اليوم، وبعد أن شاركت الشعب الإماراتي في الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس دولته، عبْر حضور حفلة مبدعة في منزل سعادة السفير الإماراتي في بكين، أو عبْر تقاسم مشاهد الاحتفال في حسابات التواصل الاجتماعي لأصدقائي الصينيين المقيمين في الإمارات، أظنني اهتديت إلى الجواب للسؤال المطروح آنفاً: إن سرّ نجاح الإمارات، يكمن في مزايا عديدة، وأهمّها ميزتا الإبداع والانفتاح، اللتان تشكلان الهوية الوطنية الإماراتية. الإبداع في المشاريع التجارية.. مفتاح بقاء الشركات | مجلة رواد الأعمال. الميزة الأولى، وهي الإبداع، تتبين بوضوح أمام ناظري كل من يتجول في ربوع الإمارات: فأبراجها العجيبة والمبهرة، تجعل الإمارات، ومدينة دبي خاصة، أكبر مختبر للفن المعماري الحديث في العالم، وتأتي كشهادات على روح الإبداع والابتكار، إضافة إلى سلامة الذوق الجمالي. ولكن ميزة الإبداع تتجسد قبل المظاهر الخارجية، في سلسلة من الاستراتيجيات والسياسات الحكيمة والرائدة، منها أولوية بناء الإنسان، باعتبارها محوراً للتنمية الشاملة، والسعي وراء التنمية المتناغمة للاقتصاد والمجتمع والبيئة، والاهتمام بدور المرأة، والنهوض بمكانتها، وتبني آليات مبتكرة، هي الأولى من نوعها عالمياً، لتنفيذ هذه الاستراتيجيات، كتأسيس وزارة التسامح، ووزارة السعادة، ووزارة اللامستحيل... وإقامة أول معرض إكسبو العالمي في منطقة الشرق الأوسط، وإطلاق أول مشروع عربي لاستكشاف المريخ... إضافة إلى برامج ومشاريع أسطورية كثيرة، ما كانت تأتي إلى حيز الوجود، بدون روح الإبداع والابتكار.
وإذ كان ذلك كذلك، فمعنى الكلام: لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له أن يشفع عنده، فإذا أذن الله لمن أذن له أن يشفع فزع لسماعه إذنه، حتى إذا فزِّع عن قلوبهم فجلِّيَ عنها، وكشف الفزع عنهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: الحق، (وَهُوَ الْعَلِيُّ) على كل شيء (الْكَبِيرُ) الذي لا شيء دونه. والعرب تستعمل " فزِّع " في معنيين فتقول للشجاع الذي به تنـزل الأمور التي يفزع منها: هو مفزَّع، وتقول للجبان الذي يفزَع من كل شيء: إنه لمفزَّع، وكذلك تقول للرجل الذي يقضي له الناس في الأمور بالغلبة على من نازله فيها: هو مغلِّب، وإذا أريد به هذا المعنى كان غالبًا، وتقول للرجل أيضًا الذي هو مغلوب أبدًا: مغلَّب. قالوا عن دبلوم دراسات الابداع وتطبيقاته – دبلوم دراسات الإبداع وتطبيقاته. وقد اختلفت القراء في قراءة ذلك؛ فقرأته عامة قراء الأمصار أجمعون (فُزِّعَ) بالزاي والعين على التأويل الذي ذكرناه عن ابن مسعود ومن قال بقوله في ذلك، وروي عن الحسن أنه قرأ ذلك (حَتَّى إِذَا فُرِغَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) بالراء والغين على التأويل الذي ذكرناه عن ابن زيد. وقد يحتمل توجيه معنى قراءة الحسن ذلك كذلك، إلى (حَتَّى إِذَا فُرِغَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) فصارت فارغة من الفزع الذي كان حل بها، ذُكر عن مجاهد أنه قرأ ذلك (فُزِعَ) بمعنى: كشف الله الفزع عنها.
الثلاثاء 6 محرم 1434 هـ - 20 نوفمبر 2012م - العدد 16220 أدوات تنافس «الميدان يا حميدان» لم تعد «شريفة» د. أحمد الحريري يحظى مجتمعنا بالكثير من الناجحين الذين يعيشون حالات التميز وشواهد الإنجاز والتألق، إلاّ أنهم محاطون بأعداء كُثر أنهكوا عقولهم بالتفكير والتخطيط لإحباطهم، بل وتهميش إنجازاتهم، من خلال تشويه سمعتهم بشتى الطرق والأساليب الممكنة، التي تهدف إلى إعاقتهم عن إكمال مسيرتهم، إلى جانب تدميرهم نفسياً ومهنياً، على اعتبار أن سمعة الإنسان حتى وإن كانت مهنية هي أغلى ما يملك، والمساس بها لغرض تشويهها قد يدمر ويحبط كل ما تم إنجازه. وتشتكي أغلب البيئات الإدارية والقطاعات المهنية من وجود أشخاص يسعون إلى قدح وقذف وتشويه مسيرة انجازات الآخرين، وهم ما يمثل نموذجا حقيقيا لأعداء النجاح، فإن برز موظف في وظيفة قالوا "الواسطة"! ، وإن سطع نجم قالوا ب"الصدفة"! ، وأن كُرِّم مُجتهداً قالوا ب"الحظ"! ، فلا هم نجحوا مع الناجحين ولا هم الذين سلموا من الآلام النفسية، وهو ما يُحتم عدم الالتفات إليهم ورد كيدهم في نحورهم، فالعبرة في النهاية لمن يقدم الإبداع والإنتاج والإنجاز، كما أن "واثق الخطوة يمشي ملكاً"، وقالوها قديماً: "لا يُرمى إلاّ الشجرة المُثمرة"!.
لا تفكر بمن غدر بك ولا بمن يشمت بك، فقط فكر بكل لحظة تعيشها بعد اليوم! وتذكر أن الانجليز قالوا لك جهرا علنا قبل تلك المباراة بأيام: أنت الأفضل، أنت الأروع، بلا منازع، بلا منافس! وكانوا محقين فيما قالوا؛ كيف لا وأنت الذي يعزف لهم أجمل سمفونيات الكرة هناك داخل المستطيلات الخضراء أينما وطئت قدماك؟! كيف لا وأنت تسحرهم بسحرك الفرعوني؟ كيف لا وأنت ترسم لهم لوحات الإبداع بريشتك العربية؟ وتذكر، لم يقولوا: أنت مسلم بل قالوا: أنت موهوب، ولم يقولوا: أنت عربي بل قالوا أنت بارع، ولم يقولوا: أنت تسجد في الملعب بل قالوا: أنت تبدع في الملعب، ولم يكترثوا للحيتك بل اهتموا ليسراك: قدمك الذهبية؛ فتوجوك أفضل لاعب في كل إنجلترا، وضعوا التاج على رأسك وقالوا لك: "انت وبس"! ورغم أن البعض من بني قومك اتهمك بأنك محظوظ، وهي تهمة الفاشل للناجح، وتهمة الحاسد للمحسود، وتهمة المقلد للمبدع، وتهمة المتخلف للمتقدم، وتهمة الثعلب للعنب، وتهمة الصحراء للأرض المزروعة، إلا أنك أعطيت للإبداع معنى عربيا خالصا نقيا، علمتهم درسا جديدا في فنون الكرة، لمست قلب كل عاشق للكرة المستديرة بلمساتك الساحرة وخطاك الرشيقة؛ والكرة تأبى فراق قدميك، كأنك الحنين المنشود لها، كأنك الحنان المفقود عندها، كأنك الرقة الضائعة من لدنها!