وبِناءً عليه؛ لا تنعقد صلاةُ الجُمُعة في البُيوت (خطبة وركعتان) ولو جَمَاعة على الراجح، سواء كَثُرَ عددُ المُصلِّين أو قل، وإنما تُصلَّى في البيت ظهرًا بغير خطبةٍ أربع ركعاتٍ. قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن من فاتته الجمعة من المقيمين أن يصلوا أربعًا[5]. وقال النووي: وأجمعت الأمة على أن الجمعة لا تقضى على صورتها جمعة ولكن من فاتته لزمته الظهر [6]. متي تجوز صلاة الجمعة في المنزل - بوابة الأهرام. إذن فصلاة الجمعة في البيت لا تكون بخطبة وتصلى كصلاة الظهر في وقتها أربع ركعات سرية.. هل يجوز الاقتداء في صلاة الجمعة والجماعة بالتلفزيون والمذياع؟ لا يصح الاقتداء بالمذياع أو التلفاز فيها؛ لأنه مظْهر لحركات الإمام وناقل لما يقول، فهو ليس ـ بذاته ولا بما يَنْقُلُه ـ شخصًا يُؤتَمُّ به، بل مثله مثل مُكبِّر الصوت في المساجد أو المُبلِّغ الذي يُعلِم المأمومين بحركات الإمام. والاقتداء في الحقيقة هو بالإمام لا بالمبلِّغ حتى لو كان شخصًا تصحُّ إمامته. وقد اشترط جمهور الفقهاء (أبو حنيفة والشافعي وأحمد) في صحة الإمامة، عدم تقدم المأموم على الإمام، وعلى هذا لو كانت الصلاة المُذاعة تؤدَّي في مكان خلف المصلِّين كانوا متقدِّمين على الإمام، كسكَّان القاهرة إذا صلوا بإمام تُذاع صلاته في الإسكندرية.
وكذلك نص الإمام ابن قدامة في "المغني"(2/ 253) على أن من لم تجب عليه الجمعة إن صلاها أجزأته، فقال:"(وإن حضروها أجزأتهم)، يعني تجزئهم الجمعة عن الظهر، ولا نعلم في هذا خلافًا؛ قال ابن المنذر أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن لا جمعة على النساء، وأجمعوا على أنهن إذا حضرن فصلين الجمعة أن ذلك يجزئ عنهن؛ لأن إسقاط الجمعة للتخفيف عنهن، فإذا تحملوا المشقة وصلوا، أجزأهم، كالمريض". وقال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (23/ 166): "وكما لا تجب الجمعة على المريض والمسافر والعبد، وإن جاز له فعلها". كيفية أداء صلاة الجمعة في البيت - رقيم. إذا تقرر هذا؛ فيجوز أداء صلاة الجمعة في المنازل في زمان الأوبئة العامة، والجمعة وإن كانت غير واجبة على المكلفين في المسجد لحفظ النفس ، كما سبق بيانه في فتوى: " حكم ترك الجمعة والجماعة بسبب فيروس كورونا "، إلا أنه يشرع أداؤها في المنزل لأمن العدوى، والقول بعدم وجوبها لا ينافي صحتها لمن صلاها؛ كما سبق ذكره من كلام الأئمة. هذا؛ وقد أطلت الكلام في تلك المسألة؛ لشدة الحاجة إليها، ولبيان ضعف المخالف، ولإظهار أنه لا تعارض بين عدم الوجوب من جهة وجواز الفعل من جهة أخرى، وللتنبيه على بطلان دعوى أن الأحوط صلاة الظهر خروجًا من الخلاف.
أما الوقت الحالي بعد أن تم فتح المساجد فقد تحدث الدكتور خالد عمران عبر مكالمة تليفونية لبرنامج بقناة إكسترا نيوز. والذي أوضح به أنه يجوز لعدة حالات عدم الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة. وأن يقوموا بتأدية الصلاة أربع ركعات، ومن هذه الحالات ما يلي: شخص مصاب بفيروس كورونا المستجد. من لديه حالة رعب من الإصابة بالفيروس. الرجال المصابين بأمراض نقص المناعة وغيرها من الأمراض التي تؤدي إلى الإصابة بالعدوى. كما تم التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية لمن يقم بالصلاة في المسجد. هل تجوز صلاة الجمعة في البيت - فقه. فيجب على المسلمين التباعد وعدم التزاحم أثناء دخول المسجد والخروج منه. شاهد أيضا: حكم تارك صلاة الجمعة حكم ترك صلاة الجمعة في جماعة يعتبر حكم ترك صلاة الجمعة في جماعة داخل المسجد ثلاث جمع متتابعة من الأشياء التي قد تدخل تاركها النار إلا إذا تاب عن ذلك. وذلك لقول رسول الله صل الله عليه وسلم "لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين". أما إذا كان هناك عملًا لإحدى الأشخاص لحماية مكان مثل الجنود حماة الوطن فيمكنهم أداء صلاة الجمعة منفردين. دلائل على وجوب صلاة الجمعة في المسجد مقالات قد تعجبك: هناك دليل على وجوب صلاة الجمعة في وقتها في جماعات من القرآن الكريم.
