فانية لا تدوم: حين يتذكر الإنسان ملك الموت المأمور بقبض الأرواح حين يتوفاها ومن ثَمّ فلا تستحق هذه الحياةُ الدنيا أن ينشغل بها الإنسان عن الاخرة ويكفيه منها المتاع الطيب الحلال الذي أباحه الله. 10 ـ عمل الحساب للأخرة: حين يتذكر الإنسان ترحيبَ الملائكة بالمؤمنين في الجنة وتعذيبهم للكفار في النار فيجب أن يكون ممن أنعم الله عليهم بجنته ورضوانه ووقاهم عذاب السّموم.
5 ـ الإيمان بالملائكة يعكس مركز الإنسان الكبير في الكون: فالملائكة الذين هم أشدُّ منّا قوةً وأقوى سريرة قد أُمروا بالسجود لآدم عليه السلام وسُخِّروا لتدبير أمور حياتنا في الدنيا والقيام بشؤوننا في الاخرة وفي هذا تنبيهٌ للإنسان الذي جعله الله خليفةً في الأرض أن يعرف قيمته وقدره وأن يتصّرف بناء على ذلك فيسلك الصراط المستقيم ويتجنّب طريق الغواية والضلال.
[١٣] أمّا عن واجبات المؤمنين تجاه الملائكة فيجب على المرء أن لا يتعمّد إيذاء الملائكة وذلك بترك الذّنوب والآثام فهي من أكثر ما تكرهه الملائكة، فالملائكة لا تدخل البيوت التي يُعصى الله فيها، ولا تقرب السكران والجنب وهو ما رُوي في الحديث الصّحيح عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "ثلاثةٌ لا تقرَبُهم الملائكةُ الجنُبُ والسَّكرانُ والمُتضمِّخُ بالخَلوقِ" ، [١٤] كما أنّها تتأذّى من رائحة الثّوم والبصل والكراث، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "مَن أَكَلَ مِن هذِهِ الشَّجرةِ. قالَ: أوَّلَ يومٍ الثُّومِ، ثمَّ قالَ: الثُّومِ والبصلِ والكرَّاثِ فلا يقربنا في مساجدنا، فإنَّ الملائِكَةَ تتأذَّى ممَّا يتأذَّى منهُ الإنسُ".