بعد ذلك أنزل الله الوحي على رسوله الكريم صلّ الله عليه وسلم لتبرئة السيدة الطاهرة عائشة رضي الله عنها ؛ أنزل الله تعالى تسع آيات مُحكمات لبيان براءة وعفاف السيدة عائشة رضي الله عنها ؛ وكشف كيد المنافقين.
وصلت الإشاعات إلى مسامع النبي صلّ الله عليه وسلم ؛ فكانت شديدة الوقع على نفسه ، ومرضت السيدة عائشة بشدة حينما علمت بذلك الأمر ، وانتظر رسول الله طويلًا لينزل عليه الوحي ؛ وحينما تأخر نزول الوحي ؛ قرر أن يذهب إلى السيدة عائشة ليستوضح ما حدث منها. حينما دخل الرسول صلّ الله عليه وسلم عند السيدة عائشة ؛ وجد عندها امرأة من الأنصار ؛ فجلس الرسول ثم قال: أما بعد ، يا عائشة ، فقد وصلني عنكِ كذا وكذا ، فإن كنتِ بريئة فسيبرئكِ الله ، وإن كنتِ ألممتِ بذنب ؛ فاستغفري الله وتوبي إليه ؛ فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله ؛ تاب الله عليه". حينما سمعت السيدة عائشة حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم إليها ؛ جفت دموعها ونظرت إلى أبيها قائلة: أجب رسول الله فيما قال ، فقال أباها: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألت أمها وكان جوابها مثل جواب أبيها ، فقالت السيدة عائشة: لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقرّ في أنفسكم وصدّقتم به ، فلئن قلتُ لكم أني منه بريئة ؛ والله يعلم أني منه بريئة ؛ لا تصدقوني بذلك ، وإن اعترفتُ لكم بأمر ؛ والله يعلم أني منه بريئة ؛ لتصدقنني وإني والله لا أجد لي ولكم مثلًا إلا قول أبي يوسف حين قال ؛ في قوله تعالى: { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ}.
والقرعة إما أن تكتب أسماء المقترعين على رقاع، ثم تجعل مخلوطةً، ويتخير من بينها واحدة، وإما أن يكتب النصيب في رقاع ثم بعد ذلك يتخير، والقرعة تكون إذا تساوى الناس في الاستحقاق، بمعنى: أن الزوجات متساويات، ومثله أيضاً لو أن امرأة عندها أولياء ليس ولياً واحداً، فمن الذي يتولى تزويجها؟ إذا تنازل بعضهم لبعض فالحمد لله، أما إذا حصل بينهم المشاحة فإننا نلجأ إلى القرعة، ومثله أيضاً لو أن ميتاً عنده أولياء، وكلهم جدير بأن يغسله، فإذا تشاحوا فإننا نقرع بينهم من أجل أن يتولى غسله أحدهم. فالقرعة تحصل إذا حصل التساوي في الاستحقاق، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا)، معناه أنهم إذا تزاحموا في الأذان سيجرون بينهم قرعة من أجل أن يفوز أحدهم بذلك الأجر والثواب.