كيفية أداء صلاة الجمعة في البيت: شَرَع الله عزَّ وجلَّ صلاةَ الجُمُعة، وفَرَضَها على المُسلمين؛ لحِكَمٍ عُليا، ومقاصدَ عُظمى، منها: إظهار شِعار الإسلام، واجتماع وتلاقي المُسلمين لتأكيد الوحدة والتَّعاون على الطَّاعة. وهذه من أعظم مَقاصِدها التي متى انتفت فلا معنى لإقامةِ صلاةِ الجُمُعةِ في البُيُوت، ولذا اشترط الأئمةُ الأربعةُ وغيرُهم مِن الفقهاء لصحَّةِ صلاةِ الجُمُعة شُروطًا تُحَقِّق هذه المقاصد العظيمة؛ من مَسجدٍ، أو جامعِ مِصْرٍ (أي جامع البلدة الكبيرة المليئة بالسكان)، أو عددِ مُصِّلين، أو إذْنِ حاكمٍ، أو غير ذلك، ونَقَل غيرُ واحدٍ منهم اتفاقَ الفقهاء على بعضها. ومِن ذلك قول الإمامِ الزَّيلعيّ رحمهُ الله: «مِنْ شَرْطِ أَدَائِهَا -أي: الجُمُعة- أَنْ يَأْذَنَ الْإِمَامُ لِلنَّاسِ إذْنًا عَامًّا... ؛ لِأَنَّهَا مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَخَصَائِصِ الدِّينِ؛ فَتَجِبُ إقَامَتُهَا عَلَى سَبِيلِ الِاشْتِهَارِ» [3]. وقد فهم السَّلَفُ الصَّالح هذا الفِقه وطبَّقوه؛ فكانوا لا يُصلُّون الجُمُعة في البُيُوت إنْ حَال بينهم وبين تأديتِها جماعةً في المسجد حائلٌ، وإن كَثُرَ عددُهم؛ فَعَنْ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: «شَهِدْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، وَزِرًّا، وَسَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ -وكلهم من التَّابعين-، فَذَكَرَ زِرًّا وَالتَّيْمِيَّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ صَلَّوَا الْجُمُعَةَ أَرْبَعًا -أي: ظهرًا- فِي مَكَانِهِمْ، وَكَانُوا خَائِفِينَ»[4].
عدم وصول نداء المسجد للبيت بسبب بُعد المسافة. بسبب إصابة الإنسان بمرض يمنعه من الذهاب، فعن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الجُمعةُ حقٌّ واجِبٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ إلَّا أربعةٌ عَبدٌ مَملوكٌ أو امرَأةٌ أو صَبيٌّ أو مَريضٌ). عدم وجود وسيلة نقل تساعد على الوصول إلى المسجد الذي يبعد عن البيت مسافة يستحيل معها اللحاق بالصلاة بسرعة. الدليل على مخافة الذهاب لصلاة الجمعة خوفًا من وقوع ضرر، (عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، أنَّهُ قالَ لِمُؤَذِّنِهِ في يَومٍ مَطِيرٍ: إذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، فلا تَقُلْ: حَيَّ علَى الصَّلَاةِ، قُلْ: صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ، قالَ: فَكَأنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ، فَقالَ: أَتَعْجَبُونَ مِن ذَا، قدْ فَعَلَ ذَا مَن هو خَيْرٌ مِنِّي، إنَّ الجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وإنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُوا في الطِّينِ والدَّحْضِ). اقرأ أيضًا: أدعية مستجابة ليوم الجمعة مكتوبة حكم تعدد صلاة الجمعة في البلد الواحد لا يجوز تعدد الجمعة في البلد الواحد، ما دام لم يتواجد المانع أو ضرورة لذلك، وهذا مذهب جمهور الفقهاء، وذلك لأن الجمعة شرعت في الأصل لاجتماع الناس فإذا حدث أن صلى كل فرقة في مسجد مع إمكانية اجتماعهم في مسجد واحد انتفت الحكمة الأساسية التي اقتضتها صلاة الجمعة.
وقال المالكية في الجمعة بالذات: إن الجامع شرْط لصحَّتها، ومن يُصلون خلف المذياع أو التلفاز في البيت أو النادي ليسوا في جامع، وقال الشافعية: إذا زادت المسافة بين من يصلِّي خارج المسجد وطرف المسجد الذي يليه على ثلاثمائة ذارع ( حوالي 150 مترًا) بطل الاقتداء. وقال الحنابلة: إنْ حَالَ بين الإمام والمأموم نهر تجري فيه السفن بطلت صلاة المأموم، وتَبْطُل صلاة الإمام أيضًا؛ لأنَّه ربَط صلاته بصلاة من لا يصحُّ الاقتداء به، وذلك يُبطل الجماعة مع التليفزيون الذي يَنْقل الصلاة من مسجد بعيد مع وجود حواجز كالأنهار التي تجري فيها السفن، ومثلها الشوارع التي تسير فيها السيارات. هذا ولا يَهتم بالسؤال عن ذلك إلا رجلٌ مُقْعَد في بيته لا يستطيع أن يذهب إلى المسجد، أو كسول يؤْثر الصلاة في البيت أو في محلِّ عمله، أو جماعة في مسجد لا يجدون من يخطُب لهم الجمعة، ونقول للأوَّل " لا يكلِّف الله نفسًا إلا وُسْعها "، وقد تكون نيتك خيرًا من عملك، ونقول للثاني: صلاة الجماعة سنة غير واجبة ويمكن أداؤها مع أي واحد في غير المسجد وإن كان المسجد أفضل، أما الجمعة فلا عذر لك في كسلك فهي فرصة الأسبوع، والتحذير شديد في التهاون فيها، يَكفي منها حديث " ليَنْتَهِيَنَّ أقْوَامٌ عنْ وَدَعِهم ـ تَرْكِهِم ـ الجُمُعَات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونُنَّ من الغافلين " رواه مسلم.
اهـ. والله أعلم.